خبر عار الغفران- يديعوت

الساعة 08:23 ص|28 ابريل 2014

عار الغفران- يديعوت

بقلم: غيورا آيلاند

(المضمون: حوكم منفذو الجرائم النازيون بعد الحرب محاكمة متسامحة سهلة حينما كانت جرائمهم موجهة على اليهود. وتم التشدد في محاكمتهم حينما كانت جرائمهم على غيرهم من الشعوب - المصدر).

 

إن من الحقائق التي اعتيد تأكيدها في الحديث عن الكارثة وقوف أكثر أمم العالم متنحية والقليل جدا الذي قامت به لمضاءلة مقدار الابادة. وتؤكد فيما تؤكد حقيقة أن الحلفاء امتنعوا عن قصف معسكرات الابادة أو السكك الحديدية التي تؤدي اليها.

 

ثمة ذرائع وتفسيرات امريكية غير مقنعة لتوجههم السلبي بالنسبة للكارثة، وهي تفسيرات ربما يمكن تفهمها وإن لم يمكن قبولها ايضا. ولا يمكن في مقابل ذلك أن نتفهم التوجه الامريكي المتسامح بصورة مخيفة نحو اولئك المجرمين النازيين الذين تم الامساك بهم وجيء بهم ليحاكموا بعد الحرب.

 

ثم انطباع خاطيء يرى كأن الحلفاء في الحرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة صفوا في نهاية الحرب الحساب مع اولئك المجرمين. والجميع يعرف محاكمات نرينبيرغ المشهورة. لكن يجدر أن نعلم عددا من الحقائق عن هذه المحاكمات. في نهاية الحرب تمت في مدينة نرينبيرغ 12+ 1 محاكمة. أما الـ 1 فهي المحاكمة الرئيسة التي تمت لقادة النظام النازي. وقد جيء بـ 24 شخصا للمحاكمة فيها حُكم بالاعدام على 12 فقط منهم ونفذت العقوبة في 10 منهم فقط. وقد يكون هذا احصاءً معقولا بازاء حقيقة أن عددا من المتهمين كانوا في مناصب "مدنية" وقت الحرب.

 

ومن المثير للاهتمام أكثر أن نعلم ما حدث في الـ 12 محاكمة الاخرى التي تمت في أكثرها لمن كان دم حقيقي (والكثير من الدم) على أيديهم. من بين 185 شخصا حوكموا، حُكم على 24 منهم بالموت، لكن 13 فقط أُعدموا، أي 7 بالمئة فقط.

 

ومن المدهش بصورة خاصة أن نعلم ما حدث في محاكمة آينتس غروفن، وهي المنظمة التي أنشئت في 1941 وأُرسلت على أثر القوات الالمانية المتقدمة في الاتحاد السوفييتي، وكان دورها المحدد والواضح والرئيس إبادة اليهود رجالا ونساءً واطفالا. وليس الحديث عن قوة عسكرية قتلت يهودا مع اعمالها الرئيسة بل عن قوة عسكرية كان قتل اليهود غايتها. وقد تكون اعمال قتل هذه الوحدة أقسى وأفظع ما حدث في الكارثة.

 

بين الـ 12 محاكمة التي تمت بعد الحرب، تمت في 1948 ايضا محاكمة آينتس غروفن التي حوكم فيها قادة المنظمة وهم ضباط برتب قائد لواء وقائد كتيبة. وقد نفذ الاعدام في 4 فقط من بين 24، أما الباقون فتم الافراج عنهم من السجون مع عقوبة 10 سنوات في الأكثر. فعلى سبيل المثال تم الافراج عن هاينتس روست قائد هاينتس غروفن آي التي عملت في بلدان البلطيق في

 

1951، أو بعد المحاكمة بثلاث سنوات. وكذلك ايضا ايرنست ببرشتاين الذي كان قائد كتيبة في اللواء سي. الذي عمل في اوكرانيا، وقد تم الافراج عنه في 1958 وعاد ليعمل كاهنا الى أن مات في شيخوخة طيبة في سن الـ 87.

 

ولكي لا يكون سوء فهم نقول إن هذين كالآخرين جميعا أُدينوا بجرائم قتل شعب، ولم يوجد أي شك في مشاركتهم الشخصية جدا في أقسى قتل لآلاف البشر.

 

لم تكن المشكلة مشكلة الحكم بل الحكم المتسامح بصورة لا تُعقل. وحينما ندرس دراسة عميقة كل تلك المحاكمات الـ 12 (ومحاكمات اخرى تمت لذوي رتب أدنى في موازاتها) نخلص الى استنتاج مقلق جدا. ففي تلك المحاكمات التي كان القضاة والمُدعون فيها امريكيون فقط تناولت قوة العقوبة التي قُررت شدة الجريمة تناولا ضئيلا جدا وتناولت بقدر أكبر سؤال فيمن نُفذت. وبعبارة اخرى حوكمت جرائم الالمانيين على الأسرى الامريكيين بتشديد كبير، أما الجرائم على أبناء الشعوب الاخرى فبتشدد "متوسط"، أما الجرائم التي كانت "خالصة" على اليهود كما في حال آينتس غروفن فحظيت بالمعاملة الأكثر تسامحا.