خبر عباس والانتخابات الأحادية في الضفة الغربية>> بقلم - إبراهيم المدهون

الساعة 08:44 ص|14 ابريل 2014

ناك حديث فتحاوي هامس بدأ يخرج للعلن عن توجه الرئيس محمود عباس للانفراد بالقرار والعمل على إجراء انتخابات في الضفة الغربية من غير مشاركة حركة حماس، ومن دون قطاع غزة، ويهدف الرئيس من هذا التوجه حسب الحديث الفتحاوي لأمرين، الأول يتمثل بالخروج من المشهد السياسي الفلسطيني من غير تحمل تبعات فشله وانسداد الأفق السياسي، ولكي لا يلقى مصير ياسر عرفات، أما الأمر الآخر فيتمثل بمعاقبة حماس ومحاولة تكريس عزلتها لرفع الشرعية الانتخابية والعمل على فكرة غزة إقليم متمرد.

هذا التوجه قالته قيادات يسارية، ونشرته منابر إعلامية فتحاوية وتناقله ساسة مقربين من الرئيس محمود عباس، إلا أنه ما لم يعلن بشكل مسؤول ومن شخصية وازنة وبشكل مباشر سيبقى مجرد أفكار لا قيمة لها ولن كانت تحمل بعداً سياسياً قد يكون مؤثراً، خصوصاً أنها أفكار غير ممكنة التطبيق على أرض الواقع بسبب ضعف السلطة وانقساماتها المشهودة وقلة حيلتها وتفتت قوتها وضياع برنامجها في وهم عملية التسوية.

التلويح بهذا التوجه والحديث بهذا المنطق يُظهر جلياً خطورة الأزمة في عقل سلطة رام الله، ومدى الانحدار الوطني والسياسي الذي وصلت إليه سلطة عباس، والخيارات التي تفكر فيها وتضعها بمواجهة التيه والفشل في الضفة الغربية، بعد أن تسببت بسياستها العبثية بضياع أكثر من 55% من أراض الضفة.

أستبعد توجه الرئيس عباس لهذا التفكير، أو أن يقوم بالعمل نحو هذا التفكير، فالانتخابات الأحادية في الضفة الغربية تشبه إلى حدٍ كبيرٍ مشروع شارون الأحادي الجانب الذي سعى لتفتيت المفتت وتقسيم المقسم وتحطيم القضية الفلسطينية، فأي عمل منفرد من هذا القبيل يصب في صالح المشروع الإسرائيلي، ويعزز الانقسام الفلسطيني والاستفراد بالضفة وغزة كل على حدة، وإنشاء كيانين حقيقيين لا صلة بينهما، كما أنه يخرج حركة فتح نهائياً من الصراع.

ولو صح ما يثار فسيثبت أن مشاكل عباس دحلان وما آلت إليه الأمور أثرت تأثيراً سلبياً على التفكير الفتحاوي، وأن الرئيس عباس لا يهتم إلا لذاته الشخصية والعائلية، ويريد تأمين حياته وأموال ونفوذ وتجارة ومستقبل أبنائه وأحفاده بُعيد انتهاء رئاسته، لهذا فهو يفكر جدياً بتكريس الانقسام وتعزيز دويلات الضفة وفك الارتباط بغزة والانفراد بقراراتٍ أحاديةٍ في الضفة الغربية.

لا شك أن هناك قوى في السلطة تهرب كعادتها في الاتجاه الخطأ، ولديها تصور مغلوط عن واقع القضية الفلسطينية وخريطة القوى فيها، وعليهم أن يدركوا قبل فوات الأوان أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة يكمن في ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة تفعيل مشروعٍ وطنيٍ جامع، يبدأ باعترافهم وإقرارهم بفشل خيار التسوية، والعمل على إعادة الاعتبار لمؤسسات الشعب الفلسطيني وعلى رأسها المجلس التشريعي المعطل.

الانتخابات المنفردة في الضفة الغربية لن تضر حماس بل ستطلق يدها لتقوم بخطوات قد تبدو ضرورية للحفاظ على إرث القضية، وحماس قوية بما يكفي لتفرض وقائع على الأرض لصالح قضيتها وشعبها.