خبر إندبندنت: المخابرات الأمريكية والتركية تقوم بلعبة خبيثة فى سوريا

الساعة 12:03 م|13 ابريل 2014

وكالات

تحدثت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن اللعبة الشريرة التى تخوضها المخابرات الأمريكية والبريطانية ومعهما تركيا فى سوريا، فى ظل التقارير التى كشفت عن أن أنقرة عملت مع السى أى أيه وجهاز المخابرات البريطانية الخارجية "إم أى" 6 لتهريب أسلحة القذافى إلى جماعات المعارضة السورية.

ويقول الكاتب باتريك كوكبرون فى بداية تقريره بالصحيفة، إن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سمانثا باور كانا يضغطان من أجل منح مزيد من المساعدات للمعارضة السورية، على الرغم من الأدلة القوية التى تشير إلى أن المعارضة خاضعة أكثر من أى وقت مضى لسيطرة المقاتلين الذين تتشابه أفكارهم وأساليبهم مع القاعدة. فالهجوم الأخير للمعارضة حول اللاذقية والذى حقق فى البداية قدرا من النجاح كان بقيادة إرهابيين مغاربة وشيشان.

ويشير الكاتب إلى أن أمريكا بذلت قصارى جهدها من أجل الإبقاء على دورها فى تسليح المعارضة السورية سرا، وعملت عبر وكلاء وشركات وهمية. وهو ما جعل المقال الذى كتبه الكاتب الأمريكى البارز سيمور هيرش فى دورية "لندن ريفيو أوف بوكس" عن تعاون أمريكا وبريطانيا وتركيا فى تسليح المعارضة، مثير للاهتمام للغاية.

فقد تركز الانتباه حول ما إذا كانت جماعة جبهة النصرة السورية الإرهابية التى تتلقى مساعدات من المخابرات التركية تقف وراء الهجوم بغاز السارين الذى وقع فى دمشق فى 21 أغسطس الماضى، فى محاولة لتحريض الولايات المتحدة للقيام بتدخل عسكرى كامل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. ونقل هيرش عن مسئول سابق بالمخابرات الأمريكية قوله "نعلم الآن أنه كان عمل سرى مخطط له من قبل رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان لدفع أوباما نحو الخط الأحمر الذى تحدث عنه"، وهو استخدام الأسد للسلاح الكيماوى. ورد المعارضون على ذلك بالقول بأن كل الأدلة تشير إلى أن الحكومة السورية هى من شن الهجوم الكيماوى، وأن جبهة النصرة ليس لديها القدرة على استخدام غاز السارين حتى لو كان بمساعدة تركية.

والجزء الثانى والذى لم يحظ بالقدر الكافى من الاهتمام فى مقال هيرش يتعلق بما أسمته المخابرات الأمريكية خطة الجرذان، وهو خط إمدادات للمعارضة السورية تشرف عليه الولايات المتحدة. وتأتى المعلومات فى هذا الشأن من تقرير سرى للغاية للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكى حول الهجوم الذى شنه المسلحون الليبيون على القنصلية الأمريكية فى بنغازى فى سبتمبر 2012.

ويتحدث التقرير عن العملية التى رتبت فيها وكالة الاستخبارات المركزية والمخابرات البريطانية إرسال ترسانة أسلحة ديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافى إلى تركيا لتعبر بعد ذلك الحدود التركية الجنوبية مع سوريا.

وأشارت الوثيقة إلى اتفاق تم التوصل إليه فى بداية عام 2012 بين أردوغان وأوباما، على أن تقدم تركيا التمويل.. وتم إنشاء شركات وهمية، قيل إنها أسترالية لتوظيف جنود أمريكيين سابقين كانت مهمتهم الحصول على الأسلحة ونقلها. ووفقا لما قاله هيرش، فإن وجود المخابرات البريطانية مكان السى أى أيه من تجنب إبلاغ الكونجرس بعملياته، وفقا لما يقتضيه القانون، لأن ذلك سيظهر على أنه قوة تنسيق واتصال فى هذه الحالة.

ويقول كوكبرون إن البنتاجون حذر بدرجة أكبر من الخارجية الأمريكية فى مخاطر فرض ضغوط عسكرية كبيرة على الأسد، ويرى ذلك كخطوة أولى فى التورط العسكرى على غرار ما حدث فى العراق وأفغانستان.