خبر سلام لكم ايضا - معاريف

الساعة 02:28 م|04 ابريل 2014

 بقلم: عمير ربابورت

 

(المضمون: التقدير لدى جهاز الامن مع نهاية الاسبوع كان أنه لا يزال هناك احتمال في أن تتوفر الصيغة لتمديد المحادثات. بالمقابل، مشكوك جدا أن يحتفل بولارد بليل الفصح بالحرية - المصدر).

 

       التقدير في جهاز الامن على طول الاسبوع كان ان المصلحة الفلسطينية هي في استمرار المحادثات مع اسرائيل حتى بعد نهاية الفترة الزمنية الاصلية التي حددت لها. ووزير الخارجية الامريكي، جون كيري، حتى وان كان "مسيحانيا" ام لا، متحمس لمواصلة المفاوضات. وحسب الموقف الامني، فان مجرد وجود المحادثات هو بالتأكيد مصلحة اسرائيلية.

 

          إذن كيف حصل ان المحادثات التي يريد الجميع ان يستمروا فيها وصلت الى حافة الانفجار لدرجة أن "دولة فلسطين" توجهت الى الامم المتحدة بطلب للانضمام الى 15 ميثاق جديد، خلافا لمنطق الاتصالات؟ هذا حصل أساسا لان معظم الطاقة الاسرائيلية والفلسطينية بذلت ليس على ايجاد صيغة لاستئناف المحادثات بل على خلق قصة تغطية توقع الذنب في الفشل المعروف مسبقا تقريبا على الطرف الاخر. بالضبط مثلما في نهاية محادثات كامب ديفيد في تموز 2000.

 

          في القيادة الامنية يوجد انتقاد لاذع على شكل ادارة الاتصالات في موضوع المفاوضات (من جانب شخصية أساس، المحامي اسحق مولخو): الادعاء الاساس هو أن اسرائيل تواصل بيع مبادىء أساسية مثل عدم تحرير مخربين مع دم على الايدي، قطع كل صلة بين السلطة الفلسطينية وعرب اسرائيل أو فكرة تبادل الاراضي. كل هذه المواضيع طرحت قبيل استئناف المفاوضات بطريقة الحسابات: كم مترا وكم مبنى يقر للبناء حتى في فترة المفاوضات. كم سجينا بالضبط يحرر وكم منهم سيكون مع دم على الايدي.

 

          في نظرة الى الوراء يبدو ان وزير الدفاع يعلون اكثر تفكرا وأقل معاناة من زلات اللسان مما بدا الحال. وتصريحاته ضد فرص المفاوضات هي جزء من فكر مرتب يؤمن به منذ عهده كرئيس للاركان: ينبغي التشكيك بمجرد ما يبدو مسلما به – الاستعداد الاسرائيلي لاخلاء بلدات في الخط الاخضر كجزء من تكتيك المفاوضات. كما أن قوله ضد كيري ليس غير مسبوق. فكرئيس للاركان تورط بـ "زلة لسان" عن (عدم) تفكر وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. وفي حينه اضطر الى الاعتذار.

 

          هل يعلون هو شخصية غير مرغوب فيها في واشنطن؟ يبدو أن نعم. في القدس لا يزال يحافظ على علاقة مع الامريكيين. فقد شارك يعلون في لقاءات مع رئيس اركان الجيش الامريكي الجنرال مارتين دامبسي، ضيف رئيس الاركان بيني غانتس. وفي اللقاء كثير المشاركين أيضا الذي كان كيري أكد الحاضرين فيه. ولم يتبادل الرجلان كلمة، ولكنهما لم يتبادلا السهام ايضا.

 

          زيارة دامبسي الى البلاد، بالمناسبة، جرت بعد سبعة اشهر فقط من زيارته السابقة هنا. وتواتر الزيارات العالي يجسد ان الامريكيين يواصلون خنق الجيش الاسرائيلي بعناق الدب. فهم قلقون من امكانية أن تكون اسرائيل مستعدة لهجوم من طرف واحد على منشآت النووي في ايران. وبعد نحو شهر من السيطرة على سفينة السلاح الايرانية في شواطيء السودان يمكن القول انه لم تنجح المحاولة الاسرائيلية لدحرجة الذنب على ايران وتوريطها من ناحية سياسية. فالايرانيون يواصلون رقصة التانغو مع الغرب، وحسب الفهم الاسرائيلي التقدم ايضا بالتوازي، رويدا رويدا، نحو القنبلة الذرية.

 

          ولا تتلخص مساعي الولايات المتحدة بارسال دامبسي وباطلاع الصحفيين والسياسيين على آخر الاوضاع. فوفد من كبار الشخصيات السابقين سيصل الاسبوع القادم الى البلاد. وسيحاول ان يشرح لاصحاب القرار الاعتبارات خلف الاتصالات مع ايران.

 

          احد التطورات الغريبة هذا الاسبوع كان ادخال جونثان بولارد في تمديد المفاوضات مع الفلسطينيين. والان ايضا لا يزال غير واضح اذا كان بولارد سيتحرر. مشكلته الكبرى هي معارضة التحرير من جانب محافل التجسس المضاد في الولايات المتحدة. من ناحيتهم، اليهود هم مشبوهون دائمون بالولاء المزدوج. وهذا هو السبب في أن كل يهودي متدين، ولا سيما اذا كانت له عائلة في اسرائيل، يحصل بشكل تلقائي على تصنيف أمني محدود حسب المعايير المتبعة في الولايات المتحدة (مثل التصنيف الامني المتدني للعرب الاسرائيليين). وتثير الولايات المتحدة أعصاب جهاز الامن ايضا في أنها تواصل تأخير منح تأشيرات الدخول لكبار رجال المنظومة لاعتبارات لا تزال لم تشرح رسميا بعد.

 

          التقدير لدى جهاز الامن مع نهاية الاسبوع كان أنه لا يزال هناك احتمال في أن تتوفر الصيغة لتمديد المحادثات. بالمقابل، مشكوك جدا أن يحتفل بولارد بليل الفصح بالحرية.