خبر الى أين يود نتنياهو- هآرتس

الساعة 08:34 ص|03 ابريل 2014

بقلم: أسرة التحرير

قرار وزير الخارجية الامريكي جون كيري الغاء زيارته التي كان يعتزم عقدها الى القدس ورام الله أمس هو اشارة تنذر بالشر. هكذا ايضا الاقوال التي اطلقها مسؤولون امريكيون على مسامع "نيويورك تايمز" و "واشنطن بوست"، وبموجبها وصلت الوساطة الامريكية الى استنفادها ودون قرارات من جانب اسرائيل والسلطة الفلسطينية لن يكون ممكنا التقدم بعد الان. وحسب تلك المصادر، فان الغاء زيارة كيري تعكس نفاد صبر متعاظم في البيت الابيض.

يمكن أن نفهم كيري. فحتى بعد أن فكرت الادارة الامريكية باتخاذ خطوة بعيدة الاثر من ناحيتها، وتحرير الجاسوس يونثان بولارد، فقط وخصيصا من أجل انقاذ استمرار المحادثات – نشرت اسرائيل عطاء آخر، لبناء 708 شقة في حي غيلو في القدس. ودفع هذا محمود عباس الى التوقيع على 15 ميثاق دولي، معنية دولة فلسطين بالانضمام اليها.

في وضع الامور هذا علقت المفاوضات التي كانت تعرج على اي حال في طريق مسدود. فقد رفضت اسرائيل تنفيذ النبضة الرابعة لتحرير السجناء، التي تعهدت بها، ورفض الفلسطينيون مواصلة المحادثات مع اسرائيل.

تتطلع العيون الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسؤال: الى اين يفكر هو قيادة المفاوضات ودولة اسرائيل؟ فبعد أن دق عصا في عجلات المفاوضات، في شكل مطالبته الزائدة بان يعترف الفلسطينيون بدولة اسرائيل كدولة يهودية، فانه ملزم بالجواب: ما الذي يقترحه الان؟

ان انصراف الولايات المتحدة من المفاوضات سيقضي على الفرصة الاخيرة للوصول الى تسوية الدولتين، التسوية التي تعهد بها نتنياهو. في وضع الامور الحالي، لا يوجد اي احتمال في أن يتوصل الطرفان الى التقدم دون الوساطة الامريكية.

يحتمل أن يكون كيري اتخذ خطوته الحادة فقط كي يمارس المزيد من الضغط على الطرفين، قبل لحظة من الانهيار. هذا التحدي موضوع الان امام رئيس الوزراء نتنياهو. فقد طرحت الولايات المتحدة اقتراحا مريحا لاسرائيل من أجل مواصلة المفاوضات: تجميد جزئي للبناء في المستوطنات، تنفيذ النبضة الرابعة بكاملها وتحرير سجناء صغار، مقابل تحرير بولارد واستمرار المحادثات مع الفلسطينيين.

بدلا من اصدار عطاء آخر للبناء، كان على اسرائيل أن تسارع الى تبني الاقتراح بكامله. لن يكون اقتراح افضل. البديل قد يوقع مصيبة بمساعي السلام، ونتنياهو سيتحمل المسؤولية عن ذلك.