خبر ضحايا هولي لاند – مليون من سكان القدس -هآرتس

الساعة 10:28 ص|01 ابريل 2014

ضحايا هولي لاند – مليون من سكان القدس -هآرتس

بقلم: نير حسون

(المضمون: لعله من الجدير أن تبقى أبراج هولي لاند كنصب تذكاري، كاصبع يناطح السحاب لتذكير العالم بضحايا الفساد - المصدر).

 

على مدى المداولات في "الملف المقدسي" لاهود اولمرت، والذي ادعى فيه محاموه ومقربوه بأن هذه مطاردة من النيابة العامة، والدليل – للجرائم التي اتهم بها لم يكن ضحايا. في قضية ريشون تورز التي بُريء فيها ادعى رجال اولمرت بأن المنظمات التي مولت السفريات المزدوجة كسبت في نهاية المطاف من الدفعات بفضل تيار التبرعات التي جلبها اولمرت. وفي قضية تلنسكي ("مغلفات المال" والتي بريء فيها اولمرت هي ايضا) لا يوجد ضحية، وذلك لأن موريس تلنسكي أعطى المال بارادته الحرة وفي الغالب من حساباته الشخصية. وحتى في قضية مركز الاستثمارات، التي أدين فيها اولمرت وجدت النيابة العامة صعوبة في الاشارة الى "شذوذ عن القاعدة"، بمعنى أن اولمرت، كوزير التجارة والصناعة والعمل، عمل بعدم معقولية بفضل قربه من المحامي أوري ميسر الذي مثل أمامه شركات ذات مصلحة.

 

أما في قضية هولي لاند فلم يعد ممكنا الاختباء خلف هذه الحجة. يوجد هنا نحو مليون ضحية. القدس هي الضحية الاولى وسكانها، الذين يمرون بين الحين والآخر من تحت المباني البشعة، أو يرونها من نوافذ منازلهم، هم ضحايا الجريمة الحقيقيين. قبل أن يكون مشروع هولي لاند قضية فساد خطيرة، هو جريمة بيئية، تخطيطية ومعمارية تجاه القدس وسكانها. فالمباني التي أقيمت بدلا من فندق "ايرتس هتسفي" المتواضع والتلة الخضراء التي بقيت في قلب المدينة، تشق خط الأفق، منقطعة عن بيئتها، مغلقة الحس لمن يسير ويسافر في الشارع، مدحوضة من ناحية معمارية وبالأساس بشعة.

 

وعلى فرض ألا يتحقق الاقتراح الذي يطرح في الشبكات الاجتماعية بهدم المباني من اساسها، فان أبراج هولي لاند ستبقى على حالها لعشرات أخرى كثيرة من السنين. فكيف يمكن الاحتساب في طلب العقاب الضرر الذي لحق – بخط الأفق، بالتلة، بالسائقين المارين على الطريق وبالجيران؟ الضرر الاكبر من المشروع الطموح هذا.

 

لقد تبين لسكان القدس أمس بأن بلديتهم أديرت على مدى 15 سنة من رئيسي بلدية فاسدين وتحتهما جهاز اداري يأخذ الرشوة، فهل يمكن لأحد ما أن يحاول تقدير الاضرار الحقيقية التي لحقت بالمدينة جراء ذلك؟ في نهاية التسعينيات وفي العقد الاول من سنوات الالفين عانت

 

القدس من الهبوط في كل مقياس ممكن. وبشكل عام دُرج على أن يعزى ذلك للانتفاضة الثانية. ولكن كم من تدهور القدس أحدثه سلوك اهود اولمرت وأوري لوبليانسكي.

 

لقد اعتبرت مباني هولي لاند المباني الاكثر كراهية في القدس لزمن طويل قبل انفجار القضية، ولقب "الوحش الذي على رأس التلة" ألصق بها لسنوات قبل أن يقرر الشاهد الملكي دخنر الكشف عن عمله أمام محققي الشرطة. والادعاء بأن الجهاز الفاسد وحده كان يمكن أن يُقر هذا المشروع في المدينة ذائع منذ اليوم الاول الذي قام فيه. وبعد انفجار القضية أضاف مجهول خط صغير في الحرف الاول في اليافطة التي تحمل اسم المشروع والتي تعلو فوق المدينة فغيره من هولي لاند الى حولي لاند (بلاد المرض).

 

فهل جدير بها، بالقدس،أن تواصل هذه الابراج العلو من فوق المدينة؟ إن قرار الحكم يجعلها أحد رموز القدس الحديثة التي تمثل المدينة بقدر لا يقل عن الأسوار وقبة الصخرة – الأيقونات العتيقة والمعروفة. ولعله من الجدير بها أن تبقى هناك كنصب تذكاري، كاصبع يناطح السحاب (كما قال أحد نشطاء البيئة القدامى في المدينة) لتذكير العالم بضحايا الفساد.