خبر ينبغي انشاء « المعراخ » من جديد.. إسرائيل اليوم

الساعة 10:41 ص|19 مارس 2014


بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: ينبغي انشاء المعراخ من جديد للتأليف بين حزب العمل وحزب ميرتس ليكون بديلا قويا عن حزب الليكود - المصدر).

أُنشيء المعراخ بين حزب العمل وحزب العمال الموحد (مبام) في 1969 ونُقض في 1984 وألف بين حزبين يساريين بعد عشرين سنة صراع بينهما.

حينما أنشيء المعراخ كان فيه 63 عضو كنيست، وكانت تلك هي الاشهر الوحيدة التي كان فيها لكتلة حزبية واحدة اكثرية مطلقة في الكنيست. وفي 1984 فاز المعراخ في الانتخابات لكن كان يجب عليه لانشاء حكومة برئاسة شمعون بيرس أن ينشيء اطار وحدة وطنية مع الليكود. ولم يكن مبام مستعدا لهذه الشراكة وبعد انشاء الحكومة ترك المعراخ ونقض عراه. وبعد ذلك ببضع سنين انضم الى "راتس" شولاميت الوني والى "شينوي" امنون روبنشتاين، في اطار ميرتس.

كان ميرتس يقع عن يسار حزب العمل وعارض حكومة وحدة وطنية وأكد – الى جانب حمائميته السياسية – أكد شؤونا لم تكن لها مكانة عالية في برنامج عمل حزب العمل وحقوق الانسان وحماية البيئة. وبعد اتفاق اوسلو طُمست الفروق السياسية بين الاحزاب، وتبنت عناصر من اليسار واليمين موضوع حماية البيئة، أما مركزية موضوع حقوق الانسان فبقيت فرقا، لا اختلافا، بين الحزبين. ويتعلق الاختلاف الرئيس باستعداد حزب العمل للمشاركة في حكومة وحدة وطنية. واليوم وقد أصبح يرأس حزب الله اسحق هرتسوغ الذي يدير حزبه والمعارضة بحكمة وحذر، أما ميرتس الذي ضاعف قوته في الانتخابات فترأسه زهافا غلئون التي تدبر امور حزبها بخبرة – فلا يوجد سبب حقيقي لعدم انشاء المعراخ بين الحزبين من جديد مع الحفاظ على مؤسساتهما المستقلة. والتوجه الى الانتخابات القادمة معا كتلة حزبية مشتركة في الكنيست (وسيكون مع الـ 21 عضوا الكتلة الحزبية الثانية من حيث العدد).

لا يوجد أي اختلاف حقيقي بين الحزبين في هذه المرحلة من التاريخ. والسبب الرئيس لعدم انشاء المعراخ هو التقدير (الذي تعزز بعقب الانتخابات الاخيرة التي حصل فيها الليكود بيتنا على عدد من النواب أقل من عدد النواب في الحزبين اللذين يؤلفانه) أن القوة الانتخابية المشتركة ستكون اصغر من قوتهما اليوم. وهذا تقدير غير علمي ولا يمكن أن يسوغ سير الاثنين المنفصل. فثمة حالات تعزز فيها الوحدة القوة (كما حدث لميرتس في 1992) وحالات اخرى تضعف – ويتعلق كل ذلك بالظروف التي ينشأ فيها التوحد.

إن حزب العمل اليوم هو الحزب الثالث من حيث كبره في الكنيست. وهو موجود في حلقة ضالة: فلأنه صغير اصبح التقدير انه لا احتمال لأن يصل الى الحكم ولهذا لا يخرج مؤيدوه زرافات للتصويت له ولهذا يبقى صغيرا. فيجب أن يقوى كي يصبح بديلا عن الليكود من جديد. ويستطيع ميرتس أن يهب له هذا التعزيز دون أن يهادن في قيمه وقوته وأن ينشيء المعراخ الجديد. إن احداث الاسبوع الماضي تعزز الشعور بأن هذا هو الوقت لفعل ذلك.