خبر عباس وحفيده -هآرتس

الساعة 11:03 ص|16 مارس 2014

بقلم: عميرة هاس

(المضمون: انسوا المصالحة بين حماس وفتح، انسوا اتفاق الاطار بين اسرائيل وم.ت.ف الذي تطبخه الولايات المتحدة – القصة الساخنة الان هي (مرة اخرى) العلاقات العكرة داخل الحركة التي يفترض ان تقود الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال - المصدر).

 

يوم الاربعاء الماضي، عندما دعا افيغدور ليبرمان الى احتلال قطاع غزة، وجد التلفزيون الفلسطيني من السليم ان يبث خطابا طويلا لمحمود عباس يتضمن هجوما شخصيا لفظيا – غير مسبوق، حتى في تاريخ مليء بالهجمات المتبادلة – ضد محمد دحلان وضد مؤيديه في حركة فتح. دحلان نفسه (الذي عزل من اللجنة المركزية لفتح في 2011 ويعيش في دبي) رد على الهجوم بعبارة على الفيسبوك رفض فيها الاتهامات التي طرحت ضده. ويقول مقربوه انه سيرد بالتفصيل على الاتهامات بعد أن يعود عباس من لقائه مع الرئيس الامريكي براك اوباما. انسوا المصالحة بين حماس وفتح، انسوا اتفاق الاطار بين اسرائيل وم.ت.ف الذي تطبخه الولايات المتحدة – القصة الساخنة الان هي (مرة اخرى) العلاقات العكرة داخل الحركة التي يفترض ان تقود الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال.

 

القي الخطاب في جلسة المجلس الثوري لفتح، التي انعقدت يوم الاثنين، 10 اذار. وحضر الجلسة ليس فقط نحو 120 من اعضاء المجلس، بل وأيضا رئيس الوزراء رامي الحمدالله وبعض الوزراء. ووقف الحاضرون كرجل واحد وصفقوا دليل على أنهم يقبلون ما قيل دون جدال.

 

فضلا عن الهجمات الشخصية ضد دحلان ومؤيديه في حركة فتح، وفضلا عن الرسالة التي حملتها هذه الهجمات ايضا لحكام مصر واتحاد الامارات العربية، قال عباس: "لو فصلت ما هي الضغوط التي مورست عليّ في السنوات الثلاثة – الاربعة الاخيرة، لخفتم على سلامتي. ولكني أعمل من أجل شعبي، ولا أريد شيئا (لنفسي). انا ابن 79 ولست مستعدا لان انهي حياتي كخائن، ولست مستعدا لان أدع أحدا يشهر بحركة فتح التي أنا من مؤسسيها... فقد أصبحت حفيدتنا، وابن الابن أعز من الابن".

 

وعلى عادته في هذه الظروف من اللقاء الداخلي، فان عباس – الذي هو رئيس فتح، رئيس السلطة الفلسطينية (رئيس فلسطين) ورئيس م.ت.ف – تحدث كما يتحدث عضو كبير في السن مع زملائه الشباب في حديث ودي في مقهى. لغة بسيطة، الكثير من الذكريات من تاريخ فتح، لغة قرب وذكر للاحداث بدون تواريخ – انطلاقا من الافتراض بان الجميع يعرفون بحميمية كل شخص وحدث يذكر. أحد ما من مقربي دحلان قال لـ "هآرتس" ان الخطاب والهجمات تدل على أن الرجل بات مشوشا، وهذا هو العمر، وأنه ليس في الاقوال اي منطق. ولكن حقيقة أن الخطاب بث في التلفزيون الرسمي، وحقيقة أن قبل اسبوع علم بان نحو مئة من مؤيدي دحلان داخل جهاز الامن الوقائي توقفوا عن تلقي رواتبهم – تدل على خطة وفعل بتفكير مسبق.

 

حسب عباس:

 

· دحلان وقف خلف مقتل ستة من كبار رجالات حركة فتح (اثنان منهم قبل اقامة السلطة الفلسطينية).

 

· هو، ورجل الاموال لياسر عرفات محمد رشيد وواحد آخر من مقربي ابو مازن السابقين والمشاركين في مفاوضات اوسلو – حسن عصفور، شكلوا "ثلاثي عميل" مقربين من اسرائيل والولايات المتحدة. في كامب ديفيد حاولوا اقناع عرفات قبول اقتراحات الحل الاسرائيلية والامريكية.

 

· أموال مرت من تحت يديه اختفت بشكل غريب.

 

· دحلان كان يعرف بمحاولة الاغتيال الاسرائيلية لصلاح شحادة، رئيس الذراع العسكري لحماس (الذي القت اسرائيل قنبلة على بيته فقتلت معه نحو 15 مواطنا في تموز 2002).

 

· مقربو دحلان تجسسوا ضد حزب الله في لبنان وضد حماس في سيناء، وسلموا معلومات للاسرائيليين.

 

· قبل بضعة اشهر من وفاة عرفات، خاض دحلان ومقربوه معركة دعت الى عزل الزعيم كي تخلى الطريق الى الجيل الشاب.

 

هنا سأل عباس الحاضرين، بتلميح رقيق كجلد الفيل، من قتل عرفات، من نقل السم الذي ادى الى موته.

 

الاتهامات المختلفة سمعت بتلميحات في الماضي ايضا، ولكن هذه هي المرة الاولى التي تقال فيها على رؤوس الاشهاد. وتختلف الاراء فيما اذا كانت هذه اسباب شخصية (شعور ابو مازن بالاهانة) أم أسباب سياسية (صد محاولات دحلان لاحداث انشقاق داخل حركة فتح والادعاء بان ابو مازن يتنازل في المفاوضات). مهما يكن من أمر، لا خلاف في أن دحلان، الذي يحقق مكاسب اقتصادية وسياسية في اتحاد الامارات، اصبح ايضا حبيب عبدالفتاح السيسي، المرشح للرئاسة المصرية، بانه ساعد قوى المعارضة التي أدت الى اسقاط حكم الاخوان المسلمين. وفي التواءة غريبة يبدو أنه بسبب مكانته في مصر يمكنه ان يشكل وسيطا بينه وبين حماس وتخفيف الحصار الشديد الذي تفرضه القاهرة عليها. ان ربط اسمه بمحاولة اغتيال غير معروفة حتى الان لزعيم حماس، تأتي للتخريب على امكانية التقارب.

 

عباس نفسه اقترح تفسيرا آخر: لقد عملت حركة فتح منذ البداية بشكل مستقل عن الدول العربية ولم توافق على رسم سياستها بالتنسيق مع مطالب هذه الدول. وهذا الموقف لن يتغير الان. وفي رد على الخطاب أعلن أحد رجال "كتلة" دحلان، د. سفيان ابو زايدة، عن استقالته من المجلس الثوري لفتح وتجميد نشاطه في الحركة. وفي موقع الاخبار الالكتروني "أمد" الذي يحرره حسن عصفور، كتب ان مكتب عباس شكل لجنة خاصة لمعالجة الازمة الدبلوماسية وربما القانونية، غير المحلولة، التي تخلقها اتهاماته. والباقية آتية.