خبر سلاح البحرية في وجه اوباما- هآرتس

الساعة 10:21 ص|12 مارس 2014

سلاح البحرية في وجه اوباما- هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: كان اعتراض سفينة الصواريخ وعرض محتواها يرمي الى تحدي رئيس الولايات المتحدة اوباما الذي تجرأ على الخروج عن طاعة اسرائيل وجماعة الضغط اليهودية - المصدر).

 

من المؤكد أن شعورا عظيما بالظلم يثور في أحشاء طياري سلاح الجو الى درجة المغص. فهم يسألون أنفسهم لماذا لا يقيمون تكريما لهم مهرجانات حينما يقصفون قوافل صواريخ في سوريا؛ ويسألون لماذا يعاملونهم وكأنهم أشباح حينما يدمرون كما تقول انباء اجنبية تنشر، صواريخ على ارض السودان؟ أهم اولاد يطرقون الباب ويهربون ويتظاهر الجميع بأنهم لم يروا ولم يسمعوا؟ وبماذا تختلف عملية الوحدة البحرية في البحر الاحمر عن قصف قاعدة صواريخ بالقرب من بعلبك؟ فالصواريخ السورية التي نقلت في البحر لا تختلف عن الصواريخ التي تنقلها سوريا الى حزب الله.

 

والجواب سهل وهو أن طياري سلاح الجو يحاربون أعداءً صغارا: سوريا وحزب الله وايران. أما سلاح البحرية في مقابل ذلك فيحارب امريكا أو اذا شئنا أصح من ذلك الرئيس براك اوباما. ولا يمكن أن يُحارَب العدو الامريكي بطلعات جوية مجهولة، وبابادة جراحية لقوافل سلاح أو بقصف قاعدة صواريخ تحت جنح الليل. لأنه اذا كانت امريكا تفهم العروض فستحصل على أوبرا كاملة: على سفينة وصواريخ وقافلة بحرية عظيمة التأثير، وجوق متحدثين وشريرة معروفة هي ايران.

 

بيد أن ايران هذه المرة هي العدو الحقيقي في ظاهر الامر فقط. لأن بضع عشرات من الصواريخ والقذائف الصاروخية لا تهدد وجود اسرائيل. إن عرض الجاز في البحر الاحمر يرمي الى هتك القناع عن وجه واشنطن التي أصبحت لها علاقة غرامية بايران تلك التي تطور سلاحا ذريا. ويجب أن يتعلم اوباما درسا وهو الذي خان مباديء اتفاقات الطاعة لاسرائيل، والذي أحبط مبادرة الايباك الى فرض عقوبات اخرى على ايران، والذي يعدل عن سياسة الغمز التي كانت في أساس المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. إن حملة الدعاية الاسرائيلية ترفع في الحقيقة عنوان "وجه ايران الحقيقي"، لكن من يحك طلاء الشعار قليلا سيجد إسم اوباما في موضع ايران.

 

ليكن، إن اوباما عدو حقا، لكن لماذا نرمي نحن المواطنين المخلصين لبنيامين نتنياهو العرض الذي نظمه رئيس الوزراء بحبات البندورة الفاسدة؟ يوجد جواب واحد عن ذلك وهو أننا ضقنا ذرعا ببرامج الريالتي العسكرية. لأنه ما هي الاعجوبة التي حظينا بها هذه المرة بالضبط؟ هل متابعة شحنة صواريخ مدة اسابيع وغرز دبابيس في الخريطة في كل ميناء رست فيه السفينة، أم اعتراض قافلة صواريخ خرجت من قاعدة سورية؟ هذا هو عمل جيش جيد ذي خبرة يملك أفضل استخبارات في العالم. وهذا هو المفهوم من تلقاء نفسه الذي يتوقعه كل مواطن يدفع من أفضل ماله لحفظ هذا الجيش. وكل تأثر مبالغ فيه بتنفيذ ناجح قد يشير اشارة خفية الى أن الولد ليس عبقريا حقا. واذا أعدنا التفكير رأينا أنه ربما يجب في الحقيقة بعد قضية "مرمرة" أن نتأثر بأن العملية نجحت لأن ربان الكلوز سي تركي وكذلك عدد من ملاحيه أيضا.

 

ويوجد جواب آخر. لأنه اذا كان قد استقر رأي رئيس الوزراء على اعتراض سفينة وعرض الصواريخ التي حملتها فقد كان من المناسب أن يكون العرض مؤثرا تأثيرا خاصا لأن المنافسة في سوق الريالتي قوية مُرة. وفي كل بضعة اسابيع يُذكرنا رئيس "أمان" اللواء افيف كوخافي بعدد الصواريخ الموجهة الى قلب اسرائيل. إن هذا عرض رعب حقيقي. وقد أبلغنا في آخر مرة أن عددها بلغ الى 170 ألفا. فكيف يمكن أن يُقارن اربعون صاروخا ذات مدى متوسط بالاحتياطي الضخم الذي عرضه كوخافي؟ فلو أنها كانت ألفا على الاقل لكان يفضل أن تكون خمسة آلاف صاروخ – لأمكن على الاقل أن نسوغ ثمن التذكرة للمهرجان. إننا نحب التهديدات حقا لكن حينما يُعودوننا على أعداد هائلة وقنابل ذرية قادمة في الطريق، يصعب على اربعين صاروخا وعدد أكبر قليلا من راجمات الصواريخ أن تعطي حتى عنوانا صغيرا في القناة الثانية. إن سلاح الجو يبيد أكثر حينما يهاجم، لكن حتى بعد هذه الهجمات لا يتغير ميزان الرعب فيبدو أنه لم يبق لنا سوى أن نعود الى المسيرات العسكرية في تل ابيب.