خبر عروض أزياء « متنقلة » في جامعات غزة

الساعة 09:00 ص|10 مارس 2014

غزة (خـاص)

في كل صباح باكر تتسابق طالبات الجامعات بغزة كالفراشات الملونة بأزيائهن المنسوجة بـ"موضة العصر", مرتديات الأقمشة والألبسة تعددت ألوانها وأشكالها ومحبوكة بتلك الموضة التي تتناغم مع روح العصر.. لكنها لا تتناسب مع حرمة المكان.

"عروض أزياء متنقلة" هو أقل وصف يمكن أن يطلق على حال الفتيات وطالبات الجامعات عند الذهاب والإياب، ولا يخلو الطلاب والشبان من هذه العروض حيث يسابقون ويلاحقون كل فنون الموضة، التي أصبح جزء منها يثير الانزعاج عند رؤيتهم.

وفي خضم مناقشة الأمر، تدخل إحدى الطالبات من بوابة إحدى الجامعات لتلاحقها العيون المستهجنة, وتحيطها الانتقادات المتهامسة، حيث أن ما تلبسه لا يلائم تماماً مع حرم الجامعة.

تقول الطالبة إسراء جبر التي تدرس علوم في الجامعة الإسلامية في حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" : "يثير استفزازي ما ترتديه الفتيات بالجامعة, وكأنها ذاهبة إلى حفل زفاف"، مطالبةً بشديد أنظمة الجامعات وقوانينها التي عدتها سبباً من أسباب انتشار الأزياء الملونة والمزركشة إضافة إلى التقليد الأعمى للموضة وما يعرض على شاشات التلفاز.

توافقها الرأي الطالبة حنين سلامة التي تدرس لغة عربية حيث تقول:" الموضة وما يطرحه السوق بات من أهم الحوافز التي تنشط مثل تلك الملبوسات وكذلك رواج الماكياجات ورخص ثمنها, ومن المفترض أن يكون للحكومة دور في الرقابة على الأزياء التي تدخل إلينا باعتبارنا مجتمع مسلم".

ونوهت خلال حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أنه على الرغم من فرض بعض الجامعات للزي الشرعي داخل حرمها، إلى أن الكثير من الطالبات لا تلتزم التزام كامل بطبيعة الزي الشرعي.

الوازع الديني

تضيف سلامة بأسى: "انعدام الوازع الديني وثقافات وعادات الأهالي ودورهن في التدخل فيما تلبسه بناتهن يعتبر أيضا أحد الأسباب".

تتفق سماح كوارع ودعاء علي طالبتا طب بشري في جامعة الأزهر على أن اللباس يجب أن مهذباً ويصلح للجامعة في نفس الوقت.

فيما تضيف الطالبة منى اللوح خلال حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن اللوم الكبير يقع على العائلة التي تترك ابنتها تخرج بصورة غير مناسبة، ولا تراقبها في طبيعة اللباس التي تخرج به، فالأهل هم السبب الأول والأخير في هذا الانحلال.

وتشير اللوح، إلى أن الشبان أيضاً ملومون في لباسهم فهناك الكثير من المشاهد التي تثير الاشمئزاز من الشباب، فهو حالهم لا يرثى له.

حرية شخصية

من ناحية أخرى، قالت سارة قطاع التي تدرس تكنولوجيا معلومات في جامعة الأزهر:" يبقى هذا الموضوع حرية شخصية ويرجع للفرد وثقافته, ولا يحق لأحد التدخل في ذلك.

تؤيدها طالبة سنة أولى نادين سالم التي تدرس علوم في جامعة الأزهر قائلة:"كل اللبس يعبر عن شخصية الفرد وحريته ويرجع إلى أفكار ومعتقدات الفرد".

تطبيق القوانين داخل الجامعات

الجامعات في غزة تختلف في طبيعة التعامل مع الزي داخل الحرم الجامعي، فمنهم من وضع قوانين صارمة للتعامل مع طلابه ، وأخرى تركت الأمر للحرية الشخصية.

فداء أبو جاسر منسقة الطالبات في الشبيبة في جامعة الأزهر رأت أن الزي الجامعي حرية شخصية، حيث لا يمكن فرض زي شرعي لأنه يوجد طالبات يحملن الديانة المسيحية داخل الجامعة".

ونوهت أبو جاسر خلال حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن لباس الطالبات بشكل عام يرجع لأهالي الطلبة لأنهم يسمحوا لبناتهم بالخروج كما يشاؤون، مؤكدةً أنها تقوم بالحديث مع الطالبات التي تقوم بتجاوزات غير لائقة في الجامعة ويتم التراضي بينهم حسب الدين الاسلامي.

من جانبها، أشارت دينا سرحان رئيسة مجلس الطالبات في الجامعة الإسلامية إلى أن مسألة الزي الجامعي قديمة حديثة طرأت في الآونة الأخير عندما وجدوا انفلات كبير من قبل الطلبة وتجاوز للزي الجامعي.

وقالت سرحان خلال حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"أن هناك تعاون في الجامعة مع مجلس الطلبة لإقامة مؤتمرات وندوات وإصدار بيان بخصوص شروط الزي الجامعي، مؤكدةً أنه تم البدء بأخذ الإجراءات والعمل على ضبط القوانين من بينها منع جلباب زي لونين، ووضع مستحضرات التجميل بشكل لافت و"البف" والزامهم بالزي الشرعي حسب ماينص عليه الدين الاسلامي.

وأوضحت سرحان، أن مجلس الطلبة أقام حملة "نور اكتمل" داخل الجامعة لتوعية الطالبات بالزي الجامعي بجملة تتوج مقولتها "أنا خايفة عليك" لتهديها للطريق الصحيح داخل الجامعة وخارجها.

أما شيماء الزميلي طالبة الكتلة الإسلامية في جامعة الأقصى فتحدثت عن نسبة الحملات والنشاطات التي تقوم بها داخل الجامعة لتوعية الطالبات بالالتزام بالزي، مشيرةً إلى أن نظام الجامعة يشكل إعاقة لعدم الزام ادارة الجامعة بالزي الشرعي.

وأكدت خلال حديثها لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"على تواصلهم بالتوعية للطالبات وعقد ندوات لتوجيههم إسلامياً، منوهةً إلى تقبل بعض الطلبة للأمر ورفض البعض.

مواصفات الزي الشرعي

من ناحيته أوضح د.ماهر السوسي رئيس قسم الشريعة الإسلامية ومسئول دار الإفتاء في الجامعة الإسلامية, أنه بالنظر إلى الزي الذي ترتديه الفتيات في غزة ينقسم إلى ثلاثة فئات, وهن: الملتزمات بالزي الشرعي بشروط ومواصفات معينة وأما الفئة الثانية هي الفئة الملتزمة مع إخلال بعض الضوابط الشرعية, وأما الفئة الثالثة فتلك التي لم تلتزم بتاتا بالزي الشرعي وترتدي أزياء تتنافى مع الشريعة الإسلامية في شروط لباس المرأة.

يقول السوسي خلال حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" لا نستطيع وضع كل الجامعات في بوتقة واحدة بالنسبة إلى قوانينها وخصوصيتها, فكل جامعة خصوصيتها وقوانينها التي تتميز بها، وهناك بعض الجامعات لديها شروط تختص باللباس للالتحاق بها والدراسة فيها والبعض الآخر أعطت الطالبة الحرية في ارتداء الزي.

وأشار السوسي إلى مواصفات الزي الشرعي من ناحية الشريعة الإسلامية حيث أكد أنه يجب لا يصف ولايشف ولايكون لافتاَ إلى محاسن المرأة سواء بلونه أو شكله.

ويتأسف السوسي على الواقع المرير والمزري الذي وصل به حالنا قائلا:"لعبت الأيدي الخبيثة كثيرا حتى استطاعت أن تخرج اللباس عن المواصفات التي حددها الشرع, فمصممو الأزياء حاولوا إظهار محاسن المرأة في زيها ولباسها".

وأضاف: نحن ليس ضد الموضة في الإسلام ولكن يجب أن نأخذ منها ما يتناسب مع الإسلام", مُدللاً ذلك بقوله تعالى:" وخذوا زينتكم عند كل مسجد".

وفي نهاية حديثه قال السوسي:" تقع المسئولية أولاً وأخيراً على الفتاة التي ترتدي هذا الزي, هي وعائلتها التي تسمح لها بارتداء مثل تلك الأزياء والخروج فيها".