خبر بعيد عن العين قريب من القلب -اسرائيل اليوم

الساعة 09:47 ص|06 مارس 2014

بقلم: العميد (احتياط) تسفيكا فوغل

(المضمون: يجب العمل في القضاء على حماس في قطاع غزة وإلا فان اسرائيل تنتظرها سنوات صعبة كثيرة في المستقبل - المصدر).

 

من المؤكد أن الحكومة المصرية سترسل رسالة تقدير لحكومة اسرائيل والجيش الاسرائيلي والجهات الاستخبارية المختلفة بسبب ضبط "سفينة الصواريخ"، التي هي لبنة مهمة اخرى في حرب احباط الارهاب الذي قد يضر بالدولتين. يعلم المصريون جيدا أنه لو وصلت شحنة السلاح المرسلة الى ميناء بورت سودان لنقلت عن طريق شبه جزيرة سيناء الى قطاع غزة بواسطة الأنفاق الكثيرة. ويقدر المصريون الجرأة والتصميم والمخاطرة. أما عندنا فيفضلون توجيه الضربات الى الاذرع الامنية في كل فرصة وتجاهل الواقع الذي أخذ يزداد ارهابا فوق الارض وتحتها.

 

إنني باعتباري كنت مشاركا في العمليات الامنية على اختلاف أنواعها وأعلم مبلغ دقة المسافة بين النجاح والفشل، ليس عندي سوى أن أحيي كل من أمضى ليالي واياما لضبط السفينة الارهابية. ويجب علينا في هذه الساعات خاصة، وهي ساعات تزايد الشعور بالامن والردع أن ننظر الى المستقبل في بياض عينيه وأن نوقف حملة السخرية المضادة للامن التي يتنافس كثيرون في قيادتها. فاولئك الذين يبحثون بكل طريقة عن تقليص ميزانية الامن من المؤكد أنهم لم يتساءلوا كم يكلف اعداد مقاتلي وحدة بحرية ورجال استخبارات ومنظومات كثيرة اخرى تعمل على بعد 1500 كم عن حدود الدولة. والذين لا يفهمون الى الآن أهمية النفقة التي تمت ليُعلم بصورة دقيقة ما يحدث هناك في ايران وسوريا، أريد أن اسألهم كم يدفعون من ميزانية الدولة لاحباط اطلاق قذائف صاروخية فتاكة قد تصيب أعز من عندنا. وماذا نقول لكل اصدقاء أبو مازن الاسرائيليين

 

الذين ما زالوا يشيعون خدعة السلام مفترضين أن كل الفصائل ومنها حماس باركت حوار الصم الذي يجري بيننا وبين الفلسطينيين والرحلة المكوكية التي لا نهاية لها لوزير الخارجية الامريكي؟.

 

يوجد عند ايران وسوريا وحزب الله وعدد من كارهينا اهتمام بازدياد حدة المواجهة بين اسرائيل وحماس واشعال نار على الحدود بين اسرائيل ومصر. إن التعاون الاسرائيلي – المصري والاسرائيلي – الاردني على القضاء على الارهاب وإن لم يكن تاما دائما، لا يلائم أهواء قادة الاسلام المتطرف الذين يحاولون عزل العلمانيين من الحكم في الدول العربية وأن يفقأوا بصورة لا تقل عن ذلك "الفقاعة الغربية" في الشرق الاوسط، التي تعتمد على الولايات المتحدة. وقد أدركوا عندنا، بل أدركوا في مصر والاردن كما يبدو، أن التعاون الثلاثي هذا أهم للبقاء الاقليمي من تأسيس دولة فلسطينية وأنها معا ستمنع ايران وتوابعها من التشويش على حياتنا العادية. أما الوحيدون الذين لم يفهموا هذا الى الآن فهم على الخصوص اولئك الذين يفخرون بصفة أنهم اصدقاؤنا.

 

إن حماس وحليفها الجهاد الاسلامي في غزة لم يقفا ساكنين لحظة واحدة، فهما مستمران على البحث عن كل طريقة لتعظيم وتضخيم مجمل قدراتهما لضربنا وللتشويش على حياتنا في كل مكان. وبعد سقوط الاخوان المسلمين في مصر عادت ايران طليقة حماس لتصبح العروس المشتهاة. حتى إن مدى الصواريخ التي يؤتى بها من ايران وتوجه الينا من غزة والصواريخ من لبنان لا تدع قطعة ارض صغيرة واحدة غير مهددة. وأدرك من مجرد التفكير في احتمال أن هذه القذائف الصاروخية في بطن السفينة كانت ستطلق من سيناء على ديمونة وما حولها، أدرك أنه لم يبق لنا خيارات كثيرة. فاذا لم نعمل الآن على القضاء على حماس في قطاع غزة فانه تنتظرنا سنوات كثيرة لا نوم فيها تطل فيها ايران علينا في كل نشرة أخبار.