في الذكرى الـ 16 لرحيله

خبر الاستشهادي « رامز عبيد ».. شلال من الجهاد والفداء

الساعة 07:39 ص|06 مارس 2014

الاستقلال

هم الشهداء الذين سطروا أروع الحكايات وعبَّدوا بدمائهم الطاهرة الزكية طريق العزة والإباء بين ثنايا هذا الوطن المسلوب، ونَظَموا عليها أجمل قصائد العشق لفلسطين العظيمة مُنجبةَ الأبطال والثوار، فالشهداء هم الذين تعانق أرواحهم عنان السماء، ولا يمكن لمداد البحر أن يفي حقهم، كأمثال الاستشهادي رامز عبيد أحد أبرز مجاهدي "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وبطل عملية "ديزنغوف" البطولية الذي قرر أن يحفر اسمه وينقشه على الصخر ليكون مثالاً يُحتذى به في المقاومة والتضحية في سبيل الأرض والحرية والكرامة.

 

في مخيم الصمود والعزَّة مخيم خانيونس, وتحديداً في الحادي والعشرين من شهر أغسطس لعام 1971م, رأى فارسنا الهمام النور, ليترعرع ويعيش كغيره من ساكني المخيم حياة ملؤها القسوة والمعاناة فالمخيم الذي يحتضنه وأسرته وباقي الأسر الفلسطينية ليس سوى ملجأ لجأوا إليه بعد تهجيرهم قسراً على يد العصابات الصهيونية عام 1948 م ليذوقوا أمرَّ أصناف العذاب، حيث نشأ  الاستشهادي "رامز" بين سبعة أخوة وثلاث أخوات, وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها عائلته إلاَّ أن والده أصرَّ على أن يمتلك نجله سلاح العلم ليخط له طريقاً في المجتمع ينتفع به ويعود كذا بالنفع على كافة من حوله في المجتمع.

 

والتحق رامز بالجامعة الإسلامية لمدة عام بقسم الجغرافيا وعندما فُتح قسم الفنون الجميلة بـ "جامعة الأقصى" انتقل للدراسة فيها ليصقل موهبته الفطرية وينميها على أسس صحيحة، حيث تعززت في نفسه الروح الجهادية التي جعلت منه إنساناً مختلفاً فعلى الرغم من صغر سنه، اعتقل في سجن النقب لمدة ثلاثة شهور بتهمة إلقاء الحجارة ليفرج عنه في أواسط 1992م, ليعتقل مرة أخرى من مسجد الإمام الشافعي, كما اعتقل رامز عدة مرات على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

 

وفي الرابع من شهر مارس آذار لعام 1996, تزنر الاستشهادي عبيد  حزاماً ناسفاً زنة 15 كيلو غراماً مُندفعاً نحو شارع "ديزنغوف" في قلب مدينة تل الربيع المحتلة "(تل أبيب)" مفجراً جسده بين تجمع لليهود، ما أدى لسقوط قرابة 27 قتيلاً وأكثر من مائة وعشرين جريحاً, وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري آنذاك القوى الإسلامية المجاهدة " قسم" مسئوليتها عن العملية.

 

شعلة في الجهاد

 

 قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل: "إن الشهيد رامز عبيد كان شعلة في الجهاد حيث تميَّز بنشاطه وعنفوانه"، مضيفاً " معالم حياته تؤكد بأنه كان يمتلك إيماناً ووعياً دفعاه إلى تنفيذ مثل هذه العملية البطولية التي كانت انتقاماً لأرواح شهداء فلسطين وانتقاماً لاغتيال المعلم المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي".

 

وتابع القيادي المدلل في حديثه لـ"الاستقلال": " من خلال عمليته البطولية صنع معادلة الرعب مع العدو الصهيوني ليؤكد بأنه لا مستقبل لهم على أرض فلسطين ولن تكون إلاَّ مقبرة لهم"، مبيناً أنه استطاع أن ينفذ أوامر الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي بأن "أوسلو" الأول لن يمر إلاَّ على دمائنا وأجسادنا، فتبعثر جسده لعنات لا حقت الغاصبين في عقر دارهم في "(تل أبيب)".

 

رقم صعب

 

وقال القيادي في حركة الجهاد: "دماء الشهيد رامز وأمثاله من الشهداء عبَّدت لأبناء الجهاد الإسلامي الطريق نحو الحرية والنصر، ولم يكن ليتأتَّى نصر المقاومة و "سرايا القدس" في معركة "السماء الزرقاء" إلاَّ بتلك الدماء الطاهرة التي قدَّموها، مؤكداً أن حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري "سرايا القدس" الذي انتمى إليها رامز عبيد لا تزال في عنفوانها حيث أصبحت رقماً صعباً في القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزه.

 

وشدد القيادي المدلل على أن مسار المقاومة لن يتوقف أبداً إلاَّ بتحرير كل فلسطين من بحرها إلى نهرها بعيداً عن كل التزييفات في الحقيقة التي يريد الاحتلال الصهيوني أن يمررها على الشعب الفلسطيني بالتنازل عن جزء كبير من فلسطين، مردفاً " لن يمر مشروع "كيري" ولا غيره من المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية إلاَّ على أرواحنا ودمائنا وأشلائنا".