خبر خيانة الغرب- يديعوت

الساعة 10:16 ص|05 مارس 2014

خيانة الغرب- يديعوت

أوراق في الهواء

بقلم: غي بخور

(المضمون: "الضفة لن تكون غزة"، صرح جون كيري هذا الاسبوع من على منصة ايباك. وكيف بالضبط سيمنع هذا؟ هل واشنطن ستبعث الاف من جنودها لان يقاتلوا وان يقتلوا من أجل الاسرائيليين في أزمة جنين؟ فلاوكرانيا ايضا تعهدوا. كلمات واتفاقات تتطاير في الهواء - المصدر).

قد تكون هذه كليو، آلهة التاريخ، وقد يكون هذا الملاك الذي يحمي اسرائيل، ولكن بصدفة تأسيسية ارتبط اجتياح بوتين باوكرانيا مع "ورقة الاطار" و "الترتيبات الامنية" التي يقترحها اوباما وكيري على اسرائيل.

 

حسب ورقة الاطار، ستضمن الولايات المتحدة الامن، وفي واقع الامر الوجود الاسرائيلي – مع ترتيبات امن في يهودا والسامرة ورقابة الامريكيين، ربما الناتو، وربما قوات اجنبية اخرى، على حد أفضل ما ينتجه الخيال.

 

وبالتوازي، ففي العام 1994 وقع في بودابست اتفاق بين اوكرانيا وبيل كلينتون، الرئيس الامريكي، جون ميجر رئيس الوزراء البريطاني وبوريس يلتسين، الرئيس الروسي لاخراج السلاح النووي من اوكرانيا الى روسيا. وبالمقابل، تعهد الزعماء الثلاثة الكبار، بتوقيعهم الشخصي، بضمان وحماية حدود اوكرانيا وأمنها.

 

وها هي شبه الجزيرة الاستراتيجية القروم يحتلها الروس منذ الان، واواكرانيا تهتف "النجدة" وتلوح بالورقة من بودابست ولكن احدا لم يخرج، بل ولن يخرج لنجدتها. لا الامريكيين، الذين لن يعرضوا للخطر جندي واحد منهم، لا البريطانيين، لا الناتو ولا "الغرب". اوكرانيا تركت لمصيرها، اذا ما اراد بوتين ان يواصل تخريبها اقتصاديا وعسكريا، ام لا، ولكن المساعدة العسكرية لن تحصل عليها.

هكذا خان الغرب اوكرانيا. وخان في واقع الامر توقيعه على الاتفاق معها. وبالضبط في نفس الوقت، ذات الولايات المتحدة قترح علينا ايضا ضمانتها الامنية في المناطق. لا توجد صدفة اكبر من هذه، ولكن الان يفهم الجميع ماذا يساوي الوعد الامني الامريكي وأي "ترتيبات امنية" مشكوك فيها تقترحها ورقة كيري. هذه ورقة مثلما مع اوكرانيا. في الحالتين اوراق في الهواء.

 

براك اوباما يحاول ان يقاتل ضد بوتين بطريق اقتصادية، وربما ان يردعه. ولكن اي ردع سيكون ممكنا أمام العصابات الجهادية العنيفة التي ستسيطر على المنطقة فور خروج الجيش الاسرائيلي من المناطق؟ فالوضع سيكون هناك بالضبط مثلما في سوريا، ولكن فوق تل أبيب، مطار بن غوريون، حيفا والقدس.

 

هل تنجح الولايات المتحدة في عمل شيء في سوريا؟ "الضفة لن تكون غزة"، صرح جون كيري هذا الاسبوع من على منصة ايباك. وكيف بالضبط سيمنع هذا؟ هل واشنطن ستبعث الاف من جنودها لان يقاتلوا وان يقتلوا من أجل الاسرائيليين في أزمة جنين؟ فلاوكرانيا ايضا تعهدوا. كلمات واتفاقات تتطاير في الهواء.

 

وعليه، فليتفضل الامريكيون بطي الترتيبات الامنية المخجلة التي "يقترحونها" على اسرائيل. بداية فليحرروا شبه جزيرة القرم من الروس، يوقفوا الحصار على اوكرانيا، يعيدوا بناء مصداقيتهم التي انهارت هذا الاسبوع، فقط بعد ذلك فليعودوا الى اسرائيل. فما بالك ان حجم التهديدات على اسرائيل اكبر ببضعة اضعاف.

 

فقط التواجد الامني الدائم للجيش الاسرائيلي في المنطقة سيضمن الاستقرار. كل تسوية اخرى ليس معناها سوى المعاناة والتهديد الدائم لكل الجهات ذات الصلة، يهودا وعربا على حد سواء.