خبر حزب الله للرئيس اللبناني: اصبحت لا تميز بين الذهب والخشب

الساعة 07:22 م|01 مارس 2014

بيروت ـ (أ ف ب)

يشهد لبنان سجالا حادا بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحزب الله على خلفية البيان الوزاري للحكومة الجديدة وقتال الحزب الى جانب النظام السوري، اذ طالب سليمان بعدم التشبث “بمعادلات خشبية” في البيان، بينما وصفه الحزب بانه "ساكن" القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت.

وأبصرت الحكومة برئاسة تمام سلام النور في 15 شباط/ فبراير بعد تعثر لعشرة أشهر. ولم تتمكن اللجنة المكلفة صياغة البيان الوزاري، من الاتفاق حوله في سبع جلسات عقدتها حتى الان. ويجدر بالحكومة اقرار هذا البيان لتنال على اساسه ثقة مجلس النواب.

ويشكل موضوع سلاح الحزب وقتاله في سوريا نقطة خلاف اساسية، اذ يطالب سليمان و"قوى 14 آذار" المناهضة لدمشق بتضمين البيان اشارة الى "اعلان بعبدا" الصادر في حزيران/يونيو 2012 بموافقة الكتل السياسية الاساسية، والذي يدعو الى "تحييد لبنان" عن الصراعات الاقليمية في اشارة الى الحرب في سوريا. الا ان حزب الله يتمسك بعبارة "جيش وشعب ومقاومة" الواردة في بيانات وزارية سابقة.

وقال سليمان في خطاب ألقاه الجمعة "في مناسبة مناقشة البيان الوزاري، أدعو الجميع، الى عدم التشبث بمعادلات خشبية جامدة تعرقل صدور هذا البيان"، وذلك بحسب النص الموزع من المكتب الاعلامي في الرئاسة.

أضاف "اما بالنسبة الى ما حصل من تجاوز للمطلب القاضي بادراج اعلان بعبدا صراحة في البيان نفسه (…) أؤكد لكم، ان اعلان بعبدا، اصبح من الثوابت"، وانه "يسمو على البيانات الوزارية (…) وستظهر الايام، ان الجميع مستقبلاً سيحتاجون الى هذا الاعلان ويطالبون بتطبيقه".

كما جدد سليمان السبت "دعوة الجميع في الداخل اللبناني إلى عدم الانخراط في هذا الصراع على قاعدة إعلان بعبدا وتحييد لبنان عن صراعات الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم".

وبعد ساعات، أصدر الحزب بيانا مقتضبا جاء فيه "مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل فإن الخطاب الذي سمعناه بالأمس يجعلنا نعتقد بأن قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب".

ويشدد الحزب على ان ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" هي "معادلة ذهبية" لحماية لبنان من "الاعتداءات” الاسرائيلية.

وأدرجت الحكومات المتعاقبة منذ انتهاء حرب العام 2006 مع اسرائيل، هذه العبارة في بياناتها. الا ان القوى السياسية المناهضة للحزب رفضت استخدامها مجددا في اي بيان وزاري، منذ كشف الحزب قبل اشهر عن مشاركته في القتال الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وادى الاعلان عن هذه المشاركة الى رفع حدة التوتر السياسي والامني في لبنان المنقسم حول النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام.

وتتألف الحكومة الجديدة من 24 وزيرا، ثمانية منهم لقوى الثامن من اذار المؤيدة للنظام السوري، وثمانية اخرون لقوى الرابع عشر من اذار المناهضة لدمشق، وثمانية وزراء من الوسطيين المقربين من رئيسي الحكومة والجمهورية اضافة الى مممثلين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط.