خبر الغنوشي: التجربة التونسية أثبتت أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية

الساعة 04:42 م|28 فبراير 2014

وكالات

 

أكد زعيم حركة "النهضة" التونسية الشيخ راشد الغنوشي أن التجربة التونسية اثبتت للمتوجسين من تحول الربيع العربي الى شتاء أصولي، ان تشجيع الانقلابات العسكرية، ليس هو الحل وانه لا يخلف الا الفوضى، والخراب، في مقابل الحرية التي ينعم بها الشعب التونسي، الذي دافع بسلمية عن ثورته وانتقاله الديمقراطي، وتصدى للإرهابيين وكل من خطط للفوضى السياسية لإجهاض الثورة.

وأوضح الغنوشي في الكلمة التي ألقاها في مركز كارنجي للدراسات في واشنطن أمس الخميس (27|2)، أن التجربة التونسية اثبتت ان كلفة تشجيع الانقلابات، والتخلي عن الربيع العربي اكبر بكثير من الصبر على الشعوب وهي تبحث عن حلول ذاتية، للخروج من أزماتها الداخلية، وتجاوز خلافاتها، وهي في الغالب نتيجة قلة خبرة نخبتها السياسية، وحاجتها الى متسع من الوقت للتعود على الممارسة الديمقراطية بعد عقود من الاستبداد.

وذكر الغنوشي أن "التجربة التونسية اثبتت للمشككين في نوايا الاسلاميين، انه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية وان ضحايا عقود من القمع والتهميش والإقصاء، لا يحملون أحقادا ورغبات في الثأر والانتقام، بل مشروعا تنويريا حداثيا مدنيا، جسده الدستور التونسي الذي ضمن أوسع وفاق ممكن حين تبناه 200 نائب من المجلس الوطني التاسيسي، الذي يعد 217 نائبا اي بالأغلبية المطلقة التي تكاد ترتقي الى مرتبة الإجماع".

وأضاف: "تونس اليوم تقول للعالم ولأصدقاء الحرية، انه لا تعارض بين الاسلام والديمقراطية، وان الاسلاميين يقفون في مقدمة القوى المدافعة عن حق الاختلاف والتنوع الثقافي والتعددية السياسية، وحرية الضمير، وحقوق المرأة، وكل القيم الكونية التي تؤسس مجتمع الحرية والعدالة والتنمية".

وأكد الغنوشي أن "النهضة" التزمت بنفس الخط التوافقي، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية، وعدم الانزعاج من تقديم التنازلات، لتسريع كتابة الدستور، وللحفاظ على السلم الاجتماعي، ووحدة الدولة، حتى وصلوا الى التضحية الأكبر وهي التنازل عن الحكومة، للخروج من ازمة سياسية كان من الممكن ان تعصف بالثورة، بل وبالبلاد.

وأضاف: "اليوم لا يستطيع احد ان يشكك في نوايانا الديمقراطية، وفي وواقعيتنا السياسية، وفي احترامنا لإلتزامنا المدني.

لا يستطيع احد ان يزعم ان "النهضة" خرجت من الحكم، اضطرارا، وليس اختيارا، او مناورة تكتيكية".

وأكد الغنوشي أن تونس طوت صفحة صعبة من تاريخها السياسي، ووضعت قطار الديمقراطية على السكة، وأهدت العالم اول دستور لثورات الربيع العربي، وهي بذلك تؤكد نهاية عهد " الاستثناء العربي " في مجال الديمقراطية.

وأضاف: "العرب والمسلمون قادرون على إقامة أنظمة حرة ديمقراطية، قادرون على التداول السلمي على السلطة، قادرون على إنجاز دساتير تقر حرية الضمير وحق الاختلاف، وتضمن حقوق المرأة، والأقليات وتحافظ على البيئة والتنمية المستديمة، وتكفل العدالة"، على حد تعبيره.