ضغوط الحياة والتدخين عامل هام

تقرير لماذا تتزايد « السكتة القلبية والجلطة » في قطاع غزة..؟

الساعة 08:34 ص|24 فبراير 2014

غزة (خـاص)

"تعددت الأسباب والموت واحد".. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها فأسباب كثيرة تؤدي للموت كالمرض وحوادث السير والقتل والانتحار، ولكن هناك سببٌ لوحظ كثرته هذه الأيام سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وهي الإصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية والجلطة الدماغية".

ويشهد العالم أجمع أزمة قلبية مرعبة، وما أكثر القصص التي تتحدث عن وفاة شخص بسكتة قلبية أو جلطة دماغية، ولا يكون العمر في هذه الحالة محدداً، فالموت بهذه الطريقة بات يداهم كل الأعمار، والشباب بات لهم نصيب وافر من الإصابة بالمرض، وما له من تبعيات.

ففي فلسطين تشير آخر الإحصاءات التي أعلن عنها في فبراير الحالي، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد المسبب الأول للوفيات بين الفلسطينيين تليها أمراض السرطان، والذي تزايد هو الأخير خلال الفترة الماضية.

وعالمياً تعد أمراض القلب من المسببات الرئيسية للوفيات عالمياً، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وكندا كانت أمراض القلب السبب الأول للوفاة، فيما سببت للتونسيين رعباً كبيراً بعد أن ثبت أن سبعة من كل عشرة مرضى يصلون للمستشفيات يعانون من أمراض القلب والجلطة.

وفي قطاع غزة تحديداً، تزايدت خلال الخمس سنوات الأخيرة نسبة أمراض القلب بصورة واضحة وعالية حيث أن الوفيات بالمرض لم تزد ولكن الإصابة به زادت، وهو ما أكده الدكتور أشرف شعث مدير قسم أمراض القلب بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة في حديثه لـ مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وقد أوضح د. شعت، أن هناك تزايد في الحالات التي يتم إدخالها لوحدة القلب بمجمع الشفاء الطبي، بسبب تصلب الشرايين التاجية، وهو إما بترسب الكولسترول داخل الشرايين وهو ما يسبب الذبحة الصدرية، أو احتشاء القلب الحاد ويسبب الأزمة القلبية.

وعزا د. شعت أسباب تزايد أمراض القلب، إلى ارتفاع السكر والضغط لدى المرضى، والضغوط النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المريض، فضلاً عن بعض العقاقير التي يتناولها المرضى وتكون محظورة من قبل وزارة الصحة وغير مسموح بها، بالإضافة للبطالة التي يعاني منها المواطنون، والتدخين.

وفيما يتعلق بتزايد إصابة فئة الشباب بهذه الأمراض، ذكر مدير قسم أمراض القلب بالمستشفى، أن عوامل الإصابة مختلفة لدى هذه الفئة (تحت سن الـ30 عاماً)، تتنوع ما بين التشوهات الخلقية، وارتفاع كولسترول دم عائلي، والصفة الوراثية، بالإضافة لسبب تعاطي الشباب لبعض الأدوية الممنوعة من قبل الصحة .

ولتفادي الإصابة بالمرض، نصح د. شعت بضرورة محاربة التدخين، خلق ثقافة تقليل الوزن الزائد، وممارسة الألعاب والرياضة والمشي، وتحسين الحياة الرياضية وتشجيعها في كافة المؤسسات التعليمية والصحية، والعمل على ترويج هذه الثقافة.

كما أكد على ضرورة، أن يقوم الطبيب بتحديد معدل الخطر الذي يمكن أن يصيب المريض حتى يتم تفادي وعلاج الأخطاء، كأن يقوم المريض بالتوقف عن التدخين أو ممارسة الرياضة والمشي، وزيادة اللياقة لديه.

يُشار، إلى أن أغلب الدراسات الطبية تبحث في علاجات لتفادي أمراض القلب، لكن المواطن العادي لديه فرص كبيرة للتغلب على هذه الأمراض باتباع وسائل صحية في حياته، تقلل من حجم التعرض للمرض.

وقد خلصت دراسات طبية إلى أنه يُمكن تجنّب 80 % من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والجلطة الدماغية، باتباع نظام غذائي صحي وغني بالخضار والفواكه الطازجة الموسمية، وتجنب الدهون والسكر والملح والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين.

كما توقعت أن عشرات الآلاف من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب يمكن الوقاية منها كل عام، عن طريق زيادة الوعي عند الناس والتركيز على القواعد البسيطة للوقاية من أمراض القلب، لتقليل الوفيات والإعاقة الناجمة عنها.