خبر دعاية أبو مازن _ معاريف

الساعة 09:22 ص|21 فبراير 2014

 بقلم: أمنون لورد

 

          (المضمون: ابو مازن لا يمكنه في واقع الامر التوقيع على تسوية دائمة. توجد فقط تسوية واحدة يمكن للفلسطينيين أن يقبلوها: انسحابات احادية الجانب من اسرائيل دون مقابل - المصدر).

          فرص السلام. هل يوجد شيء كهذا؟ مشكوك جدا الا بقيادة حكيمة من اسرائيل. في هذه المرحلة، ربما قبيل تمديد المفاوضات مع الفلسطينيين، يعمل ابو مازن ورفاقه على الدعاية. هذا بدأ باللقاء الجماعي في المقاطعة مع رجال اليسار قبل اسبوع واستمر يوم الاربعاء في الاجتماع في جفعات حبيبا بمشاركة مندوبين من السلطة الفلسطينية. تطلع الفلسطينيين هو الحفاظ على اليسار الاسرائيلي قريبا منهم. واقدر أنه اكثر من هذا.

          مثل الساحة السياسية الداخلية في اسرائيل، يستعد الفلسطينيون ايضا بالتفكير للمدى المتوسط قبيل الانتخابات. عندنا. ليس عندهم، لا سمح الله. فلو أنهم أجروا انتخابات، فان العالم سيتساءل أين الاحتلال. وبالتالي يستعدون لاستغلال الديمقراطية في اسرائيل. وبتقديري، يستعد ابو مازن بجدية للمساعدة في التحول الذي يفترض أن يتم على الخريطة السياسية الاسرائيلية. فكلما أظهر ابو مازن استعدادا لمواصلة المفاوضات، استعدادا للحوار بين الجماعات في المجتمع الاسرائيلي ومحافل فلسطينية، هكذا يمنح ريح اسناد لجدول اعمال اليسار.  وبشكل عام فان هذه ليست مجموعة مقابل مجموعة، بل جمهور اسرائيلي متنوع مقابل حفنة من البيروقراطيين من م.ت.ف  ممن يسحبون معهم على ظهورهم الثورة الفلسطينية منذ 50 سنة.

          زهافا غلئون تقول انه في الانتخابات القادمة اليسار سينتصر. "اليسار سينتصر" هذا مبالغ فيه قليلا. ولكن التوقع بان يخسر اليمين الحكم ليس مبالغا فيه. والتقدير بالذات بان ابو مازن يستعد لمساعدة اليسار والوسط يعني انه لا يستعد للتوقيع على اي اتفاق. اذا كان احد ما يرى في ذلك صافرة تهدئة، فهذا بوسعه. ولكن من الافضل ان نلاحظ بين الصعود والهبوط أصوات الانذار الحادة ايضا.

          ولما كان ابو مازن لا يمكنه في واقع الامر التوقيع على تسوية دائمة، وقد سبق ان شرحت الامور في مرات لا تحصى، فانه سيواصل بالمهمة بعيدة المدى. توجد فقط تسوية واحدة يمكن للفلسطينيين أن يقبلوها: انسحابات احادية الجانب من اسرائيل دون مقابل. هذا ما وصفه يهوشفاط هركابي الراحل بانه "التسيب". محظور أن ننسى بان هركابي أيد اقامة دولة فلسطينية قبل وقت طويل من اوسلو وفور التوقيع على اوسلو اشترط ذلك بتوقيع اتفاق شامل مع الفلسطينيين، والا فان اسرائيل ستكون سائبة وسيكون ممكنا مواصلة القتال ضدها الى ما لا نهاية.

          ابو مازن سيكون مستعدا لان يوافق على ان تنسحب اسرائيل الى هذا الحد أو ذاك الى خطوط 67. فماذا سيفعل بعد ذلك؟ ليس واضحا. الواضح هو أن الاسرائيليين يؤمنون بان مثل هذا الامر متعذر وانه لا يمكن أن يحصل. فلماذا تنسحب اسرائيل دون اتفاق ودون اي مقابل لخطوط قريبة من 4 حزيران 1967. وبالفعل، ابو مازن، فنان القتال السياسي، يؤمن بان الانسحابات الاقليمية، الافكار والمفاهيم الاسرائيلية منذ اتفاق اوسلو في 1993 تثبت بان تطلعه الى انسحاب من طرف واحد هو تطلع واقعي.

          اذا كان نوع من التحول في الانتخابات التالية فستستنفد جملة التنازلات في اطار المفاوضات حتى النهاية. وعمليا سيقف اليسار امام خيار انسحاب جزئي احادي الجانب أو لا شيء. وسيكون انسحاب عميق آخر دون مقابل، هذه المرة في يهودا والسامرة. وسيكون الهدف الفلسطيني دحرجة كرة الثلج الدولية الى اسرائيل، من خلال هجمة المقاطعة، نزع الشرعية وخطوات سياسية احادية الجانب يتخذونها. والقيادة التي ستأتي بعد بنيامين نتنياهو، سواء كانت يمينية أو يسارية، ستعيش بتعلق مطلق بالامريكيين.