خبر لنشطر النووي الايراني- معاريف

الساعة 10:36 ص|20 فبراير 2014

بقلم: آفنر غولوب

باحث في معهد بحوث الامن القومي

(المضمون: في القدس يفحصون التطورات ويتعرفون على الواقع البشع: حلفاؤهم الامريكيون والايرانيون على حد سواء نجحوا في التقدم نحو واقع مستعدون للتسليم به وهو افضل في نظرهم من امكانية المواجهة العسكرية - المصدر).

 

جون فورباس ناش، رياضي واقتصادي أمريكي، حائز على جائزة نوبل، ثبت مفهوم "نقطة توازن ناش". ويصف هذا المفهوم حالة خصومة، ليس مجديا للطرفين فيه العمل على تغيير الواقع. يخيل أن ايران والولايات المتحدة نجحتا في الاقتراب من نقطة التوازن من خلال الاتفاق المرحلي الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي، والذي يبطىء التقدم الايراني نحو القنبلة النووية ويوفر تخفيفا ضيقا عن اقتصادها. ويرمي هذا الاتفاق الى السماح بنصف سنة من المفاوضات. ومع ذلك، فان منظومة العقوبات الدولية ضد ايران لا تزال تفصل بينها وبين واقع التوازن. فالمواجهة التالية بينهما ستحسم مصير العقوبات وتقرر اذا كانت الدولتان ستواصلان التحرك نحو نقطة التوازن او تبتعدان عنها.

 

يثبت الاتفاق ايران كدولة حافة نووية، القادرة على ان تطور قنبلة نووية في غضون اشهر، اذا ما قررت ذلك. وقد كان هذا هو الهدف الاستراتيجي الايراني في العقد الاخير، ويخيل ان اتفاق جنيف يعترف بذلك. وبالتوازي انقذ الرئيس روحاني ايران من العزلة الدولية التي ألمت بالدولة في اثناء ولاية احمدي نجاد. ومن خلال اصلاح نقاط الخلل التي انتجتها الحكومة السابقة ادخل ايضا روح من التفاؤل الى الاقتصاد الايراني

 

تجد تعبيرها في الاشهر الاخيرة في ارتفاع قيمة الريال، ارتفاع الاسعار في البورصة الايرانية وانخفاض معدل التضخم المالي.

 

يكاد الايرانيون يكونون راضين، ولكن يتبقى عليهم أن يتصدوا للعقوبات الدولية التي تواصل اثقالها على اقتصادهم. وعليه فبالتوازي مع المداولات الدبلوماسية، سيحاولون ان يتجاوزوا وان يقوضوا منظومة العقوبات من خلال تصعيد التجارة مع قوى عظمى اقتصادية كالصين، روسيا، الهند وتركيا.

 

ورغم كل ذلك، يخيل ان واشنطن هي الاخرى راضية عن الواقع الذي انتجه الاتفاق المرحلي: من حيث أنه لاول مرة منذ عقد نجحت الادارة في وقف التقدم الايراني، وفي نفس الوقت الحفاظ على منظومة العقوبات الدولية – رافعة الضغط الاساس على ايران. ولكن يخيل أن واشنطن هي الاخرى تفهم بان تحدي الاحتفاظ بالعقوبات سيكون اصعب. فمنذ اليوم، بينما يعلن الدبلوماسيون الامريكيون عن انجاز حفظ العقوبات، تبذل الولايات المتحدة جهودا جمة كي تفرضها وتردع شركات تجارية ودول اخرى من تقويضها. "المعركة على العقوبات" ستكون الساحة المركزية بين الولايات المتحدة وايران، وستبذل فيها جهود عديدة من جانب الدولتين.

 

في القدس يفحصون التطورات ويتعرفون على الواقع البشع: حلفاؤهم الامريكيون والايرانيون على حد سواء نجحوا في التقدم نحو واقع مستعدون للتسليم به وهو افضل في نظرهم من امكانية المواجهة العسكرية. اما في تل أبيب فيحذرون من أن حفظ القدرات الايرانية الحالية سيسمح لايران بانتاج سلاح نووي، حين تشاء ذلك، دون ان يتمكن الغرب من اكتشافه ومنعه عنها.

 

سيكون التحدي الاسرائيلي هو ابعاد الدولتين عن نقطة التوازن التي تتقدمان نحوها. وبوسع اسرائيل أن تفعل ذلك من خلال التهديدات بالهجوم، بواسطة "جزر" تعرضها على واشنطن كي توافق على تشديد الضغط على ايران، وكذا المطالبة بتفكيك عناصر مركزية في البرنامج النووي العسكري لديها، وهكذا تضمن الا تترسخ ايران

 

عميقا داخل مجال الحافة النووية. ومن اجل الحفاظ على نجاعة الروافع الاسرائيلية يجب حفظها في غرف المداولات مع الحلفاء الامريكيين وتقديم تفكير ابداعي، ولا سيما بالنسبة "للجزر" التي يمكن لرئيس الوزراء نتنياهو أن يعرضها على الرئيس اوباما.