لأنها خزانة مصر بعد عزل "مرسى"

خبر الإعلام الإسرائيلى: هدف « أنصار بيت المقدس » الجديد ضرب السياحة فى سيناء

الساعة 04:30 م|17 فبراير 2014

القدس المحتلة

اهتمت جميع صحف ووسائل إعلام إسرائيل بالتفجير الإرهابى الذى وقع أمس الأحد، فى أتوبيس سياحى بمدينة طابا السياحية، حيث أكدت أن هدف جماعة "أنصار بيت المقدس" الجديد هو ضرب السياحة فى سيناء، لأنها أصبحت خزانة النظام المصرى الجديد بالأموال الأجنبية بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى.

فيما اتفق عدد من المحللين الاستراتيجيين فى إسرائيل، على أن الجماعة الإرهابية المتطرفة، تسعى إلى إلحاق الضرر بعدوين لها، على كلا جانبى الحدود فى شبه جزيرة سيناء، وهما مصر وإسرائيل.

وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية رون بن يشاى، إن الجماعة الإرهابية تعلم جيدا أن مدينة إيلات تعيش أيضا على السياحة، مضيفا أن هدف الجماعة هو زرع الخوف فى قلوب السائحين الذين يريدون قصد كل من سيناء وإيلات.

وأكدت صحيفة "يديعوت" فى تقرير أخر لها أن جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية تضم حوالى 200 عنصر، وقد أطلقت نشاطاتها بعد خلع نظام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى مصر، مضيفة أن الجماعة وسعت نشاطاتها الإرهابية بعد عزل حكم الإخوان المسلمين فى مصر، وممثلهم محمد مرسى.

وأضافت يديعوت أن الجماعة تقوم بمحاربة القوات المصرية داخل مصر وفى شبه جزيرة سيناء، بينما تحارب الجماعة إسرائيل بين حين وآخر، ردا على عمليات الجيش الإسرائيلى فى غزة.

فيما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن الجماعة السلفية الجهادية، "أنصار بيت المقدس" التى يبدو أنها تقف وراء عملية تفجير الأتوبيس بالقرب من منفذ طابا أمس، وضعت نصب أعينيها عدوين، وهما النظام الراهن فى مصر، بزعامة المشير عبد الفتاح السيسى، وإسرائيل، موضحة أن العدو الأول عدو سياسى، والثانى عدو أيديولوجى.


ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن العملية الإرهابية هى اختبار حقيقى لوزير الدفاع المصرى المشير عبد الفتاح السيسى، فى حربه ضد الإرهاب.

وقال المحلل الاستراتيجى بالصحيفة العبرية تسيبى برائيل، إن الهجوم على الأتوبيس فى هذا التوقيت عقب الاستقبال الحافل الذى تلقاه السيسى من الرئيس الروسى فلاديمير بموسكو مؤخرا، حيث تعامل مع بوتين كما لو كان الرئيس القادم لمصر، يأتى كرد فعل للحرب التى يشنها وزير الدفاع على منابع الإرهاب فى سيناء.

وأضاف برائيل، أن الهجوم الإرهابى فى طريق تحت تأمين مشدد من الأجهزة الأمنية المصرية من دير "سانت كاترين" فى سيناء حتى الحدود الإسرائيلية أكثر من مجرد تذكير بأن الإرهاب المتعصب لا يزال موجودا فى شبه الجزيرة المصرية، موضحا أنه كان أيضا استعراضا للقوة، ويهدف لتشويه الحملة الضخمة التى يقوم بها الجيش المصرى منذ شهور عديدة ضد قواعد الإرهابيين هناك.

وقال المحلل الإسرائيلى "على ما يبدو أن سيناء التى حقق فيها الجيش المصرى نجاحا جزئيا ضد الإرهاب لا تزال بعيدة عن هدفها المعلن وهو "تطهير سيناء من الإرهاب"، مشيرا إلى أنه فى الشهر الماضى تم تفجير خط أنابيب الغاز وسط سيناء أربع مرات، وفى الأسبوع الماضى تم إحباط محاولة أخرى، كما نسبت الهجمات فى قلب القاهرة الشهر الماضى أيضا إلى الجماعات المتطرفة، مدعيا أن تقارير الجيش تفيد باعتقال العشرات من المسلحين إلا أنه لا يوجد أى دليل على أن هؤلاء المحتجزين على صلة بالهجمات.

وقال المحلل العسكرى الإسرائيلى، إن الهدف الحقيقى لجماعة "أنصار بيت المقدس"، من خلال التفجير فى طابا، هو تحدى الجيش المصرى الذى يشن حربا ضروسا على الجماعة فى شبه جزيرة سيناء تحت عملية "تطهير سيناء من الإرهاب".

وأوضح المحلل الإسرائيلى أن مكان التفجير، فى شارع رئيسى يخضع لرقابة أمنية قوية للجيش المصرى، يدل على أن مهمة الجيش المصرى فى "تطهير الإرهاب كليا من سيناء" غاية فى التعقيد.

وأضاف برائيل، إن تنفيذ العملية الإرهابية فى منطقة يسيطر عليها الجيش بإحكام ويوجد بها العديد من الحواجز التى أقيمت على طول الطريق للتفتيش تشير ليس فقط إلى صعوبة بالغة فى إحباط تلك الهجمات، ولكن تشير أيضا إلى فشل الأجهزة الأمنية المعنية بجمع المعلومات وإحباط العمليات الإرهابية قبل تنفيذها.

وأوضح برائيل أنه على الرغم من تحسن التعاون بين الجيش والقبائل البدوية فى سيناء خلال الأشهر الأخيرة، إلا أنه لا تزال هناك عناصر إرهابية فى سيناء خاصة فى المناطق الجبلية، ويجد الجيش صعوبة فى الوصول إليهم برغم من استخدام طائرات الهليكوبتر .

وأضاف المحلل الإسرائيلى أنه حتى لو تم إقامة منطقة عازلة فى رفح ومسح شريط بمسافة نصف كيلومتر لتكون منطقة أمنية وتدمير أكثر من 1000 نفق من سيناء إلى غزة والحفاظ على حظر التجول من الساعة 6 مساء للرابعة صباحا فى منطقة العريش وجنوب سيناء، فإن كل هذا لن يكفى، مشددا على ضرورة تنفيذ عمليات عسكرية واسعة للمشاة ووضع العشرات من الكمائن والحصول على معلومات دقيقة فى الوقت الحقيقى، وأنه على الجيش المصرى التعلم بسرعة من الأخطاء السابقة.

وقال برائيل إن التقديرات فى مصر تفيد أن العمليات الإرهابية ستزداد زخما كلما اقترب موعد الانتخابات المصرية، والهدف هو إلحاق الضرر بصورة المشير عبد الفتاح السيسى، الذى استطاع أن يعيد الأمن والاستقرار لمصر.

وأضاف برائيل أنه ليس هناك شك فى أن هجوم طابا الإرهابى كان انتكاسة لصناعة السياحة فى مصر، التى كانت قد بدأت تتعافى خاصة منذ أن أصبحت القاهرة وجهة سياحية غير آمنة، وأصبحت منتجعات سيناء بديلا لها.