خبر « مشاكل وطلاق » بسبب « الفيس بوك » والزوج متهم

الساعة 08:05 ص|17 فبراير 2014

غزة -خاص

النسبة التي أطلقتها المحاكم الشرعية عن ارتفاع معدلات الطلاق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " لتصل ل20% رقم غير خالي , بل هو اكثر من ذلك فالخلافات الأسرية التي لم تصل للطلاق اكبر بكثير من ذلك, حيث أصبحت ا المشاكل التي تسيطر على  العديد من الاسر في الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة على وجه الخصوص تهدد النسيج الأسرى وكله بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والتي وصلت لحد الادمان عند عدد كبير من الازواج .

الفيس دمر حياتنا

عبير (32 عاماً ) التي يقضي زوجها جل وقته على الفيسبوك لساعات طويلة دون ان يلتفت الى ابنائه فتقول لــ" فلسطين اليوم" زوجي يقضي كافة وقته على دردشة الفيسبوك لساعات طويلة دون ان يلتفت إلى بيته او حتى أبنائه الذين لا يزالون صغارا ويحتاجون في مثل هذه الفترة الى حنان والدهم.

وتضيف: "يخرج من الصباح الباكر الى عمله ويعود عصراً وفور دخوله البيت يفتح جهز اللاب توب ويتناول الطعام بسرعة ثم يذهب الى الغرفة ويغلق الباب عليه ويقول: لا أريد إزعاجا في شغل عندي" على حد قولها, وفي حقيقة الامر يكون جالسا على الدردشة مع العديد من أصدقائه وأشارت بالقول ياريت بيحكو في أمور مفيدة بل كل حديثهم كلام فاضي لا معنى له ابداً ولا يخرج من الغرفة الا للضرورة عندما يجوع.

لافتة انه في بعض الأحيان يبقى في الغرفة وعندما يشعر بالتعب ينام بدخل الغرفة دون ان يعطي أي اهتمام لزوجته وأطفاله ، وذكرت ان حياتها أصبحت لا تطاق أبدا وان المشاكل بدأت تتكاثر مع زوجها بسبب مكوثه لساعات طويلة على الفيس.

أخشى ضياع الأبناء

في حين ان " إسراء " التي أصبحت تخاف على ضياع الأبناء بسبب إهمال زوجها ومكوثه على الفيس لساعات طويلة فتقول:" أصبحت أخاف على ابني من الضياع فلم اعد أسيطر عليهم فعندما ادخل إلى المطبخ لأجل ان احضر الطعام له او حتى ان اقوم بغسل الملابس فأجد

الجميع قد خرج من البيت الى الشارع الى اللعب وانا لا افضل ان يخرج ابنائي الى اللعب في الشارع لان البيئة التي نعيش فيها سوف تؤدي الى ضياع الأبناء.

وتواصل اسراء (38 عاماً ) بالقول لــ" فلسطين اليوم" اصبح ابناؤنا يتلفظون بألفاظ بذيئة لانهم يخرجون لساعات طويلة خارج البيت والسبب في كل ذلك هو ان زوجي عندما يعود من عمله ويجد الكهرباء مقطوعة فيخرج خارج البيت عند احد أصدقائه وتكون الكهرباء موجودة فيأخذ جهاز اللاب توب ويجلس على الفيس ولا يعود الا في وقت متأخر من الليل ويكون الاولاد نائمين وعندما تكون الكهرباء موجودة فيمكث لساعات طويلة في البيت على الفيس.

وأشارت إلى انه نتيجة استمرار زوجها في هذا السلوك أصبحت الحياة الزوجية مهددة بالانهيار بيننا وخاصة ان الأبناء يضيعون من بين أيدينا ويتلفظون ألفاظا سيئة والناس تقول هكذا يعلموهم اهلهم لافتة الى ان الفيسبوك أصبح الروح والحياة للرجل وكأنه الحياة الأبدية ولكنه أصبح من مصائب هذا العصر.

قد يؤدي الى تفكيك المجتمع

أكد الاختصاصي النفسي والاجتماعي بجامعة الأزهر بغزة الدكتور محمد الأغا" أصبحنا نعيش في ظل التطور التكنولوجي الحديث مما أصبح الواحد منا لا يغادر جهاز الحاسوب ويمكث لساعات طويلة حتى أصبح كثير من الشباب مدمنا على جهاز الحاسوب وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف لــ" فلسطين اليوم":" الإدمان على مواقع التواصل تدفعنا إلى عدم الالتفات الى الاسرة وهذا يؤدي بالطبع الى نتائج سلبية قد تؤدي في كثير من الأحيان الى ضياع الأسرة وتفكيكها وخاصة الأبناء لأنه عندما يجد الأبناء تجاهل من الاباء ولا يسألون عنهم فيدفعهم هذا الامر الى ممارسة بعض السلوكيات الخاطئة وخاصة عندما يكون في مرحلة المراهقة ولا يجد من يجاوبهم على أسئلتهم.

ويتابع د. الاغا مما قد يحدث حالات من الفساد المجتمع ويؤدي الى تفكيك المجتمع وضياعه وأوضح إلى ان الحل لهذه الظاهرة السلبية هو ان يلتفت الأب الى أبنائه وزوجته حتى لا يؤدي الى تدمير الحياة الزوجية وتدمير المجتمع , واستدرك بالقول ليس معنى ذلك هو عدم الجلوس على الانترنت بل ينبغي ان يكون في أوقات مناسبة ومن اجل الفائدة.

تدمير القيم الإسلامية

وفي ذات السياق أوضح الداعية الإسلامي عماد الداية الى ان العديد من الشباب والفتيات يجلسن لساعات طويلة على مواقع التوصل الاجتماعي من اجل تبادل الكلمة والمجاملة ولا تأتي بشيء لكلا الطرفين بل تؤدي في كثير من الأحيان الى تعميق الخلاف بين الزوج وزوجته نتيجة هذه الجملة الزائفة عبر الدردشة وقد يؤدي الى ضياع الابناء او حتى حدوث طلاق بين الازواج بالإضافة الى المشكلات التي قد يجلبها الفيسبوك.

ودعا الشيخ الداعية لــ" فلسطين اليوم" الشباب والفتيات الى ان يتقوا الله سبحانه وتعالى في ما يفعلونه خاصة اذا كان الشاب متزوجا ويمكث على الفيس لساعات طويلة ما يتضرر بضياع الأبناء وإذا ضاع الأبناء سوف يؤدي ذلك الى تفكيك المجتمع وفساده والنتائج تكون كارثية على مجتمعنا المحافظ بل يجب على الشباب أن يملي اهتمامه لزوجته واولاده وان يكون متزنا في الجلوس على الفيس بحيث لا يكون ذلك على حساب الاسرة.

وكان قاضي القضاة الشيخ يوسف ادعيس قال ، إن وسائل التواصل المجتمعي، تعد "أحد أسباب الطلاق" الذي بلغت نسبته في فلسطين العام الماضي 20%.

وقال ادعيس إن :"هناك أسبابا كثيرة تؤدي إلى الطلاق في بلادنا، منها الظروف الاجتماعية، ومنها أيضًا وسائل الإعلام المجتمعية مثل "الفيس بوك".

واضاف: "الانفتاح غير المضبوط يؤدي إلى اشكالات، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن اغلاق "الفيس بوك" أو تحريمه، وإنما الانتباه إلى هذه المسألة، لما قد تتسبب به من إشكالات".

وكان التقرير السنوي للمجلس الأعلى للقضاء أكد أن نسبة الطلاق بين الفلسطينيين ارتفعت إلى 20%، وأن نصف هذه الحالات سجلت بين الأزواج الشابة، وأن نسبة كبيرة منها وقعت قبل الدخول.

وقال ادعيس: "حين يقبل الشبان على الخطبة يستغرقهم الأمر سنوات لتوفير مستلزمات عديدة أساسية، ما يدفعهم إلى الطلاق في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وارتفاع نسب البطالة والفقر".

ودعا ادعيس إلى عدم المغالاة في المهور لما في ذلك من مخاطر تحول دون إقبال الشبان على الزواج، مؤكداً أن هناك ازدياد في حالات زواج الفلسطينيين من أجنبيات، بسبب "انخفاض تكاليف الزواج بهن في الدرجة الأولى، وارتفاع مهور المواطنات".