بقلم: روبيك روزنتال
(المضمون: يبدو البيت اليهودي أكثر فأكثر كحركة حفلة الشاي الامريكية التي سيطرت على الحزب الجمهور ودفعته الى الهوامش اليمينية المتطرفة - المصدر).
للحظة تأسيسية واحدة أصبح وجه التكنولوجي السابق نفتالي بينيت وجه ميخائيل بن آري بل وربما وجه سيده الراحل. وقد حصل هذا عندما ألقى خطاب اعتزال القاعة ضد رئيس البرلمان الاوروبي. فقد تشوه الوجه بغضب، بعداء وبرزت العينان. فهل كان هذا نفتالي بينيت الحقيقي، الذي اكتسى وجهه حتى الان سيماء الاخ الحبيب، أخ الجميع، والان ازال اللثام؟ أم أنه وضع الان اللثام كي يحافظ على زعامته ضد الاصوات المتعاظمة في جمهوره الطبيعي لمكافحة القضاء الذي ينسجه جون كيري ونتنياهو زعما ضده. لعالم نفس بينيت حلوله، ولكن ارئيل، يوغاف وستروك احتفلوا بنصر صغير. ليس على شولتس. فقد جمع النقاط من الحدث فقط. الانتصار على محاولة المعسكر الديني – الوطني العودة الى الوسط السياسي وجمع المزيد من الاصوات والمزيد من القلوب.
في مسرحية الرعب لبينيت توج نفسه كرئيس حفلة الشاي الاسرائيلي. الاخ الاكبر لهذه الحركة هو حركة حفلة الشاي الامريكية، التي سيطرت على الحزب الجمهور، وكما يبدو اليوم – فانها ستفعل كل ما في وسعها كي تمنع عنه النجاح في السباق التالي نحو الرئاسة. في الحالة الامريكية يدور الحديث عن خليط من الاصوليين المتدينين مع موقف رأسمالي متطرف واحتقار لليبرالية الديمقراطيين والوسط الجمهور.
في الحالة الاسرائيلية فان الاصولية الدينية على نمط دعوة موطي يوغاف "الله اعطانا البلاد قبل ثلاثة الاف سنة"، تخدم موقفا سياسيا صقريا، مبنية على لاءات ثلاث: لا للدولتين، لا للانسحاب، لا للاعتراف بحقوق الفلسطينيين القومية. هذه اللاءات الثلاث هي صورة مرآة للموقف الفلسطيني المتطرف بلباس حماس، المسنود هو ايضا بشيوخ الدين والفتاوى الشرعية. وتنضم الى حفلة الشاي السياسية القيادة الشابة لليكود، التي تتصدر القوانين المناهضة لليبرالية.
والسؤال أي قسم من الجمهور الاسرائيلي يمثله رجال حفلة الشاي لم يبحث حقا. فالبيت اليهودي صعد في الانتخابات الاخيرة تحت رعاية "حملة أخي"، ولكن معظم اصواتها أخذتها من الليكود. فقائمة قوة لاسرائيل لم تنجح في الدخول الى الكنيست. بين الحريديين، فان الاصولية الدينية لا تمثل اصولية سياسية، وبالتأكيد ليس بقوة وتطرف البيت اليهودي. وحسب كل المؤشرات، فان الجمهور الاسرائيلي يميل الى الوسط مع تشديد يميني ما، ولكن في الوسط مثلما في الوسط، يتعرض لتأثيرات عابرة. قوة حفلة الشاي الاسرائيلية، مثل اختها الكبرى في الولايات المتحدة ليست في الاغلبية التي لها في الجمهور بل في أنها تعرض صوتا واضحا، حادا، مهددا. هذا بينما الوسط – يمينا ويسارا – يتلعثم، يخشى، وفي نهاية الامر يستسلم. وداخل معسكر بينيت ايضا، المتطرفون يجذبون الاقل تطرفا، وصورة مجسمة لذلك كانت في القاعة في اثناء الخطاب والاعتزال، عندما انجر نيسان سلوميانسكي رغم أنفه من القاعة من قبل النائبة ستروك.
مثلما في امريكا، في اسرائيل ايضا حفلة الشاي ليست مبنية للتنازلات وتقليص مستوى اللهيب. يمكن العودة للقول لبينيت انه يخدم أعداء اسرائيل في الاعتزال المغطى اعلاميا من الكنيست، مثلما ايضا في خطاب "فقدان الوعي القيمي". فهذا لن يغير طريقه الجديد، فهو بات هناك منذ الان. لم يعد أخا. فهو لا يرى يئير لبيد من مسافة متر، واذا كان يراه – فبينه وبين أخيه الضائع يقف الجيل الثاني والثالث من حركة المستوطنين، وهو سيواصل الحديث من حلقهم. وليس له ما يقلقه. عندما يقف نتنياهو امام لحظة الحقيقة، اذا ما وصل الى هناك، فانه سيتراجع امام حفلة الشاي، والكل سيعود الى مكانه بسلام، حتى الانتخابات القادمة.