خبر حرب ماء- يديعوت

الساعة 11:00 ص|13 فبراير 2014

 

بقلم: يوعز هندل

إن الماء في الشرق الاوسط يُحدث الحروب والسلام. فالماء يمكن أن يشفي وأن يُبرد، والماء يمكن أن يثير النفوس ايضا. وقد تعلم رئيس البرلمان الاوروبي ذلك أمس على جلده. "كل شيء بسبب مسمار صغير"، تقول الأغنية. وكان كل شيء بسبب خطأ كبير في حالة شولتس.

جاء شولتس الى الكنيست مع نوايا طيبة وجهل مُضر. وإن ادعاءه منع الماء عن الفلسطينيين  محرج وهو مثال على صعوبة وضع اسرائيل مع الاوروبيين. ليس الامر أمر النقض بل الخلط بين حقائق وادعاءات ايديولوجية. في 1995 وقع على اتفاق الماء مع الفلسطينيين. ويمكن أن نقول بصورة فظة إنهم أخذوا الجانب الشرقي من حوض الجبل (المياه الجوفية)، وأخذت اسرائيل الجانب الغربي. والتزمت اسرائيل بأن تُمد الفلسطينيين بـ 31 مليون متر مكعب كل سنة بسعر الكلفة، والتزم الفلسطينيون بأن يسحبوا الماء بحسب الاتفاق. وفهم المشاركون في اوسلو أن الماء مهم للطرفين فحرصوا على كتابة حروف صغيرة بيد أن الحروف الصغيرة لم تحرص معهم فلم يصمد الاتفاق فأصبحت اسرائيل تمد الفلسطينيين منذ كان التوقيع على الاتفاق بـ 56 مليون متر مكعب كل سنة، أي بضعفي ما تم الاتفاق عليه تقريبا. ويأتي الجزء المركزي من منطقة السهل الساحلي. فهو ماء للفلسطينيين بلا خط اخضر وبلا مزاعم احتلال.

وقام الفلسطينيون من جهتهم بعدة اعمال حفر في منطقة الهروديون (حيث يوجد ماء جوفي وفير)، لكنهم فشلوا لأنه يصعب اخراج ماء من الارض بصورة مستقلة وأسهل من ذلك الاعتماد على سلطة المياه الاسرائيلية، فطلبوا زيادة فأعطت اسرائيل. وبدل أن يخرجوا ماءً في الجنوب حفروا بصورة غير قانونية 200 بئر في شمال السامرة. والذي يُحفر في مكان ما يؤثر في مكان آخر، وتضاءل الماء الموفور في غور الينابيع بالقرب من بيسان.

إن الماء ذريعة مريحة وهو حق أساسي للانسان. وقد انشأت منظمات يسار متطرفة مع منظمات فلسطينية منظومة كاملة من الادعاءات الكاذبة.

بعد أن اتهمت اسرائيل بالفصل العنصري والتطهير العرقي وقتل شعب، ظهرت ادعاءات سرقة الماء. فكان لرئيس البرلمان الاوروبي من يعتمد عليه لكن الواقع عكس ذلك. زعم شولتس في خطبته أن الفلسطيني يحصل على 17 لترا في اليوم قياسا بالاسرائيلي الذي يتمتع بـ 70 لترا، بيد أن معطيات رسمية عن السلطة الفلسطينية تذكر أن الحديث عن 103 لترات كل يوم. إن دولة اسرائيل هي التي ربطت 95 بالمئة من مناطق السلطة الفلسطينية بشبكة إمداد منظمة للماء – وهذه نسبة أعلى من أكثر الدول في العالم. فالبنى التحتية من انتاج اسرائيل والماء من انتاج اسرائيل وتتجه الادعاءات علينا ايضا. إن شولتس يرى نفسه مؤيدا لاسرائيل والجبل معه في السياسة في يهودا والسامرة مشروع لكن عدم معرفته بالحقائق يثير علامات سؤال.