خبر لنتعلم العربية، من أجلنا -معاريف

الساعة 10:33 ص|12 فبراير 2014

بقلم: ايلي افيدار

(المضمون: الغاء واجب تعليم اللغة العربية في الصف العاشر، والذي أعلنه عنه الوزير بيرون يبعد الجمهور والقيادة عن فهم المجال الذي نعيش فيه - المصدر).

 

محافل التعليم، رجال الامن والمستشرقون فوجئوا لسماع قرار وزير التعليم شاي بيرون الغاء الزام تعليم العربية في الصف العاشر. هكذا بجرة قلم، توشك وزارة التعليم ومن يقف على رأسها المس بقدرة الاسرائيليين على فهم المجال الذي يعيشون فيه، تقليص احتياطات القوى البشرية لسلاح الاستخبارات، المخابرات والسلك الدبلوماسي ومنح ريح اسناد بالذات لاولئك الذين يرون باسرائيل غرسا غريبا وشاذا في المنطقة.

 

ان تعليم العربية للجمهور اليهودي يعيش أزمة خطيرة ومتواصلة. نحو عشرة الاف تلميذ فقط يتقدمون كل سنة لامتحان البجروت بالعربية. ولكن هذا الرقم هو الاخر مضلل: فهو يضم عموم الاستبيانات في المستويات المختلفة. عمليا في الوحدة الاولى في الصف العاشر يتقدم نحو 4 الاف تلميذ. للوحدتين الاستكماليتين في الصف

 

الحادي عشر يتقدم نحو 3 الاف تلميذ وفقط نحو 2.300 يكملون خمس وحدات تعليم في الصف الثاني عشر.

 

المتميزون القلائل بين اولئك الخريجين من الوحدات الخمسة هم الذين يملأون الصفوف في وحدات الاستخبارات المختارة (بما فيها وحدة 8200 الشهيرة)، في المخابرات وفي الموساد. كل تلك الاذرع حيوية لامن الدولة العطشى لعارفين العربية كي يقوموا بأدوارها، بعضها تضطر الى ان تستكمل بنفسها معرفة اللغة في أوساط المتجندين الجدد. وكل هذا دون ذكر النقص في الناطقين بالعربية في الاكاديمية، في وزارة الخارجية، في وسائل الاعلام وفي هيئات المجتمع المدني الاخرى – النقص الذي يشدد الجهل لدى الجمهور بالنسبة للسياقات في العالم العربي ويزيد تعلق اصحاب القرار بالمترجمين وبالمحررين.

 

قبل اكثر من سنة لحق ضرر جسيم بتعليم العربية، مع قرار لجنة رؤساء الجامعات الغاء نقاط الاستحقاق الممنوحة لخريجي الوحدات الخمسة عند الدخول الى الجامعة.

 

ان الغاء الزام تعليم العربية في الصف العاشر سيقرر المكانة الدون للموضوع ويبث رسالة للتلاميذ تقول ان تعليم العربية هو مضيعة للوقت وللجهد. ومنذ اليوم تتقلص كمية الثانويين الذين ينهون تعليم العربية والتلاميذ المعنيين باكتساب اللغة يجدون صعوبة في ايجاد مؤسسات مناسبة. "لديك درجة جامعية في التاريخ؟ إذن تعلمي التاريخ"، أفادت مؤخرا ادارة واحدة من المدارس لمعلمة تخصصها اغلق.

 

يعد هذا بكاء للاجيال. اسرائيل ستبقى في الشرق الاوسط الذي لغه عربية. عدد اليهود الناطقين بالعربية من البيت آخذ في التقلص. والاثار على فهم المجال، على المفهوم الامني وعلى قدرتنا على الاتصال مع المحيط هي آثار عظيمة. وفضلا عن ذلك: في اسرائيل توجد أقلية كبيرة من المواطنين العرب، لغتهم عربية. علينا ان نفهم العربية ليس (فقط) كي نعرف ما يجري في الاردن او في مصر أو كي نفهم برامج "الجزيرة" بل

 

وايضا كي نفحص السياقات في الطيبة وفي نابلس، في الخليل وفي يافا. هذه ليست مسألة يمين ويسار. فهم العربية حرج في كل سيناريو سياسي وحزبي.

 

مع تسلمه مهام منصبه أعلن بيرون في وسائل الاعلام بانه مثلما تدرس العبرية في الوسط العربي، هكذا ينبغي لليهود ان يتعلموا العربية. ولم يتبقَ من الوعود الكثير. والجهات التي توجهت هذا الاسبوع الى وزارة التعليم وسعت الى الاستئناف على الغاء واجب تعلم العربية، او على الاقل فهم مبرراته، لم تحظى بجواب. ينبغي الامل بان سبب ذلك هو الرغبة في اعادة النظر في القرار. ان تعزيز العربية، كما ينبغي لهم أن يفهموا في وزارة التعليم، ليس أقل من مصلحة وطنية.