خبر « التعليم » توضح أسباب رفضها منهاج حقوق الإنسان بـ« الأونروا »

الساعة 01:39 م|11 فبراير 2014

غزة

أكدت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة، أن أهم الأسباب التي دفعتها لرفض بعض المناهج التي أقرتها وكالة الغوث بـ"الأونروا" تمثل بأنها أقرتها بدون ترخيص أو موافقتها عليها.

وبين مدير الإعلام بالوزارة معتصم الميناوي أن وكالة الغوث عرضت على وزارته منذ مطلع عام 2012 رغبتها بتدريس مناهج عن حقوق الإنسان للصفوف (7-8-9)، حيث تم تشكيل لجاناً مشتركة درست الكتب الثلاثة واعترضت الوزارة على محتواها.

وأشار إلى أنه تم إرسال عدد من الاعتراضات من قبل الوزارة، قامت الوكالة بتعديل من30-40% منها فقط بينما بقي من60-70% دون تعديل.

وقال: "قامت الوزارة بوضع منهاج لحقوق الإنسان للصفوف (7-8-9-10) وطبقتها في مدارسها وتواصلت مع الوكالة وعرضت عليها تطبيقه في مدارسها، لكنها لم تستجب وقامت بطباعة كتبها في الفصل الثاني دون أي تعديلات وتوزيعها دون اتفاق مع الوزارة، رغم أن العرف الذي يحكمها أنها تلتزم بالمناهج التي تدرس ضمن نطاق عملياتها".

وبين أن الوكالة تتعامل وكأنها دولة داخل دولة، داعياً إياها أ، تدرك حدود صلاحياتها وأنها ملزمة بالمناهج التي تدرس في مناطق عملياتها، ولهذا فإن طباعة الوكالة للمناهج غير المرخصة يعتبر تجاوزاً للقوانين والأعراف المتبعة.

وأوضح أن المناهج يجب أن تصاغ بفكر وفلسفة المجتمع الذي يُدرس فيه، ولا يصح أن يكون المنهاج معزولاً عن السياق الثقافي والاجتماعي والحضاري والوطني للطالب، وهذه المناهج غير المرخصة معزولة تماماً عن واقع الطالب العربي الإسلامي الفلسطيني الذي فيه نماذج كثيرة يمكن تقديمها ومفاهيم كثيرة أقرب إلى فهم الطالب ووعيه.

وأضاف "إن الغالبية الساحقة للأمثلة داخل ذالك المنهاج على غاندي ومارتن لوثر وروزا باركي وهيلين سوزمان وانتفاضة السويتو والماجنا كارتا والأبارتيد رغم وجود البديل الإسلامي العربي الفلسطيني".

وأكد أن الحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني في تلك المناهج كان حديث سطحي لا يتناسب وحجم الظلم الواقع عليه مثلاً، كما لا يوجد حديث عن معاناة الشعب الفلسطيني قبل النكبة وبعدها، في حين أن النكبة مذكورة بشكل سطحي جداً.

ولفت إلى أن هناك معلومات مغلوطة داخل المنهاج تفيد بأن النكبة سببها انضمام الدولة العثمانية للألمان مما جعلها تخسر أراضيها وليس أن سبب النكبة هو المحتل الصهيوني، إضافة إلى عدم وجود أمثلة عن نضالات الشعب الفلسطيني على المستوى الإنساني (النساء – الأطفال)، ولا أمثلة عن قيادات فلسطينيين ناضلت لرفع المظلومية.

كما أشار إلى أن هناك إهمال دور بريطانيا والمجتمع الدولي في تسهيل مهمة الصهاينة لاحتلال الأراضي الفلسطينية، في حين هناك تركيز هائل جداً على المقاومة السلمية وعلى أنها التسبيل الوحيد لتحقيق الحرية والاستقلال.

وتابع "منهاج الثامن كله لترسيخ هذا المفهوم أي الهدف ليس حقوق الإنسان ولكن تدجين نفسية الطالب الفلسطيني وتنمية مشاعر سلبية تجاه المقاومة المسلحة رغم مشروعيتها كشعب تحت الاحتلال بل هناك إسراف في الحديث عن ويلات الحروب وآثارها السلبية".

كما أن هناك صورة لطفل يحرق بزته العسكرية وهو يرقص، وكل ذلك لا يخدم حقوق الإنسان ولكن يربي الطفل على السكينة ورحم الله الراشد عند حديثه عن "الظبي الجفول" وهذا ما ترسخه هذه الكتب، حسب الميناوي.

وذكر أن في كل كتاب يوضع نهايته النظام العالمي لحقوق الإنسان رغم وجود المادة رقم (16) والمادة رقم (18) والتي فيها مخالفات دينية واضحة ففي المادة رقم (16) بند رقم (1) يقول للرجل والمرأة متى بلغ سن الزواج الحق في التزويج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، بمعنى أنه يجوز للمسلمة أن تتزوج يهودي أو مسيحي وهذا مخالف للدين.

في حين أن المادة (18) تقول أن لكل شخص الحق في حرية التفكير ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه وعقيدته، وهذا في الإسلام ردة يقتل فاعلها.

وشدد الميناوي على أن المناهج شوهت قضية اللاجئين وعملت على تقزيمها وتصويرهم بأنهم أناس (فروا) بهذا اللفظ وتكرار ذلك، مما يعمل على طمس الحقيقة بأنهم هجروا قسراً وارتكبت مجازر بحقهم حتى يتركوا ديارهم.

كذلك، صورت أن (200.000 ) لاجئ من تسع بلدان، بما فيها فلسطين، وهي معلومة مغلوطة، ففلسطين وحدها هاجر منها ستة ملايين لاجئ، وغير ذلك من الأخطاء.

واستدرك "لقد قامت الوزارة بصياغة كتب تعرض حقوق الإنسان بمنتهى الوضوح وبأسلوب يتناسب مع بيئة الطالب وثقافته وواقعه، وأرسلنا لوكالة الغوث النسخ وعرضنا عليهم تدريسها، فإن كان الهدف هو حقوق الإنسان فها هي مناهج حقوق الإنسان مقدمة لهم لتدريسها".

واختم البيان بالقول: "فلماذا رفضوا الكتب المقدمة من الوزارة وأصروا على الكتب الأخرى التي لا تناسب المجتمع ولا فلسفته ولا ثقافته، فهل اسم حقوق الإنسان هو عنوان براق يخفى تحته أمور أخرى".