من جديد فَجَرت "المناهج المدرسية" أزمة جديدة بين وزارة التربية والتعليم بالحكومة الفلسطينية بغزة، ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" بعد توزيع الأخيرة كتب دراسية جديدة على صفوف السابع والثامن والتاسع، الأمر الذي أثار غضب الوزارة لأسباب عدة.
وزارة التربية والتعليم بغزة، قالت أنها لا تعلم بتوزيع الكتب الدراسية على هذه الصفوف، مستنكرةً بشدة إقرار "الأونروا" مناهج غير مرخصة في مدارسها.
مسؤول العلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم عماد الحديدي, أوضح أن "الأنروا" لا يحق لها وفق المتعارف عليه أن تقوم بعمل شيء دون علم الوزارة، ومن ضمنها إصدار وتوزيع كتب دراسية على طلاب المدارس.
الحديدي أضاف لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "الأنروا" ليس من حقها إصدار أي كتاب ولا تستطع أن تدخل أي كلمة دون علم الوزارة، أو تقديم كتاب أو منشور.
"الأنروا" لم تأخذ بالملاحظات
وبخصوص الكتاب الذي جرى توزيعه على الطلاب – كتاب حقوق الإنسان- أكد الحديدي أن الوزارة ليس لديها علم بالكتاب ولم توافق عليه، منوهاً إلى أنه تم تشكيل لجنة بين الوزارة والأنروا، لمناقشة طرح كتب لصفوف السابع والثامن والتاسع، وجرى وضع ملاحظات عليها، إلا أن الأنروا أخذت بـ30% فقط من الملاحظات، فيما ضربت بعرض الحائط كل الملاحظات المتبقية.
وطالب الحديدي الأنروا بالعدول عن هذا التصرف الأحادي، مؤكداً أن الوزارة ستقوم باتخاذ إجراءات في هذا الشأن.
وكانت الوزارة قد أصدرت بياناً أكدت فيه أن هذه المناهج لا تنسجم مع ثقافة مجتمعنا الفلسطيني، وتهدف إلى غسل دماغ الطالب الفلسطيني وجعله يتقبل الاحتلال "الإسرائيلي"، في الوقت الذي يستمر بقتل واستهداف أبناء شعبنا، ويصعد من إجراءاته القمعية ويمارس تهويده للمدينة المقدسة وبناء جدار الفصل العنصري.
كما بينت الوزارة، أن "الأنروا" بهذه المناهج تريد مسح ثقافة أجيال الطلبة الفلسطينيين بوطنهم وقضيتهم وترسيخ ثقافة المقاومة السلمية كحل للصراع, وتنفير الطلبة من المقاومة, كما أن هذه المناهج تحمل في طياتها مخالفاتٍ جمة وخطيرة تمسّ بالثقافة الفلسطينية والقيم الإسلامية ومكونات المجتمع عامةً.
وأوضحت الوزارة أنها أرسلت رسالة شديدة اللهجة للوكالة لوقف تدريس هذه المناهج وسحب الكتب من المدارس, كما أهابت بجميع المعلمين وذوي الضمائر الحية أن "يرفضوا تدريس هذه الكتب الهدامة، وألاّ يجعلوا من أنفسهم أداة لتلويث عقول طلبتنا الأعزاء".
"الأنروا" ترد
أما عدنان أبو حسنة المتحدث باسم "الأنروا"، فقد انتقد بيان الوزارة واعتبر أنه قاسي جداً على الوكالة، التي أكد التزامها في مناهجها بقيم وتقاليد الشعب الفلسطيني، وأن أي مسؤول في الأنروا لا يمكنه ان يدخل مفاهيم لا تتماشى مع قيم وتقاليد الشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو حسنة، أن الأنروا عقدت مايقارب 10 ورشات عمل مع وزارة التعليم حول الموضوع ولم يعترضوا عليها إطلاقاً، كما أن هناك لقاءات مستمرة بين الجانبين.
وطلب أبو حسنة خلال تصريحات إذاعية، من وزارة التربية والتعليم بأرقام الصفحات التي تقول الوزارة أنها تمسح تاريخ الشعب الفلسطيني وتتنكر لأعمالهم وأوضاعهم ونكبتهم، وتحديد الاعتراضات على المناهج، مؤكداً أن هناك سوء فهم حول موضوع المناهج.
وحول اتهامات التعليم للأنروا، قال أبو حسنة: الاتهامات خطيرة جداً، والأنروا تنفي نفياً قاطعاً أن تقوم بشيء ضد تراث وقيم شعبنا، مؤكداً أن جهود الأنروا تصل إلى أقصى الدرجات.