تحليل كاتب اسرائيلي: غزة تريد الحرب ورام الله تنتظر الفرصه‎

الساعة 01:29 م|08 فبراير 2014

ترجمة

وصف موقع " معاريف الالكتروني الاسرائيلي في مقال مطول نشره اليوم " السبت" الوضع في الضفة وغزة بالمتفجر وساحة تغلي انتظارا للحرب القادمة ضد إسرائيل حسب تعبيره في المقال الذي تناول فيه ما ادعاه كاتبه الصحيفة " اساف غبور" الاستعدادات الفلسطينية لشن الحرب سواء في غزة و الضفة وحمل عنوان حماس تريد الحرب والسلطة تنتظر الفرصة المناسبة ".

شهدت المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين وإسرائيل تصريحات صدرت عن مسئولين أو مصادر فلسطينية رسمية تحذر فيها من المخاطر والإبعاد الناتجة عن فشل هذه المفاوضات ما يعني في واقع الحال العودة إلى الانتفاضة العنيفة ضد إسرائيل والان يمكن القول ان هذا التفكير بات مقرونا بالأفعال حيث أظهرت معطيات نشرها جهاز الشاباك ارتفاعا في الأعمال " الإرهابية" في منطقة الضفة الغربية خلال العام الماضي لدرجة ان القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في الضفة الغربية فاق لأول مرة عددهم في قطاع غزة وميدانيا عززت المنظمات "المسلحة" من وتيرة نشاطاتها بشكل خفي تحت ارض ساحة تبدو ظاهريا هادئة نسبيا لكن نيران قوية تشتعل تحتها انتظارا للحظة المناسبة.

احتفل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليلة تنفيذ المرحلة الثالثة من عملية إطلاق سراح الأسرى القدامى بمشاركة الأسرى داخل المقاطعة لكن بعيدا عن المقاطعة بمسافة قصيرة وعلى مدخل المدينة كانت هناك احتفالات مختلفة من حيث المضمون حيث خرج عشرات المسلحين مطلقين نيران أسلحتهم في الهواء ليثبتوا بأنه ورغم جهود أجهزة الأمن الفلسطينية لا زالت الأسلحة والوسائل القتالية في أيدي مسلحين تابعين للفصائل الفلسطينية المختلفة وتتحدث الأوساط الفلسطينية في جنين ونابلس عن ظهور المسلحين في مختلف المناسبات حاملين أسلحتهم ومطلقين رصاصهم . 

ازدهرت سوق السلاح في الضفة الغربية ويمتلك المسلحين ترسانة متنوعة جدا وكذلك طرق التجارة متنوعة جدا وتصل بنادق الكلاشينكوف السوق غالبا عبر السلطة الفلسطينية سواء بطريقة مباشرة من خلال عناصر الأجهزة الأمنية الذين انهوا خدمتهم أو بطريقة غير مباشرة عبر لصوص سرقوا أسلحة تعود للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وتصل بنادق M–16 إلى أيدي الفلسطينيين عبر علاقات تربطهم بالعالم السفلي الإسرائيلي الذي يزودهم بالبنادق بأسعار عالية جدا حيث يصل ثمن بندقية M–16 مع تليسكوب وبعض الأشياء المرفقة نحو 60 الف شيكل وهناك مصدر أخر للأسلحة ألفلسطينيية وهو الحدود الأردنية حيث ازدادت عمليات التهريب وكذلك عمليات ضبط أسلحة ومتفجرات مهربة عبر هذه الحدود خاصة بعد إقامة إسرائيل الجدار الأمني والعوائق الأمنية على حدودها مع صحراء سيناء المصرية .

حرب في مخيمات اللاجئين:
وهناك سلاح غير عادي يتمثل بالألعاب النارية التي اعتاد الفلسطينيون القاءها في احتفالاتهم المختلف لكنهم استعملوها مؤخرا كسلاح حيث أطلق الفلسطينون قذيفة العاب نارية بهدف المس بالجنود على حاجز " تفوح " شمال الضفة الغربية وتعامل الجيش مع الأمر وكأنه عملية مسلحة كما أطلقت الأسبوع الماضي قذيفتين من الألعاب النارية بشكل مباشرة باتجاه دورية عسكرية جنوب جبل الخليل.

يلجا الفلسطينيون لإطلاق الألعاب النارية والقنابل محلية الصنع لإدراكهم فداحة ثمن استخدام الأسلحة الحقيقية إضافة إلى ارتباط نوع الأسلحة المستخدمة بمستوى التوتر في المنطقة علما ان عمليات الجيش الهادفة إلى ضبط الأسلحة حققت نجاحات غير بطالة خاصة في الأرياف والقرى الفلسطينية.

"يوجد الكثير من الأسلحة هنا وحين تلتقي الأسلحة الكثيرة مع قلة الأعمال والشغل والضغط الاقتصادي وفقدان الأمل وطريقة تفكير خاطئة وكل هذا التوتر السائد بين الناس المؤيدين لمختلف الفصائل سينفجر برميل البارود بكل تأكيد " قال مروان الشرباتي "الذي التقاه الصحفي الإسرائيلي على مدخل الخليل الجنوبي".

"تعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل والمدن الأخرى بهدف فرض النظام ومنع تطور ونمو خلايا راديكالية وهذا الأمر يعتبر احد عوامل التوتر الفلسطيني الداخلي و"إسرائيل" تضغطنا من الخارج وتتحدث عن توسيع المستوطنات والسيطرة على منطقة الأغوار وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وداخليا تنصب إسرائيل الحواجز وتنفذ الاعتقالات فيما تجري السلطة الفلسطينية مفاوضات معها وتعمل ضدنا في الداخل وتستخدم السلطة الفاسدة التي يتجول كبار المسئولين فيها بسياراتهم الفارهة قواتها ضد الناس التي لا تعرف كيف تعيش ما يخلق شرخا داخل المجتمع الفلسطيني لا يمكن لأحد إصلاحه " اضاف الشرباتي .

"تمر الاعتقالات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل المخيمات الفلسطينية بسهولة نسبيا فيما تواجه أجهزة الأمن الفلسطينية في هذه المخيمات مقاومة كبيرة بما في ذلك إطلاق نار مباشر من قبل مسلحين ينتمون لمنظمات مختلفة الأمر الذي وصفه " الشرباتي" في حديث مع الصحفي بالحرب قائلا " تتحدث وسائل الإعلام الفلسطينية عن مصالحة داخلية لكن في الواقع هناك حرب بين حماس وفتح ومنظمات أخرى تعمل في المنطقة خاصة في مخيمات اللاجئين حيث يمنعون الشرطة الفلسطينية دخول المخيمات بشكل سلس لان سكان المخيمات يفهمون ان السلطة تعمل وفقا للأوامر الأمريكية وبالنسبة لهم أمريكا عدو مثل إسرائيل تماما حتى أسوأ منها " ادعى الصحفي الاسرائيلي.

" يتحدث الفلسطينيون عن توتر أخر غير التوتر على خلفيات تنظيمية يتمثل بالتوتر بين سكان المدن وسكان المخيمات فحين زرت مخيم الجلزون قرب رام الله تحدث سكان المخيم بشكل قاس عن سكان المدن الذين أطلقوا عليهم اسم " المدنيين" وضد السلطة الفلسطينية " رجال الشرطة الذين يسكنون في رام الله أو أريحا يعتقدون بأننا " اللاجئين" مواطنين من الدرجة الثانية نحن جزء من هذا الشعب ويوجد لدينا حقوق أكثر من هؤلاء الذين يسكنون في المباني العالية برام الله ويأكلون الشيبس " قال احد سكان المخيم ويدعى إبراهيم للصحفي الإسرائيلي سحب ادعائه .

الأسرى المحررين يتقدمون الصفوف

تبرز بشكل خاص جهود منافسة السلطة الفلسطينية الأساسية حركة حماس في منطقة الخليل بشكل خاص حيث توصف حماس بالحركة المسيطرة هناك " تنظيميا" إضافة لبعض نشاطات السلفيين أصحاب عقيدة متطرفة مشابهة لعقيدة القاعدة التي اكتشفت مؤخرا فيما لازالت أعلام حماس الخضراء هي من يحدد اتجاه الأمور .

وفي الخليل تحديدا يعمل النشطاء تحت الأرض وتركزت في مجال " الدعوة" التي تؤسس لدعم شعبي للمقاتلين الميدانيين لكن الوضع في القرى مختلف تماما حيث يعكس رعاة الغنم الذين يتجولون في الحقول التي اكتست بالأشجار الخضراء والورود صورة غير حقيقة من الهدوء والاستقرار لان الأرياف تشكل في حقيقة الأمر منطقة عمل اساسية للخلايا " الإرهابية" حسب ادعاء الصحفي.

"يسعى نشطاء حماس والمنظمات الأخرى إلى خلق حالة من عدم السيطرة بالنسبة للسلطة تؤدي إلى أعمال إخلال بالنظام والى إصابة أعداد اكبر من الإسرائيليين لكنهم لا زالوا يفضلون عمليات الخطف ولإدراكهم صعوبة الاحتفاظ بالمخطوف حيا فتقوم خطط عملهم على خطف جندي أو مدني إسرائيل وقتله ودفن جثته في مكان سري واستخدام الجثة في مفاوضات تتعلق بإطلاق سراح اسرى وتم مؤخرا اعتقال عدة خلايا كانت تجهز لتنفيذ عمليات ووصلت التحضيرات لدرجة إعداد مكان إخفاء الجثة " أضاف الصحفي .

وادعى الصحفي الإسرائيلي محرضا على الأسرى الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم متهما إياهم بقيادة ما اسماه بالأعمال "الإرهابية" في المنطقة كونهم يتمتعون باحترام كبير داخل المجتمع الفلسطيني كونهم امضوا فترات اعتقال طويلة منحتهم صفة الأبطال داخل مجتمعهم ويعمل كبار السن منهم في مجال الدعاية فيما يعود الأصغر سنا "الشباب" إلى نشاطهم في مجال جمع الأسلحة وتخزينها والى الجانب التنفيذي من العمليات "الإرهابية ".

وأخيرا تتركز العمليات الفلسطينية حاليا في مجال إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه الجنود والمستوطنين ووقع مؤخرا حادثي إطلاق نار الأول باتجاه جنود إسرائيليين قرب "عطروت " فيما أطلقت خلية أخرى النار باتجاه سيارة قرب مستوطنة "كيدوميم " .

عدو ام صديق
يختلف الوضع في غزة التي تسيطر عليها حماس التي تهدف إلى عدم خلق فوضى وإشعال المنطقة بل بالعكس تسعى إلى إثبات سلطتها وقدرتها على الحكم.

وتتعرض حماس منذ أشهر لضغوط هائلة تتمثل بهدم أنفاق التهريب الأمر الذي أثقل كاهل نظام حماس من الناحية الاقتصادية إضافة للضائقة السياسية حيث ينظر نظام الحكم الجديد في مصر لحركة حماس كمنظمة "إرهابية " تساعد الإخوان المسلمين والمنظمات الإرهابية الناشطة في سيناء وتعمل ضد النظام الجديد لذلك ترغب حماس حاليا بالحفاظ على الهدوء مع إسرائيل ومنع المنظمات المتمردة من إطلاق الصواريخ .

تؤمن حماس حاليا بنظرية وطريق بناء القوة استعدادا للمواجهة القادمة وكما في الضفة الغربية يقود الأسرى الذين تم تحريريهم في صفقة شاليط كتائب وألوية حماس المركزية في غزة فيما تعتبر حماس عملية اختطاف الجنود العملية الذهبية بالنسبة لها لكنها تحتفظ بهذه الورقة لاستخدامها حين تندلع المواجهة الكبرى حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي .

وتدور منافسة ميدانية بين الجهاد الإسلامي الذي لا يوفر هدفا إسرائيليا يمكنه ضربه الى وقام بذلك وحركة حماس الساعية للهدوء فيما تحول قطاع غزة إلى مقر ومستقر لمنظمات أخرى غير فلسطينية جاءت من سيناء المصرية مثل أنصار بيت المقدس المؤيدة للقاعدة ويشكل الإخوان المسلمين المتواجدين في القطاع تحديا لسلطة حماس التي تحاول المناورة في ظروف غير مريحة حيث يعمل على المحافظة على التهدئة ومن حين للأخر يخفف من رقابته على المنظمات العاملة في القطاع ويتيح لها إطلاق بعض الصواريخ وزرع بعض العبوات التي تستهدف دوريات إسرائيلية حسب تعبير الصحفي معد التقرير .

وأقامت حماس خلال الأشهر الماضية نقاط حراسة على طول الحدود مع إسرائيل فيما أرسل الناطق بلسان وزارة الداخلية في غزة اسلام شهوان رسالة تحذير لإسرائيل قائلا "ان حركته لن تسمح للعدو بدخول القطاع مدعيا أن نقاط الحراسة تهدف إلى حماية الحدود من الاختراقات الإسرائيلية لكن في الواقع تستخدم هذه النقاط لهدف مغاير تماما عما ادعاه شهوان وهو منع انطلاق عمليات من غزة باتجاه إسرائيل حيث انتزع عدد كبير من قوات عز الدين القسام من مهامهم وتفرغوا لإشغال نقاط الحراسة التي تبعد عن الحدود عدة كيلومترات لكن عيون هؤلاء الحراس تنظر دوما إلى الخلف باتجاه قطاع غزة" .

ويشغل كل نقطة مراقبة حمساوية أربعة عناصر ويتم اشغال معظمها بالعناصر من ساعات الصباح حتى ساعات الليل فيما يتم إشغال البعض الأخر 24 ساعة .

والى جانب لجم المنظمات الفلسطينية ومنعها من التوجه إلى إسرائيل يقوم عناصر نقاط المراقبة بجمع معلومات استخبارية عن تحركات الجيش الإسرائيلي كما يقوم بذلك أيضا المواطنين الفلسطينيين الذين يتجولون قرب خط الحدود ما خلق وضعا خطيرا يتمثل بقيام عناصر حماس بالزي الرسمي وبأسلحتهم الكاملة بمراقبة الحدود ويقتربون منها في بعض الأحيان لمسافة تصل إلى 150 مترا فيما تجد إسرائيل صعوبة في معرفة متى يقومون بإعمال ضدها ومتى تهدف دوريتهم إلى منع المنظمات الأخرى من تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي فعلى سبيل المثال تم اكتشاف 15 عبوة ناسفة خلال الأشهر الستة الماضية زرعت قرب الحدود وهذا وضع معقد يتوجب على قادة الجيش التعامل معه .