خبر قتل المبعوث .. يديعوت

الساعة 06:15 م|07 فبراير 2014

 

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: في اسرائيل يهاجم الجميع وزير الخارجية الامريكي جون كيري دون ان يحسبوا حسابا لآثار ذلك - المصدر).

كان وزير الخارجية يجلس هذا الاسبوع في مكتبه وقد وضعت امامه صورة خبر من صحيفة "دفار" في سنة 1959 يقول إن "شركة رينو استسلمت للقطيعة العربية وقطعت العلاقات بدولة اسرائيل". ليس هذا هو الهدف الابعد الذي اتجه ليبرمان اليه. ففي 1921 مثلا اعلن العرب قطيعة مع اعمال يهودية وفي 1945 اتخذ مجلس الجامعة العربية قرار القطيعة مع كل اعمال اليهود، وبعد حرب الايام الستة وجد حظر سلاح فرنسي وبعد حرب يوم الغفران حظر نفط.

يذكر ليبرمان كل هذه التفاصيل كي يقول فقط إن هناك مكانا للتفاؤل في ضوء التجربة التي كانت لنا. فهو يقول إن كل اولئك الذين اعلنوا القطيعة معنا لم أر احدا منهم اخرج من هنا قرشا واحدا. فما بقيت الاستثمارات تؤتي ارباحا لا يسارع احد الى تنفيذ تلك التصريحات. ويقول وزير الخارجية، أنا اقترح اذا عدم الاستخفاف بتصريحات القطيعة لكنني اقترح ايضا عدم الافراط في اهميتها.

يحرص ليبرمان على ألا يقول كلمة واحدة يندد بها بوزير الخارجية الامريكي الذي تناول الآثار التي قد تصيب اسرائيل اذا لم تصغ وثيقة اطار امريكية. وذكر كيري أن الوضع الراهن بين اسرائيل والفلسطينيين والشعور بالامن والنماء الذي تشعر به اسرائيل الآن وهم فقط. وحذر مما قد يخسره الطرفان اذا لم يتوصلا الى اتفاق.

ولم يتأخر مجيء الردود البافلوفية. فقد انقض وزراء واعضاء كنيست على وجبة الطعام الاسبوعية مثل مجموعة من الكلاب المدربة تسمع رنين الجرس. فقد نشر شتاينيتس وبينيت وآخرون تصريحات اشتملت ايضا على هجمات شخصية على كيري. وكان ذلك سافرا جدا حتى إن البيت الابيض الذي يميل الى عدم التدخل وعدم دعم كيري – ربما في حال اذا فشل – اضطر الى الدفاع عنه والى أن يعلن أن الهجمات الشخصية التي وجهت اليه ليس لها أي اساس وهي غير مقبولة.

إن ليبرمان، كعادته منذ أن عاد الى وزارة الخارجية، حذر يحسب لكل خطوة حسابها. ولا تؤثر فيه صيحات "أمسكوني" ممن يدعوه "ابن العم" – أي رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت. فبرغم تصريحات بينيت هذا الاسبوع بأن الاشياء الوحيدة التي هي وهم هي شعارات السلام التي يحاول كيري أن يبيعها لاسرائيل، وإنه اذا لم تكن وثيقة كيري ملائمة لقيم حزبه فانه سيستقيل من الائتلاف الحكومي – فان ليبرمان يؤمن بأن توجه بينيت لا يختلف عن توجهه وبأنه توجه براغماتي: فما لم تتجه الجرافات الى الارض ولم تُخل أية مستوطنة ولم تُزل من مكانها – يجب القعود في صمت. وأن ننتظر ونرى ماذا سيكون. إن ليبرمان الجديد لمن لم يفهم بعد لا يؤثر فيه شيء لا التهديدات بالقطيعة ولا المبادرات ولا الوثائق. لأننا قد رأينا كل شيء هنا – من مبادرة روجرز الى مخطط كلينتون ثم الى خريطة الطريق. فماذا حدث مع كل ذلك؟.

لكن يوجد من يتأثرون. فقد كانت الوزيرة المسؤولة عن التفاوض مع كيري على منصة واحدة حينما قال ما فُسر في اسرائيل بأنه تهديدات بالقطيعة. كان ذلك في يوم السبت الماضي في مؤتمر الامن في ميونيخ وكانت المواضيع التي بحث فيها في ذلك المكان متنوعة لكن حينما اعطي وقت للاسئلة كان السؤال الاول يتناول كما هي الحال دائما الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

تقول لفني إن الكلام الذي قاله كيري في جوابه لم يكن تهديد، وهو اصلا لم يتحدث الى اسرائيل، تقول، بل الى جمهور كان يجلس هناك وبين ماذا يمكن أن نتوقع اذا تفجر التفاوض. ويشبه ذلك حال طبيب يبين لمن يعالجه ما ينتظره اذا لم يكف عن التدخين وأنه قد يعاني امراضا عدة كالسرطان مثلا، فيصيح المريض منكرا تهديده إياه. هكذا ترى لفني الانقضاض الاسرائيلي على كيري.

تعتقد لفني أنهم في اسرائيل لا يدركون مبلغ تأثير كيري ومبلغ مشاركته ومبلغ مساعدته لاسرائيل في فرص شتى كما في هورايزون 2020 أو في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. وكيف يضغط على الرباعية كي تحافظ على الخيمة فلا تدع الفلسطينيين يخرجون في منتصف التفاوض. وكيف يجعل الجامعة العربية تؤيد بل كيف يجعل الروس يؤيدون ايضا. أما هنا فانهم يشتمونه ويُشهرون به وكأنه لا يوجد غد.

لكن اولئك الذين يهاجمونه، تقول لفني، ليسوا هم الذين يهمهم ماذا سيحدث في التفاوض بل هم الذين لا يريدون لا ورقة ولا تسوية. والقناع الذي سقط في هذا الشأن ليس قناع أبو مازن بل هو قناع بينيت الذي حاول أن يقتل المبعوث في هذا الاسبوع.

تعتقد لفني انه لا سبيل عند بينيت ليجعل الجمهور يعارض التسوية ولهذا ينسب هو ورفاقه كيري الى الشيطانية وذلك كي يرفض الجمهورالذي يريد التسوية ما سيأتي به مسبقا. وتزعم ان الامر لا يتعلق بما يقوله كيري أو لا يقوله. فلو انه انشد نشيد هتكفاه لقالوا انه يحرفه. فهم يأخذون مشاعر الجمهور الاسرائيلي الاكثر عمقا بأن الآخرين لا يمكنهم اخضاعنا ويتلاعبون بها.

وتقترح لفني ان يفكر كل اسرائيلي فيما كان يشعر به لو ان وزيرا او سناتورا امريكيا هاجم وزيرا اسرائيليا بصورة شخصية وقبيحة، كيف كان شعورنا سيكون بذلك. إننا نبصق في البئر التي نشرب منها، تقول. نحن نريد وسيطا عادلا لكننا ننكل به ويجب عليه أن يتسامى فوق هذه القذارة وهو ما يفعله.

وتقول لفني يثير ذلك في نظري الاحترام.

وسألت لفني ما الذي شعرت به حينما جاءت الى ميونيخ الردود من اسرائيل على كلام كيري.

وذكرتني بأنني سألتها ذات مرة كيف شعرت حينما رأت رسالة الوعظ التي ارسلتها عضو الكنيست اييلت شكيد الى كيري. قالت آنذاك انها شعرت بالحياء. وقالت في جلسة حزبها هذا الاسبوع ان الوزراء الذين شهروا بكيري يجب ان يخجلوا. وتقول إن اولئك الذين يهاجمونه لا يريدونه اصلا. وهم يحاولون ان يقولوا للجمهور المعتدل – احذروا ولا تشتروا منه أي شيء. إن الجميع يتحدثون الى السياسة الداخلية والى جمهورهم لكنهم يتحدثون كي يموضعوا انفسهم بازاء الامريكيين ايضا.

قالت لفني حينما سألوها في ميونيخ عن توقعها من الاقتراح الامريكي انها تفترض ان اسرائيل لن تحبه لكنها تأمل ان تستطيع معايشته. يجب على الامريكيين ان يتوصلوا الى نقطة يستطيع فيها الفلسطينيون ان يعايشوه ايضا، تقول.

وسألت، هل تعتقد ان يتغير الائتلاف الوطني قريبا.

قالت كنت اعتقد ان ذلك قد يحدث، بعد تصريحات بينيت. والفرض هو انه اذا وضع اقتراح امريكي فان الائتلاف الحكومي سيتبدل لكنني لا اعلم. كان من المهم لي أن اعلم فقط أن بوغي يرى ان الامر كله جدي لا تقدير الوضع فقط وانه موجود هناك. وسألتها، ماذا قال؟ فقالت: "لن أتحدث عن احاديث خاصة".