خبر يحتفلون بلا شيء .. هآرتس

الساعة 05:40 م|07 فبراير 2014

 

يحتفلون بلا شيء .. هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

 (المضمون: لما كانت هذه الحكومة ليس لها أي خطة محددة تطلب حسم الشعب، فان الشعب المشوش يحتفل بلا شيء. المطاعم، البارات، الدسكوتات مليئة. ليلة ليلة، حتى ضوء الصباح. الى أن نكتشف ذات صباح باننا حقا أكلناها- المصدر).

كلما صعد اسم اسرائيل في الاخبار العالمية، كلما هددونا بالمقاطعة، كلما رفض ابو مازن الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، والذي هو برأي الكثيرين شرط غبي، كلما كانت الولايات المتحدة اقرب من أن تفرض علينا اتفاقا، كلما كان بيبي يقول الامر عكسه، انه لن يخلي أي مستوطنة وانه سيكون مستعدا لان يخلي قسما من المناطق بزمن محدد في نفس الوقت، وكلما كانت الحكومة مطالبة بان تتخذ قرارات تاريخية – يحصل شيء غريب: ثمة نوع ما من اللامبالاة أو الغيبوبة لدى الجمهور، تجد تعبيرها في ان اغلبية الشعب تحتفل، مثابة نأكل ونشرب، لاننا غدا سنذهب الى مطعم آخر.

باستثناء بعض السياسيين الذين يتقاتلون فيما بينهم. الوزير لحماية الجبهة الداخلية، مثلا، يتقاتل مع وزير الدفاع على صلاحيات اخرى لوزارته، فيما أن في الخلفية تنهار الشرفات ويموت الاطفال بالاختناق بسبب اهمال مبيد للحشرات حتى بدون حرب. الكثير من الريح اصدرها بيبي في موضوع ايران، ولكنه لم ينتصر حقا. فقد

تحررت ايران من العقوبات، ولكنها بقيت عمليا دولة نووية وام منظمات الارهاب المزودة على حد اقوالهم بالاف الصواريخ الموجهة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. آه نعم، وزير الخارجية الايراني اعترف بان قتل الشعب ليس أمرا جميلا. في عهد رابين اغلق الطرق الرئيسة وضرب افراد الشرطة المتظاهرين والمستوطنين بالصعقات الكهربائية، لخرقهم النظام العام. والان لم تعد هناك حماسة ذات مرة للصدام بالقوة ضد المستوطنات. رابين ايام اوسلو لم يتجرأ على أن يذكر بصوت عال امكانية دولة فلسطينية. افلم يحصل على هذا على جائزة نوبل للسلام؟ أما اليوم فهذا الموضوع ليس على جدول الاعمال. فلا توجد مظاهرات عنيفة من النوع الذي كان في اخلاء بيتحات رفيح او في فك الارتباط. واليوم يذكر الناس بغموض كم مليونا انفقت الدولة على الكفاح تحت شعار "الشعب مع الجولان" وعلى اخلاء بقايا القطط التي وضعت في مداخل منازل الوزراء.

اين هم سياسو الشرفات الذين خطبوا ضد قبول التعويضات من المانيا؟ اين هم متظاهرو اليمين الذين حملوا صورة رئيس الوزراء ببزة الـ اس.اس؟ باستثناء زعران بلاد اسرائيل الكاملة ورجال شارة الثمن ، الذين يعملون في المناطق لم يعد هناك متظاهرون منفلتو العقال. زعماؤهم يظهرون في التلفزيون وهم يرتدون البدلات وربطات العنق، وهم يخافون اكثر مما يخيفون الحكومة. وذلك بسبب أن نموذجا مثل بينيت تسلل الى داخلها برعاية العلاقة مع لبيد المحبوب وضلل بذلك قسما من الناخبين. قادة المستوطنين يثقون بقدر اكبر ببيبي في أنه لا يسير الى أي مكان، وبابو مازن في أن يواصل كونه رافضا بسبب الخوف من أنه اذا تنازل فان حماس ستقطع رأسه.

وعلى الرغم من القحط الذي فاجأ المتنبئين، فان غيبوبة الشتاء السياسي في ذروتها. احد حقا لا يعرف كيف يواجه الضغط الدولي المتراكم ضدنا. والشكر الذي نحن ملزمون به لجون كيري على جهوده اصبح حملة لذع حقيرة ضده. ومع أننا لم نجلسه على

كرسي منخفض، ولكننا أهناه بما يكفي كي نجعل البيت الابيض يقف ضدنا. نحن نقول اننا لم نقصد. لم نقصد؟ مسؤول كبير في وزارة الخارجية يتهم وزارته بعدم الاستعداد للكفاح ضد المقاطعة العالمية التي تهددنا. وعندها يعلن رجل السلام المعروف وزير الخارجية ليبرمان فيقول: "هراء. لوزارة الخارجية توجد خطط مرتبة لمكافحة المقاطعة". من؟ ماذا؟ اين؟ الان ينشغلون في مسألة من سيكون رئيس الدولة، على الا يقع لهم واحد مثل بيرس، يزق انفه في المسيرة السلمية. وهكذا يشطب عن جدول الاعمال ترشيح بيني بيغن.

وختاما، الوضع الاقتصادي معقول. حركات الاحتجاج السياسي هي الاخرى في غفوة. لا توجد حروب، وباستثناء عملية هنا وهناك ومستوطنون واثقون بان بيبي لن يتجرأ على السير حتى النهاية. ولما كانت هذه الحكومة ليس لها أي خطة محددة تطلب حسم الشعب، فان الشعب المشوش يحتفل بلا شيء. المطاعم، البارات، الدسكوتات مليئة. ليلة ليلة، حتى ضوء الصباح. الى أن نكتشف ذات صباح باننا حقا أكلناها.