تحمل نورا الخضري (54 عاماً) من سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تقاريراً تثبت مرضها بسرطان الثدي، لكنها لا تعلم أين وجهتها بعد أن أغلقت الطرق أمامها، للحصول على الأدوية الخاصة بها، ومحاولاتها الفاشلة للسفر لمصر لتلقي العلاج.
الخضري كغيرها من مرضى السرطان في قطاع غزة، يعانون الموت ألف مرة يومياً بسبب نقص الأدوية، وعدم قدرة المستشفيات على توفير العلاج اللازم لهم، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية.
السفر للعلاج للخارج قد يكون مخرجاً للمرضى ومنفذاً لطلب الحياة التي باتت صعبة في غزة، ولكن العلاج في المستشفيات "الإسرائيلية" والمصرية بات أكثر صعوبة نتيجة إغلاق المعابر وصعوبة السفر خاصةً معبر رفح جنوب القطاع.
تقول الخضري لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" وهي أم لأربعة أبناء وبنتين اثنين منهم شهداء: نموت في غزة كل يوم، نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة وعدم القدرة على تحمل المرض ومصاريفه الخاصة.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان، بضرورة الاهتمام بمرضى السرطان في قطاع غزة، والعمل على حل قضيتهم بتوفير العلاجات المناسبة لهم، والسماح لهم بالسفر للخارج لتلقي العلاج.
الدكتور حسن خلف وكيل وزارة الصحة، أكد في مؤتمر صحفي عقده بمجمع الشفاء الطبي بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان، أن مرضى السرطان يزيد عددهم في كافة محافظات قطاع غزة، ليصل حوالي 12,600 حالة (53.0% إناث و47.0% ذكور).
وأوضح د. خلف أن إغلاق معبر رفح البري حرم مرضى قطاع غزة من 30% من الأدوية والمستهلكات الطبية التي كانت تصل مرضى القطاع من المؤسسات الإغاثية والإنسانية وكانت تدخل عبر معبر رفح البري بموافقة رسمية من الحكومة المصرية.
وبين، أن إغلاق المعبر سبب اضطراريٌ جديدٌ في نقص الأرصدة الدوائية حيث وصل إلى نفاذ 141 صنف من الأدوية و470 صنف المستهلكات الطبية من القائمة الأساسية.
كما أدى لحرمان 500 حالة مرضية من السفر حيث يتنظرون بفارغ الصبر السماح لهم بالخروج عبر معبر رفح البري ممن يمتلكون تحويلات علاجية رسمية، فضلاً عن أكثر من ضعفي العدد الذين يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة ليتمكنوا من الوصول للمشافي التخصصية المصرية بسبب عدم وجود العلاجات اللازمة له في قطاع غزة مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وطالب د. خلف، المجتمع الدولي بالخروج عن دائرة الصمت الغير مبرر والانتصار لمبادئه المنادية بحصوص الإنسان والضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لرفع حصاره الغير قانوني عن قطاع غزة، داعياً مصر لفتح معبر رفح الدولي بشكل كامل أمام مصالح المواطنين والمرضى والاحتياجات الانسانية والصحية.
كما دعا العرب والمسلمين وأحرار العالم لدعم صمود أهل غزة وتعزيز الأرصدة الدوائية والمحروقات بما يكفل استمرارية تقديم الخدمة الصحية، مطالباً المنظمات الدولية والإنسانية لبذل الجهود المكثفة لتأمين النقص في الرصيد الدوائي في المحروقات وتأمين احتياجات القطاع الصحي لمواجهة التهديدات والتحديات.
وقد أظهر إحصاء طبي لبرنامج "العون والأمل" لرعاية مرضى السرطان في قطاع غزة ارتفاعاً ملحوظاً في الربع الثاني من العام 2012، في حالات الإصابة بمرض السرطان في غزة، إذ تسجل خمس حالات سرطان جديدة أسبوعياً على الأقل.
وقال البرنامج لرعاية مرضى السرطان، في بيان لمناسبة اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف اليوم، إنه ينظر "بخطورة إلى تزايد أعداد المرضى وتدني ظروف معيشتهم والنقص الحاد في الأدوية"، لافتاً إلى أنه يقدم خدماته لحوالى 1350 مريض بالسرطان، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً منذ آب (أغسطس) 2012، بمعدّل 5 حالات سرطان جديدة على الأقل أسبوعياً.
وأكد أن حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها في العام 2012 سجلت زيادة قدرها 20% عن عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في العام 2011.
وأشار إلى أن "هذا الرقم يدعو إلي القلق، لأن البرنامج لا يسجّل كل الحالات في قطاع غزة، وأن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال، وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الذكور".
وبحسب البرنامج، فإن السرطان يصيب كلا الجنسين في فلسطين، وأن حالات السرطان الجديدة المّبلغ عنها في العام 2013 توزّعت بحسب الجنس، بواقع 49.9 % من الإناث و50.1 % من الذكور، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع 45.8%من الإناث و54.2 في المئة من الذكور.
وأكد البرنامج أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، بعدما ظل السرطان لأعوام طويلة السبب الثالث للوفيات.