أوروبا تحذر

خبر تراجع حدة الهجوم على كيري بأوامر نتانياهو

الساعة 06:47 ص|05 فبراير 2014

القدس المحتلة

تراجعت حدة هجوم وزراء اليمين "الإسرائيلي" وأقطابه على وزير الخارجية الأميركي جون كيري على خلفية تحذيره "إسرائيل" من اتساع رقعة المقاطعة الأوروبية لها في حال فشل المفاوضات وقوله إنها لن تهنأ أكثر بالاستقرار الاقتصادي والأمني، وذلك بأوامر من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لوزرائه بالكف عن الهجوم في أعقاب الاحتجاج الأميركي الذي كررته أمس وزارة الخارجية الأميركية، فيما حاول الرئيس شمعون بيريز لعب دور "البالغ المسؤول" في الدولة العبرية بهدف ترطيب الأجواء مع واشنطن من خلال توجيه الشكر لكيري على الجهود التي يقوم بها لإحلال السلام، متمنياً له النجاح في ذلك.

وأضاف في رد غير مباشر على اتهامات معسكر اليمين المتشدد لكيري بتأجيج حملة مقاطعة "إسرائيل"، إن وزير الخارجية الأميركي "لم يأت الى المنطقة لمواجهة "اسرائيل" إنما لتحقيق السلام".

في المقابل، هدّد زعيم حزب المستوطنين "البيت اليهودي"، وزير الاقتصاد نفتالي بينيت بالانسحاب من الحكومة في حال تبين أن اقتراحات كيري المتوقع أن يتضمنها مسودة "اتفاق الإطار" لا تتماشى مع قيم حزبه.

وأضاف في كلمة ألقاها في اجتماع كتلة "البيت اليهودي" البرلمانية إن "الشعب اليهودي أقوى من التهديدات الموجهة إليه، وسينتصر هذه المرة أيضاً". وتابع أنه "لا يمكن شراء القيَم بالدولارات أو تحديد سعر أمن "إسرائيل"، وبلايين الدولارات لن تعيد إلى الحياة طفلاً "إسرائيلياً" واحداً يُقتل بصاروخ فلسطيني".

من جهته، حذر سفير الاتحاد الأوروبي في تل أبيب لارس فابورغ أنديرسون "إسرائيل" من أنها قد تجد نفسها في مواجهة عزلة متزايدة إذا انهارت المفاوضات مع الفلسطينيين وتواصَل الاستيطان، متوقعاً أن "تنضم شركات ومصارف وصناديق تقاعد أوروبية أخرى إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل".

وأضاف في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي" إن مظاهر المقاطعة لن تكون نتيجة مباشرة لسياسة الحكومات الأوروبية تجاه "إسرائيل" "إنما هي مقاطعات تقوم بها مؤسسات وشركات خاصة".

وأشار إلى ازدياد عدد شركات التأمين التقاعدي والمصارف التي أقدمت على قطع العلاقات التجارية مع "إسرائيل" على خلفية مشاريعها الاستيطانية الأخيرة، "وليس في وسع حكومات أوروبا التأثير على هذه الشركات وعلى مواطنين مستهلكين يسيرون طبقاً لمبادئ المسؤولية الاجتماعية".

في السياق ذاته، لفتت صحيفة "هآرتس" الليبرالية المعارضة لسياسة الحكومة في افتتاحيتها أمس إلى ان "مقاطعة "إسرائيل" باتت أمراً واقعاً عالمياً، وإن اختارت الحكومة "الإسرائيلية" إنكار هذا الواقع".

واعتبرت تحذيرات كيري بأنها نابعة عن "نظرة واقعية يحلو لسدنة الحكومة الإمعان في إنكارها".

وقدمت الصحيفة أمثلة على اتساع المقاطعة، مثل انضمام مصرف دنماركي قرر حظر التعاطي مع مصارف "إسرائيلية" لتعاطي الأخيرة مع المستوطنات، وقبله قرار مماثل من ثاني أكبر صندوق تقاعد في هولندا، وآخر أصدرته وزارة خارجية النروج شمل تعليمات لصندوق التقاعد الحكومي بوقف الاستثمار في شركتين إسرائيليتين كبيرتين. ورأت الصحيفة في هذه القرارات دليلاً على أن "إسرائيل" "تفقد شرعيتها لدى دول الاتحاد الأوروبي".

إلى ذلك، لفت معلقون سياسيون إلى أن جهود كيري للتوصل إلى اتفاق سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين تحظى بدعم تام من الرئيس باراك اوباما، معتبرين أن هذا الدعم يمنح تصريحات كيري وتهديداته وزناً كبيراً، خصوصاً تلك المتعلقة باحتمالات أن تتعرض "إسرائيل" إلى مقاطعة على غرار تلك التي كانت من نصيب نظام الأبرتايد في جنوب أفريقيا قبل أربعة عقود.