خبر تجارة سياسية-معاريف

الساعة 10:04 ص|03 فبراير 2014

تجارة سياسية-معاريف

بقلم: عوديد تيرا

رئيس اتحاد أرباب الصناعة سابقا وعميد احتياط

 

(المضمون: مظاهرة تأييد رجال الاعمال للمسيرة السياسي تلقي المسؤولية عن المفاوضات وعرقلتها على اسرائيل وحدها - المصدر).

 

وزراء، نواب والان ايضا مجموعة رجال أعمال، يتحدثون عن الاضرار الجسيمة المتوقعة للاقتصاد الاسرائيلي اذا لم نصل الى اتفاق سريع مع الفلسطينيين. عندما يقول هذا وزراء ونواب لا صلة لهم بالمفاوضات، يمكن لنا أن نحتمله ونغفر له، يعدم ارتياح. ولكن عندما يقول هذا مسؤولون يتفاوضون مع الفلسطينيين ومسؤولون في القطاع التجاري، ممن يتحملون المسؤولية في المسألة، فهذا خطير وغير مناسب. من هنا يستمد وزير الخارجة الامريكي قوله الاخير في مؤتمر ميونخ للامن بان فشل المحادثات مع الفلسطينيين سيجلب مقاطعة اقتصادية على اسرائيل. والامر ينطبق على نحو خاص بالنسبة لوفد رجال الاعمال الكبار الذين سافروا الى دافوس بهدف "دعم نتنياهو"، مثابة "عناق دب" او الادق "دفعة دب" نحو اتفاق سريع مع الفلسطينيين.

 

كل رجل اعمال مبتدىء يعرف بانه عندما يسمع الفلسطينيون الضغط العلني على نتنياهو للوصول الى اتفاق سريع – فانهم يتصلبون في مواقفهم. وعليه، فان ضغطا من هذا القبيل هو في اقل الاحوال عمل سخيف. فتصوروا انكم تجرون مفاوضات مع مورد على سعر بضاعة. انتم تجلسون امام المورد والى جانبكم رجل مشترياتكم. وبسبب موقفكم الصلب على السعر ينشأ توتر في المفاوضات مع المورد ويهدد بترك الطاولة. في هذه اللحظة الحرجة رجل مشترياتكم يفقد برودة اعصابه ويقول بصوت عال: "وافق على السعر. اذا لم توافق فنحن سنكون في وضع لا يطاق لان كل الموردين الاخرين لا يمكنهم ان يلتزموا بالجدول الزمني المطلوب لنا. فماذا برأيكم سيكون رد فعل المورد؟ هل سيوافق على السعر المطلوب منكم ام سيتصلب في موقفه؟ افترض انكم تعرفون الجواب هو أنه سيتصلب في موقفه.

 

والامر صحيح على نحو خاص بالنسبة لابو مازن، "المورد" الذي هو غير معني بتوريد البضاعة لانه يعرف بان اتفاق السلام سيخرج الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة ويؤدي الى سقوطه وسقوط رجاله. فبدون الجيش الاسرائيلي، الذي يحافظ على حكمه، ستسيطر حماس بصفتها الاغلبية الساحقة في المناطق.

 

يحتمل أن يكون المبادرون الى الفكرة فكروا بنوع من مظاهرة التضامن من القطاعات التجارية من الطرفين من أجل تسوية سياسية تؤدي الى ازدهار اقتصادي في المنطقة. ولكن حتى هذه المبادرة الساذجة اشكالية، وذلك لانها تفترض بان للقطاع التجاري في السلطة الفلسطينية وزن مشابه لوزن القطاع التجاري في اسرائيل. الظروف في السلطة الفلسطينية هي أن ابو مازن يخاف من حماس أكثر من أن يقدر قلق القطاع التجاري لديه. وعليه فان الصدى الاعلامي الناشيء هو أن رجال أعمال في اسرائيل قلقون من المقاطعات على المنتجات من اسرائيل في اوروبا لانه لا يوجد تقدم سريع في

 

المسيرة السلمية. وهم يقدرون حسب الصدى الاعلامي بان المقاطعات ستزداد كلما تأخرت المفاوضات. ونحن سنتهم بتأخير المفاوضات.