بقلم: أسرة التحرير
د. حاييم بارلوك هو طبيب، رجل أعمال، خبير في طب الأمان ومقرب من الليكود. قبل الانتخابات في 2009 تبرع بعشرة الاف شيكل لتمويل تنافس النائبة ليمور لفنات في الانتخابات التمهيدية. في 2010 عينته لفنات رئيسا لمجلس الثقافة والفن، المنصب الذي تولاه ايضا في ولايتها السابقة.
حسب القانون، فان المجلس يقدم المشورة للحكومة وللوزيرة في مجالات عمله ومسؤول عن بلورة القواعد لتخصيص الدعم الحكومي لمؤسسات الثقافة والفن. واتخذت لفني لنفسها هدفا آخر: استبدال المؤسسة الثقافية، بحيث "لا يكون المجلس مقدمة للفقاعة التل أبيبية"، بل يمنح "تمثيلا بارزا للمحيط الاجتماعي والجغرافي"، ويضم "اعضاء يشكلون تنوعا واسعا من الاعمار، مجالات التخصص والانشغال، الاصل والاراء".
وحسب تحقيق "هآرتس"، فان تعددية وزيرة الثقافة تجد تعبيرها في تعيين اعضاء في المجلس منهم معماري وشريك تجاري للرئيس بارلوك، طبيب عضو في الجناح اليميني المتطرف من الليكود وكاتب عمود في "اسرائيل اليوم" (د. درور ايدار)، لاحظت لفنات لديه "مؤهلات خاصة". على رأس دائرة الفن التشكيلي نصبت مجهولة ليست معروفة في المجال، متزوجة من مسؤول سابق في شركة تأمين تشغل بارلوك. قلة فقط من أعضاء المجلس هم مهنيون ذوو مكانة في مجالهم.
يصف نشطاء في حقل الثقافة سلوكا نزاعا الى القوة من جانب الرئيس بارلوك، ومحاولات للتدخل في التعيينات وتأخير الميزانيات. وقد استقال سبعة اعضاء في دائرة الفن التشكيلي احتجاجا على تغيير رئاسة الدائرة، واستقال المغني حنان يوفال من الجمعية العمومية للمجلس بعد ثلاث ساعات فقط، بعد أن أهانه بارلوك.
لفنات، التي تتبنى سياسة الرقابة الذاتية للمبدعين من اجل تحسين صورة الدولة في خارج البلاد والتي ضغطت على المسارح لتقديم العروض في اريئيل وانتهجت "جائزة الابداع الصهيوني" افرغت مجلس الثقافة والفن من المهنيين وأودعته في أيدي مقرب نزاع الى القوة. "مثلما في كل مكان في العالم، يتماثل الفنانون مرات عديدة مع اليسار وهكذا في اسرائيل ايضا"، شرحت في الماضي في مقابلة مع "هآرتس". وقد احتجت على أن الفنانين "لا ينصتون" لوزيرة من اليمين "وهذا يؤدي بهم الى الانقطاع عن الواقع". تسعى لفنات على ما يبدو الى فرض فكرها على المبدعين، الذين تلاحظ فيهم خصوما سياسيين، وبارلوك هو المنفذ لفكرها.
على مراقب الدولة أن يفحص في اقرب وقت ممكن طبيعة التعيينات لاعضاء مجلس الثقافة والفن، وسلوك رئيسه.