خبر انقاذ مخيم اليرموك- معاريف

الساعة 10:34 ص|26 يناير 2014

بقلم: أمنون لورد

 (المضمون: مساعدة اسرائيلية لـ 20 الف فلسطيني يعيشون في دمشق في الجوع وفي خطر المذبحة ستساهم في العلاقات بين الشعبين اكثر من كل القنوات المعروفة باسم "السلام" الشهير - المصدر).

 

مفاجأة: جدعون ليفي طرح في مقاله يوم الخميس الماضي في "هآرتس" موضوعا اخلاقيا ذا صلة: مصير الفلسطينيين المتبقين في مخيم اللاجئين اليرموك في دمشق. قبل البدء بتحليل وتشريح مبررات ليفي يجب القول: نعم، العرب الفلسطينيون هناك في اليرموك ليسوا غرباء على اسرائيل. من كل المجموعات السكانية في الدوائر البائسة في سوريا، في الشرق الاوسط وفي افريقيا. مع الفلسطينيين في دمشق يوجد رابط. رابط ضميري. ليس على أساس 1948، ولكن هذا ليس مهما.

 

وفي ضوء المذبحة التي تجري تحديدا في مخيم اليرموك، وليس من الاسابيع الاخيرة، بل منذ سنتين على الاقل، فان اسرائيل ملزمة بان تبذل مساعي الانقاذ التي تعرف كيف تفعلها. هذه المساعي يمكنها أن تكون موجهة لانقاذهم الى الاردن، او عند الحاجة ايضا لاستيعاب الاف الفلسطينيين اياهم من غربي الاردن، في بلادنا – بلادهم. لا ينبغي الخوف من هذا. فحسب تقارير مختلفة، يدور الحديث عن نحو 20 الف شخص يعيشون أزمة جوع فظيعة وخطر مذبحة. هذا ليس كبيرا على دولة اسرائيل. فبدلا من الحديث عن تقليص المساحة وتقليص تواجد اليهود في مناطق معينة في بلاد اسرائيل، فان فعلا انسانيا كبيرا مثل انقاذ 20 الف لاجيء سيساهم في علاقات الشعبين أكثر من كل القنوات المعروفة باسم "السلام" الشهير. هذا افضل من السياسة والاستراتيجية.

 

ولماذا لا نقول صراحة: يهم الاسرائيليين الفلسطينيون أكثر من أي فئة سكانية اخرى سنتناول أمرهم على التو. أنا، مثلا، لا أرى نفسي في صورة الام تريزا. ليس كل انسان ومواطن على وجه الارض يتعلق الامر به بذات القدر. مع كل الاتهامات القاسية التي لدى اسرائيل تجاه أفعال الفلسطينيين، ثمة قرب يمكن الاعتراف به وقبوله. كنا معهم وفي محيطهم منذ الصبا، رغم كل الاتهامات عن كوننا "نطلق النار ونبكي" و "نبني ونسلب".

 

والان، بعد ان وضع الموضوع على الطاولة – أنه يتعين على اسرائيل أن تساعد الاف الفلسطينيين اولئك بكل سبيل – ينبغي استغلال الفرصة لبعض الحوار او المفاوضات بين اليمين واليسار في مواضيع الاخلاق والضمير.

 

هذه فرصة طيبة لان نطرح مرة اخرى مسألة المتسللين من السودان وأرتيريا. فلو لم تكن منظمات يسارية متطرفة معينة تعنى كل الوقت بادخال الضجيج الاخلاقي والضميري في الساحة الاسرائيلية، لكان أسهل بالفعل التركيز على ظواهر لا تطاق من ناحية اخلاقية وقابلة للعناية من المجتمع الاسرائيلي على حد سواء. فعشرات الاف المتسللين لا يوجدون في هذا التصنيف. ما يمكن لاسرائيل ان تفعله حيال سكان يهود في مناطق الازمة وما تستطيع عمله حيال عرب لهم صلة بالبلاد، فان هذا ما يمكنها أن تفعله مع مجموعة المتسللين. فسلم الاولويات على قائمة قلبنا هي اضطرار لا بد منه أيضا.

 

ان اليسار المتطرف ومنظماته مذنبة في أنها تخلق عبئا زائدا على منظومة العناية المحلية وعلى المجتمع الاسرائيلي وفي نفس الوقت ينشأ الانطباع بان ليس مصلحة المجتمع والمجموعات المأزومة المختلفة في رأس اهتمامهم بل ربما شيء آخر يوجد هناك. مثل استغلال هذه المجموعات المأزومة لغرض الدعاية المناهضة لاسرائيل. مثل خلق اوضاع من عدم الاستقرار.

 

ولهذا يجب ان نذكر جدعون ليفي في هذه المناسبة بانه هو ايضا ساهم غير قليل في ادخال "الضجيج الاخلاقي" في الساحة وهكذا سدها. وهو يفعل ذلك ايضا في مقاله اياه. المذنب رقم واحد في العفن الاخلاقي الذي يحيط بالحرب في سوريا هو رئيس الولايات المتحدة براك اوباما. هذه حالة خاصة يظهر فيها ارتباط مباشر بين الانهزامية العسكرية والانهزامية الاخلاقية. لهذه الدرجة بحيث انه عندما نشرت صور الموت في التعذيب في "الجارديان"، العالم صمت حقا.