لتجاوز ضغط أمريكا الإقتصادي

خبر صحيفة : ‘فراء الدب’ الروسي خيار أبو مازن القادم

الساعة 06:56 ص|25 يناير 2014

وكالات

يطمح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أن تلعب روسيا دورا مركزيا ليس فقط في تحريك عملية السلام وفق القرارات الدولية، وإنما في إنعاش الإقتصاد الفلسطيني حال أوقف الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الدعم المقدم للسلطة الفلسطينية إذا ما تعثرت جهود المفاوضات وعملية السلام.

وقالت صحيفة القدس العربي ان الرئيس عباس الذي يعي أكثر من غيره أن انتهاء فترة المفاوضات بعد تسع شهور (قاربت على الإنتهاء)، دون الوصول إلى نتائج ملموسة أو حتى التمديد لها، وهو أمر يعارضه وتتبناه الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، سيجلب عليه حصارا إقتصاديا ربما تشارك فيه أقطار عربية، على غرار خطوته السابقة حين توجه للأمم المتحدة للحصول على عضوية لدولة فلسطين.

لاحقا وبعد أشهر قليلة ستتكشف خطط القيادة الفلسطينية التي تنوي الذهاب للأمم المتحدة للإلتحاق بمؤسساتها وهيئاتها الدولية، أي بعد انقضاء الشهور التسعة لخطة مفاوضات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، فالتوجهات في الدوائر الضيقة لصنع القرار الفلسطيني تريد هذه المرة أن يكون لديها خطط قابلة للتنفيذ، تتجاوز قرارات الحصار المالي.

ففي الأشهر التي تلت عناد عباس وذهابه وحيدا (دون توافق عربي) للأم المتحدة للحصول على عضوية ‘دولة مراقب’ لفلسطين في نهايات العام 2012، لم يجد السند العربي الحقيقي، فالرجل وقف في نيويورك يقدم طلب العضوية للجمعية العامة، دون أن يجد بجانبه أي من وزراء الخارجية العرب، وقتها كان الوزراء في قمة مع تركيا، لكن تبرير عدم الحضور لم يكن مقنعا، حينما تركهم في أنقرة نظيرهم التركي، وطار لواشنطن لمؤازرة عباس.

يقول مقربون من دوائر صنع القرار، ومن المشاركين في اللجنة السياسية التي وضعت خطة للتحرك بعد انقضاء مدة مفاوضات كيري، أن البحث عن التمويل والأموال، موضوع على طاولة البحث، وأنهم يتوقعون حصارا إقتصاديا حال فشلت أو انتهت المفاوضات دون نتائج. منهم من أكد لـ ‘القدس العربي’ أن لديهم تخوف من عدم تسديد الدول العربية النفطية ما عليها من استحقاقات مالية، وهو ما كان في السابق يحول دون تمكن الخزينة الفلسطينية من دفع فاتورة رواتب الموظفين.

وبالإستعداد لهذه الخطوة كما كشف من تسريبات نقلت عن عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحد الشخصيات التي يوفدها الرئيس في مهمات خارجية، قال إن أبو مازن يريد نزول الفلسطينيين للشوارع للتعبير عن رفض خطة كيري المتوقع طرحها قريبا، وهو ما يعني انتهاء المفاوضات دون نتائج، وبدء تطبيق الإدارة الأمريكية خطتها المعتادة المعتمدة على التضييق المالي.

ولم تنجح حتى اللحظة وبعد سبع أشهر من المفاوضات الطواقم الفلسطينية والإسرائيلية في الإتفاق على أي بند من ملفات الحل النهائي، ويدور حديث عن رفض مزدوج فلسطيني إسرائيلي لخطة ينوي كيري طرحها لتكون ضمن ‘اتفاق إطار’ يطيل عمل المفاوضات لعام آخر.

وسابقا وتحديدا مطلع الشهر المنصرم، وحين بدأ الحديث عن إمكانية فشل مفاوضات كيري، حذر مسؤولون كبار في الإتحاد الأوروبي من أن فشل محادثات التسوية من شأنه أن يخلف انعكاسات بخصوص استمرار المساعدة المالية التي تمنحها دول الإتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية.

في سبيل ذلك سعى الرئيس عباس خلال لقائه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس في موسكو، إلى التوصل إلى عدة اتفاقيات وتفاهمات إقتصادية، من بينها حسب ما كشف التنقيب عن النفط في الضفة الغربية، وحق استغلال غاز غزة، بقيمة تصل إلى مليار دولار، في مسعى منه للهروب من ضغط المحور الأمريكي، إلى الدب الروسي، المأمول منه أن يعطي بفرائه دفئا أكثر.