خبر أين يوجد مستقبل- معاريف

الساعة 10:00 ص|23 يناير 2014

بقلم: تل شنايدر

(المضمون: يئير لبيد يتحدث للطبقة الوسطى، يصنع يافطات ولا يصنع السلام، ويدير الظهر لعرب اسرائيل وللفقراء. العلامة السنوية التي يعطيها له الناخب: بالكاد ناجح - المصدر).

 

خلاصة السنة السياسية، ولا سيما حسب الاستطلاعات الاخيرة، مخيب للامال من ناحية وزير المالية يئير لبيد وحزبه "يوجد مستقبل". فبعد سنة من النجاح الباهر، 19 مقعدا في الكنيست، والجمهور لا يستجيب له بالمحبة. فمن وعد بانه يركض الى مسافات بعيدة ولن ييأس حتى لو لم يستطبه الجمهور، يفترض به ان ينفض عنه هذه المعطيات بهزة كتف ويواصل الى الامام. فقد وعد الجمهور بان يكون كل شيء جيد في غضون سنة ونصف (منذ اقرار الميزانية في تموز 2013). الوضع سيتحسن، قال. مؤكد.

 

في كانون الثاني 2015 سيكون ممكنا الدخول الى الاستطلاع الحقيقي، التنفيذي للبيد. حتى ذلك الحين سنكتفي باستطلاعات الاجواء التي تدل على ان اعجاب الناخبين في اثناء الحملة الانتخابية شيء، وتحويل الحقيبة الوزارية الاكثر كرها في اسرائيل الى ذخر سياسي هو شيء آخر اكثر تعقيدا بكثير.

 

السؤال سيكون ليس فقط هل وضع الطبقة الوسطى، التي من أجلها اخذ لبيد وزارة المالية، سيتحسن ام سيتفاقم. وليس فقط هل أزمة العقارات ستستمر. او هل سيكون تغيير في غلاء المعيشة في اسرائيل. بل وايضا هل ينصت لبيد لفقراء دولة اسرائيل، الزعبيين من بينهم. قسم هائل من طبقة الفقراء في المجتمع الاسرائيلي هم ذات الناخبين الذين تمثلهم ضمن آخرين النائبة حنين الزعبي، التي اختار لبيد اهانتها الاولى في السنة الماضية.

 

اتجاهات واضحة للتفضيلات الحزبية لـ "يوجد مستقبل" يمكن ان تفهمها انطلاقا من الخطوات السياسية للبيد. فالفقراء في اسرائيل ليسوا في رأس اهتمامه. وهو يفضل الغمز لاصحاب المال. والا كيف يمكن ان نفهم معارضة "يوجد مستقبل" لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لفحص اخفاقات الانظمة الادارية في قضية أي.دي.بي؟ فممَ يخاف؟ من اثارة استياء بنوك اسرائيل؟

 

العرب ايضا، مع أو بدون صلة بالفقر، لا يقضون مضجعه. فبعد سنة، لم تهدأ اصداء تلك الاهانة للزعبيين. وهذا الاسبوع رووا لي بان لبيد نادم ندما عميقا، حقيقيا، على ذاك القول المهين. وهو لم يكن بوسعه فقط ان يتراجع عما قاله، ولكن لبيد يقود بحزم مشروع رفع نسبة الحسم في الكنيست وهو يفهم بان الخطوة ستضر شديد الضرر بتمثيل الاقليات في الكنيست. وهكذا فان ندمه من الشفة الى الخارج. وهو لا يجد تعبيره في سياسته اليومية.

 

يحاول لبيد في الاسابيع الاخيرة ان يحقق بعض المكانة السياسية من خارج المجال الاقتصادل – الاجتماعي. وها هو جهد هائل مع حملة اليافطات في المفترقات بالنسبة

 

لالتزام حزبه والتزامه بالمسيرة السلمية. "نودع للسلام. نودع الفلسطينيين"، هكذا سميت الخطوة. ولكن باستثناء نواب الكتلة وحفنة من مؤيدي الحزب ممن خرجوا الى الميدان لم تثر الحملة صدى جماهيريا. وفضلا عن الشعار الذي بلوره رجال الاعلانات، والانفاقات المالية على اليافطات وعلى القمصان، لا توجد حول الخطوة اجواء اصيلة. فقسم من اعضاء حزبه (النائب تمنو شطه والنائب ليفمان) هم حتى أعضاء في لوبي بلاد اسرائيل الكاملة برئاسة النائب لفين. فكيف بالضبط سيودعون الفلسطينيين؟

 

من يختار ان يكون حزبا وسط يتحدث الى الطبقة الوسطى، يصنع اليافطات بدلا من ان يصنع السلام، ويدير الظهر لاقليات كبيرة في اسرائيل، سيحصل من الناخب على شهادة اداء متوسطة مع علامة بالكاد ناجح في نهاية السنة.