خبر زارع الالغام- هآرتس

الساعة 10:15 ص|19 يناير 2014

بقلم: أسرة التحرير

تبادل التوبيخات بين الدول الاوروبية واسرائيل على سياسة اسرائيل في المناطق – من الجانب الاوروبي على استمرار البناء في المستوطنات ومن الجانب الاسرائيلي على "الموقف احادي الجانب الذي يتخذونه بشكل دائم ضد اسرائيل، والذي يؤيد الفلسطينيين دائما"، على حد قول وزير الخارجية افيغدور ليبرمان – من شأنها ان تخطيء الانطباع في أن الخلاف بين الطرفين يقوم على اساس معادلات اتهام متوازنة، وان بوسع الطرف الاسرائيلي أن يحله من خلال معالجة تصريحية واستدعاء للسفراء. هذا انطباع مغلوط: فعندما تنسق مجموعة من الدول الاوروبية، الحليفة لاسرائيل – فيما بينها تفعيل ضغط دبلوماسي على اسرائيل وتحذرها من آثار سياستها في المناطق، فمعنى الامر يخرج عن نطاق الدبلوماسية ويصبح تهديدا سياسيا محظور على اسرائيل ان تحله بالشجب.

 

عندما يتناول وزير الدفاع مساعي الوساطة الامريكية ويعتبرها "مسيحانية"، عندما تقر اللجنة الوزارية ضم غور الاردن الى اسرائيل، وعندما ينشر رئيس الوزراء عطاءات لبناء 1.400 شقة في المناطق، يقترح ضم بيت ايل الى الكتل الاستيطانية التي ستبقى بيد اسرائيل ويعارض الانسحاب من الخليل بسبب "ذكريات الشعب اليهودي" – فان الدول الاوروبية والولايات المتحدة ايضا من حقها أن تستنتج بان دولة اسرائيل تفعل كل ما في وسعها كي توقف المسيرة السياسية وتقوض اتفاق الاطار الذي يكلف جون كيري نفسه عناء العمل عليه.

 

"متى في المرة الاخيرة استدعى الاتحاد الاوروبي السفراء الفلسطينيين كي يشتكي من التحريض والدعوات لابادة اسرائيل"، احتج رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي أمام خلية المراسلين الاجانب. غير أن بنيامين نتنياهو عرض معادلة كاذبة: فأحد من كبار رجالات السلطة الفلسطينية لا يدعو الى ابادة اسرائيل. واعتراض محمود عباس على بناء الاف الشقق في المناطق ليس تحريضا، بل موقف شرعي لقيادة تخاف على

 

مستقبل اراضيها الاقليمية، حين تقف بلا وسيلة حيال زخم البناء في المستوطنات لدولة اسرائيل.

 

لا يحق لنتنياهو أن يذر الرماد في عيون الجمهور بشعارات عابثة، بشجب دول اوروبا وبالهزء من الولايات المتحدة. فانعدام الصبر الذي تبديه الدول الغربية تجاه اسرائيل ليس فقط مصدر قلق بل وايضا مدخل الى فرصة سياسية، يعترف بقيمتها الان، حسب تصريحه، حتى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. على نتنياهو أن يفهم بان منصبه يستوجب منه سياسة نشطة وايجابية من أجل الحفاظ على مصالح دولة اسرائيل وليس لزرع الالغام على الدوام في مسيرة المفاوضات في صالح اثارة اعجاب اليمين المتطرف.