خبر المتاجرة بأحلامنا خط احمر.. وجدي عزام

الساعة 05:24 م|16 يناير 2014

لا يمكن لكائن من كان أن ينكر هموم الشباب القاتلة وأحلامهم التي تلامس السماء، ولكن في ظل الحصار الصهيوني المفروض على قطاعنا تراكمت تلك الهموم لتصبح صخور صلبة تتحطم عليها أحلامنا وتطلعاتنا نحو مستقبل مشرق ،فأمام أمواج الانقسام الفلسطيني المتلاطمة تقهقرت وتراجعت احلامنا وتقهقرت حتى باتت كابوس يلاحقنا في يقظتنا، وفي خضم ذلك الواقع الصعب ظهرت بعض التجمعات الشبابية الفئوية التي تعمل لصالح اجندات حزبية وآفاق ضيقة، لتقتل بريق الامل لدى الشباب الفلسطيني الذي رغم الواقع المرير لم ييأس ولم يبلغ مرحلة الضياع ألا بعد ظهور تلك التجمعات الشبابية التي تعمل لصالح جيوب من يتغنون ويتباكون ويدعون انهم يعملون لأجل الشباب والعكس هو الصحيح .

الحقيقة التي يتعجب المرء منها أن تلك الأصوات الناشطة اليوم في مجال الإعلام الجديد وتحديداً على صفحات (الفيس بوك) و(تويتر) التي تظهر بين الفينة والأخرى لتنادي بحقوق الشباب، وتطالب بتشكيل جماعات ضاغطة لانتزاع حقوق الشباب الضائعة والمسلوبة ، هي جماعات تمثل تيارات حزبية تتحمل بالدرجة الاولى مسئولية ما وصل اليه واقع الشباب من ضبابية في المشهد وضياع للحقوق، وهدر للطاقات وحرمان من الابداع والتطور...!!.

الغريب ان تلك الجماعات "المُنتفعة" على مر العصور والأزمان لم تتخلى يوماً عن اللعب على وتر العاطفة، واستغلال الشعارات الرنانة لاستهواء الشباب وإغوائهم، لكن هيهات هيهات لهم. فلم نعد نحن الشباب تنطلي علينا كل تلك الاكاذيب فارغة المضمون والمحتوى ..

وهنا اوجه السؤال لتلك الاصوات الشاذة، أليس الشباب هم من رفعوا من شأن الأنظمة التي حكمت فلسطين التي لازالت تئن من وطأة الاحتلال وبطشه؟، ألم يكن الشباب وقود الثورة والانتفاضة والانتصارات التي تحققت في تلك الحقب التاريخية الناصعة من تاريخنا شعبنا الفلسطيني ؟.

كفاكم متاجرة بهمومنا وبأحلامنا، وبتطلعاتنا، ألا يكفيكم ما جنيتم طوال تلك السنوات العجاف من حياة شعبي، لقد مللنا كل تلك الشعارات التي تنم عن نزعتكم الحزبية، ولم نعد نحتمل المزيد منها، فإذا كان ولابد فرحيلكم عن عالم السياسة نعمة ليس بنقمة واليوم افضل من غداً .

يا نشطاء الاعلام الجديد ويا من تدعون بأنكم نشطاء شباب ويا قيادة شعبنا الفلسطيني راجعوا قلوبكم وعقولكم في لحظة صفاء وتذكروا يوماً سنكون فيه سوياً سواسية أمام رب السماء والأرض.

أختم هنا أننا نحن الشباب لن نتنازل عن حقوقنا ، وسننالها رغم أنفكم، شئتم ام ابيتم سيأتي الصبح، وسنكون نحن الشباب عماد الأمة وتاج وقارها كما كنَّا، فبنا تسمو الامم وتعلو الهمم." يرونها بعيدة، ونراها قريبة، وإنا لصادقون".