خبر مؤشرات مشجعة- يديعوت

الساعة 09:33 ص|08 يناير 2014

من اكتوى بشارون يحذر من نتنياهو

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: مجموعة مؤشرات تدل على أن نتنياهو، ابو مازن وكيري يعدوننا شيئا. فلا تقولوا انه لا يمكن - المصدر).

 

درج الناس على أن يتجاهلوا ما يسمى في القيادة السياسية والامنية "مؤشرات مشجعة". فمريح لهم أن يكون هكذا هو الحال. فهم يصورون عالمهم بالوان وردية أو سوداء و "المؤشرات المشجعة" تخرب لهم فقط الصورة. ومن يطيب له أن يخرب توقعه أو أمنيته؟ قصة منسية من الماضي الضائع: عشية حرب الغفران كان هناك نحو 400 معلومة، بعضها على الاقل كان يمكن ان تصنف ضمن "المؤشرات المشجعة". ولكن قادة تلك الايام حبذوا تجاهلها. فـ "المؤشرات المشجعة" التي جاءت من مصر ومن سوريا لم تتطابق وارائهم، فالقوا بها الى سلة القمامة. وبعد الحرب هم انفسهم القي بهم الى سلة قمامة التاريخ. ما الذي يعنينا؟ الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري. الفرضية الدارجة في اوساط اولئك الذين لا يعرفون شيئا واولئك الذين يتظاهرون بانهم يعرفون هي أن كيري سيفشل في المكان الذي فشل فيه دزينة من اسلافه. فهذا منطقي جدا في صورة الوضع الحالي. وماذا اذا لم يفشل؟ ماذا سيحصل اذا ما جمع ذات صباح او في واحد من ايام الاسبوع التالية المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء الصحفيين، رئيس الوزراء يقف مع كيري او بدونه خلف المنصة او أن يقرر براك اوباما ان تخرج البشرى من واشنطن ودفعة واحدة تسقط علينا السماء مع بشائر طيبة او سيئة، كل شيء حسب الناظر؟ أنتم تدورون لسانكم الان وتقولون: لا يمكن. فرجاء سجلوا أمامكم: ممكن. لماذا؟ فهل احد ما من ملايين الاسرائيليين وعشرات ملايين المصريين كان يعرف عن نية الرئيس السادات زيارة اسرائيل؟ وفضلا عن تسريب واحد لشمعون شيفر عندنا، من كان يعرف عن اتفاق اوسلو الذي كان يحاك في الظلام؟ الزعماء السياسيون يحبون المفاجأة. فهل كيري، ابو مازن ونتنياهو يعدون لنا مفاجأة؟

 

هاكم بضع مؤشرات مشجعة أن نعم:

 

1. موقف نتنياهو من المستوطنات يختلف تماما عن سلفيه، شمير وبيغن. كم سنة وهو رئيس وزراء؟ وكم مرة زار المستوطنات؟ هل رآه احد يرقص مع كتاب توراة في كنيس في المناطق؟ هل هو الذي وعد "بالكثير من الون موريه"؟ صحيح أن في عهده اتسعت المستوطنات وبنيت المنازل، ولكن من المشوق ان نفحص وان نقارن مع البناء في المستوطنات في عهد حكم حزب العمل. هل يذكر احد ما مستوطنة في المناطق قامت في عهد نتنياهو؟

 

2. كيري تجول هنا كثيرا. وزير الخارجية الامريكي لا يستثمر كل هذا القدر من وقته من أجل لا شيء. يبحثون عن مؤيدين: كيري زار الاردن والسعودية كي يجند التأييد. التأييد لماذا بالضبط؟ لتربية الاسماك في البحر الميت، على حد قول احد ما في التلفزيون؟

 

3. صمت نسبي لرئيس الوزراء: نتنياهو يرى في التلفزيون بيته الاول، وهو يظهر فيه في كل مناسبة. في الايام الاخيرة خفض نسبة ظهوره ونبرته الحماسية. وهو يبحث كيف يتملص من المناسبات التي يمكن طرح الاسئلة عليه في نهايتها. فماذا سيقول؟ الحقيقة؟ أم سيكذب؟

 

4. موقف قادة المستوطنين من نتنياهو يمكن أن نصفه "اشتبه به واشتبه به" وهم، اكثر من الاخرين، ينتبهون الى انه لا يتحدث الا عن بناء في القدس ومحيطها ويكتفي بكلمات جميلة فقط عن بلاد اسرائيل الكاملة. يمكن أن نفهم المستوطنين: فمن اكتوى بشارون يحذر من نتنياهو.

 

5. الرسائل التي تخرج من مكتب رئيس الوزراء تشير الى نشاط كبير جدا مع كيري، عن كيري. والسياسي الخبير لا يزرع أملا عابثا لدى وسيط ككيري بلاده ستحاسب من ضلله. فالامريكيون مستعدون ان يحتملوا كل شيء الا الاكاذيب.

 

هذه بالطبع مؤشرات مشجعة ايجابا. عن المؤشرات المشجعة سلبا سيكتب الكثير في الايام القادمة. وسيطيب السماء، او لا يطيب.