خبر الأردن ينأى بنفسه عن المفاوضات خشية « تنازلات فلسطينية »

الساعة 06:28 ص|08 يناير 2014

غزة

 

يسدل الأردن جداراً حديدياً سميكاً على تفاصيل اللقاء السريع الذي جمع أقطاب الحكم الأردني بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان، الأحد الفائت، لبحث التسوية المرتقبة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويرفض كبار المسؤولين في مطبخ القرار السياسي الخوض كثيراً في شرح الموقف الأردني حيال المفاوضات، باستثناء بعض التصريحات أو التسريبات الشحيحة التي تصدر هنا أو هناك.

ووفق مسؤول أردني كبير تحدثت إليه «الحياة اللندنية» يرفض الأردن أن يكون شريكاً رئيسياً في أي مفاوضات مقبلة، بسبب «خشيته من تحمل أي تنازلات فلسطينية محتملة».

ويقول المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه «لا نريد أن نتحمل وزر تنازلات قد تقدم عليها السلطة الفلسطينية».

ويقول مسؤول آخر رفيع لـ «الحياة»، إن «القرار المتخذ حتى الآن داخل مطبخ القرار يتضمن البقاء داخل غرف المفاوضات الخاصة بالإسرائيليين والفلسطينيين، من دون الجلوس إلى الطاولة».

ويضيف أن «قرار الجلوس إلى طاولة المفاوضات مرتبط بالمصالح الأردنية العليا. إذا شعر الأردن أن مصالحه مهددة، سيجلس فوراً من دون تردد».

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أعلن أمس في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إن الحديث عن سيادة الجيش الإسرائيلي على الشريط الحدودي في غور الأردن مع إسرائيل «أمر مرفوض أردنياً».

وأضاف أن «الأردن يطلع الآن على مجريات المفاوضات ومن حقه أن يطلع عليها».

ونفى الوزير أي مقترحات جاهزة قدمها كيري لفرضها على المملكة، قائلاً «لم يفرض شيء على الأردن، ونحن دولة ذات وزن، وأولوياتنا معروفة».

ولفت إلى أن قضية ترسيم الحدود مع فلسطين، في حال نجاح المفاوضات وإعلان الدولة الفلسطينية «سيخضع لاعتبارات مصالح الأردن العليا».

وأكد «عدم المسّ بمصالح الأردن عند الحديث عن أي ترتيبات أمنية لاحقة ضمن المفاوضات».

وقال: «عندما نتحدث عن الترتيبات الأمنية في غور الأردن تجب مراعاة المصالح الأردنية».

وكان لافتاً في البيان الذي وزعه الديوان الملكي الأردني عقب زيارة كيري، تأكيد الملك عبد الله الثاني «استمرار بلاده في دعم جهود السلام، بما يحفظ مصالحها العليا».

وهذه المرة الأولى التي يشير فيها خبر أردني رسمي إلى أن عمان ستدعم المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية ما دامت تحمي وتراعي مصالحها العليا.

وفي هذا الخصوص، قال رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري، إن الربط الأردني بين دعم المفاوضات ومصالح المملكة العيا «دليل على تأييد رسمي حذر، علماً بأن المسؤولين الأردنيين مطلعون على تفاصيل المباحثات».

وأضاف: «سمعت أن كيري والإسرائيليين يتحدثون عن اعتبار اللاجئين الفلسطينيين في المملكة أردنيين، بينما في الضفة الغربية فلسطينيين. والسؤال ما هو موقفنا وموقف الفلسطينيين لو كان فعلاً هذا ما يبحثون به».

وكانت شخصيات أردنية رفيعة حذرت خلال الأيام الفائتة من مفاوضات سرية بين إسرائيل والفلسطينيين، ورأت أنها قد تؤثر على المصالح الأردنية.

وإلى جانب رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس مجلس الأعيان الحالي معروف البخيت، الذي طالب بلاده بالجلوس فوراً إلى أي طاولة مفاوضات مرتقبة، حذر رئيس مجلس النواب السابق والنائب الحالي عبد الهادي المجالي أمس، من «مفاجآت غير سارة» يمكن أن يشهدها الأردن خلال الأشهر القليلة المقبلة على صعيد المفاوضات وغيرها، لا سيما في ظل ارتباك المشهد الإقليمي.