خبر الحفرة الحقيقية -معاريف

الساعة 10:47 ص|02 يناير 2014

الحفرة الحقيقية -معاريف

بقلم: ياعيل باز ميلميد

(المضمون: يعلون ليس مصنوعا من مادة ينتج منها الزعماء. تفكيره عديم الرافعة وعديم الاساس واقواله تثير التخوف من أن شيئا ما في السياسة الامنية الاسرائيلية عليل - المصدر).

 

اسمه يصعد بين الحين والاخر كمرشح محتمل للحلول محل نتنياهو في رئاسة الليكود، وربما ايضا لرئاسة الوزراء. وهو يمسك باحدى الحقائب الحكومية الاهم ولا يكثر من المقابلات الصحفية، او الحديث على الاطلاق. موشيه بوغي يعلون هو اغلب الظن وزير دفاع جدير للغاية، ضرب حظه لان يؤدي هذا المنصب في وقت ولاية بيني غانتس كرئيس للاركان، مما يعني الهدوء المبارك في جبهة العلاقات بين القيادة العسكرية والسياسية. ولكنه ليس مصنوعا من المادة التي ينتج منها الزعماء. ايجابا كان هذا ام سلبا. فليس له كاريزما على الاطلاق، وبقدر ما يبدو الامر ليس له رؤيا او نظرة الى البعيد – الى اين يريد أن يأخذ باسرائيل.

 

اذا ما حاكمنا الامور حسب ما قاله في لجنة التوقعات في صحيفة "كلكليست" فانه يريد أساسا ان يبقي الامور كما هي. برأيه النزاع بيننا وبين الفلسطينيين "لن يحل في المدى المنظور". ومن أجل تأكيد أقواله المتوقعة وعديمة الاهتمام، يعطي مثالا المعضلة التي تقف امامها اسرائيل: "اذا كانت البدائل هي مقاطعة اوروبية أو صواريخ من نابلس ورام الله على مطار بن غوريون، فاني افضل المقاطعة الاوروبية". مثابة – من الافضل للمرء ان يكون شابا، سليما وثريا من أن يكون شيخا، فقيرا ومريضا. فليس هناك من لن يختار تلك المقاطعة الاوروبية على الصواريخ على مطار بن غوريون. ولكن السؤال هو هل هذه هي حقا البدائل؟ هل حقا يعتقد وزير دفاع القوة العظمى العسكرية التي تسمى اسرائيل بان الفلسطينيين سيطلقون الصواريخ نحو مطاب بن غوريون بشكل متواصل ولهذا فان من الافضل جعل اسرائيل دولة منعزلة، منقطعة، منبوذة في اوساط الشعوب وتدفع ثمنا علميا واقتصاديا جراء ذلك.

 

لو كانت هذه الجملة قالتها النائب ميري ريغف، لهززنا الرأس مرتين، ثلاثة وانتقلنا الى ما يلي ذلك. لا توجد امكانية للتعقيب على كل هراء تخرجه هذه المرأة من فمها، وبشكل عام بصراخ عالٍ. هذا نوع من الديماغوجيا الذي تحبه جدا إذ يعطيها ربع عنوان آخر في حملة التهريج التي تديرها، في ظل هتاف قسم من اعضاء مركز الليكود. ولكن عندما يقول وزير الدفاع ذلك، بصوت هاديء وفي ظل قناعة داخلية عميقة، يسترق الى القلب الخوف بان شيئا ما في السياسة الامنية لاسرائيل عليل.

 

يحتمل أن يكون مجنون ما في الجانب الفلسطيني يقرر اطلاق صاروخ نحو مطار بن غوريون بل وينجح في الاصابة. فالضربة التي سيوقعها الجيش الاسرائيلي على المدينة التي انطلق منها الصاروخ ستكون أليمة بحيث لا يكون ممكنا للصاروخ الثاني ان ينطلق على الدرب. وحتى الاكثر جنونا من بين الفلسطينيين يفهم هذا جيدا. فهل باسم هذا التهديد الغريب ينبغي لاسرائيل أن تستعبد كل مستقبلها، الذي قسمه الاكبر يأتي من التعاون مع اوروبا، لتصبح دولة منعزلة مثل جنوب افريقيا في ثناء نظام الابرتهايد.

 

يعرف يعلون نهج العالم الغربي تجاه دول الشرق الاوسط كحفر. يبدو أن الحفرة الحقيقية هي هو. خير يفعل اذا ما درس بعناية التاريخ القصير لجنون افريقيا اياها فلعله يفهم عندها بانه لا يمكن لاي دولة ان تصمد حقا في وجه مقاطعة اوروبية متواصلة. لا يوجد واقع كهذا. مثلما لا يوجد واقع يطلق فيه الفلسطينيون المرة تلو الاخرى الصواريخ نحو مطار بن غوريون.

 

أؤمن بصدق وزير الدفاع. ولهذا واضح بان التفكير عديم الرافعة وعديم الاساس لديه هو بالفعل السياسة التي يعتقد أنه يجب اتخاذها، ولا توجد هنا محاولة

 

لاعجاب الناخبين في الانتخابات التمهيدية القادمة. فرضية عمل من يعتقد انه محظور التغيير في شيء الوضع القائم، هي ان أحدا لا يفهم افضل منا عقلية العرب وزعمائهم، ومن يعتقد، مثل الاوروبيين انه يمكن تغيير الواقع هو غبي غير صغير، يتجاهل الواقع. وعليه، فنحن وحدنا نعرف، وسنعرف ايضا في المستقبل كيف ندير النزاع.

 

كيف؟ لا نديره. ندعه، لا نلمسه. يبدو، ربما بضع عشرات السنين سيحصل شيء ما. في مثل هذا الوضع سيحصل بالفعل. بل وكثيرا. ولكن ليس للنزاع. فلدولة اسرائيل ستحصل امور خطيرة للغاية.