بعد 40 عاماً من الخبرة..

بالصور غزة: طبيب جراح يعيش بين الفئران في كراج خردة قذر!

الساعة 01:00 م|29 ديسمبر 2013

غزة ( تقرير خاص)

"لا أهل ولا وطن ولا نديم ولا سكن".. ذلك وصفٌ جامعٌ مانعٌ لحياة شخص عزيز متعلم مثقف مارس مهنة الطب "تعليماً وتطبيقاً" لأكثر من اربعين عاماً في مختلف الدول العربية والإسلامية حتى وصل علمه إلى جنوب شرق أوروبا حيثُ "جمهورية البوسنة"، ليستقر في غزة داخل غرفة ليعيش مع "الفئران" .

د.عثمان عبدالنبي دارت عليه الأيام والمحن والخطوب حتى أضحى بعد أن سأم الوحدة وقرر العودة إلى قطاع غزة بعد أن كانت قوات الإحتلال طردته منها عام 1967م؛ نتيجة تصديه لها عند احتلالها للقطاع هو ومجموعة من الشباب "الفدائيين".

بعد ذلك القرار المصيري الذي اتخذه عثمان بالعودة للقطاع من " سراييفو " عاصمة البوسنة التي كان قد لجأ إليها عبر الأمم المتحدة بعد أن طُرد من ليبيا على يد العقيد معمر القذافي وذلك عندما انتقده في صحيفة الجمهورية في خاطرة تدافع عن اللاجئين الفلسطينيين في ليبيا ليستقر عثمان بعد ذلك العُمر ليكون مصيره في كراج ميكانيكي من أهل الخير في غرفة مليئة بالجرذان ولا تصلح للعيش الآدمي علاوة على أنها تفتقد للماء ومقومات الحياة.

د.عثمان سببه الوحيد فقط أنه أراد العودة إلى وطنه ولذلك السبب حرمته البوسنة والأمم المتحدة من كل حقوقه وأتعابه المالية والقانونية، ما أدى إلى فقدانه كل مدخراته التي عمل على جمعها خلال فترة عمله، ليدخل بعد ذلك في حالة صحية صعبة.

 

على شفير الموت!

ويعاني الطبيب الجراح من أمراض عدة حيث يعاني من ضعف عام بالجسد، إضافة إلى التهابات رئوية شديدة، وفقدانه للبصر في العين اليمنى، و50% من العين الأخرى، وهشاشة في العظام، علاوة على أنه بحاجة إلى أدوية مصيرية بالنسبة لحياته وتغذية صحية وهي شبه مفقودة لديه.

 لم يتزوج الطبيب عثمان نتيجة حالة التنقل والتيه التي فرضت عليه، وكان يخشى الزواج بسبب حالة التنقل الدائم التي كانت تفرض عليه من قبل الأنظمة السياسية التي كانت تقصيه نظراً لفلسطينيته ودفاعه عنها.

يقول الطبيب عثمان وهو جالس بين الخردة وهو يبكي بكاء حاراً :"أهكذا يُكرم العلماء، أهكذا يكون مصير الأطباء، طوال عمري لمدة 70 عاماً كنت عطوفاً على البشر، لكن اليوم أصبحت أتلمس من يعطف علي ولا أجده، مصيبتي كبيرة في وطني".

ويضيف عثمان صاحب عشرات المؤلفات في الطب :"مصيبتي ليست إنسانية بقدر ما هي مصيبة وطنية إنسانية بامتياز ماذا أقول بعد تلك الشيبة من العمر، وتستضيفني عائلة لا أعرف عنها شيئاً ماذا أقول في وطن لم يوفر لي شيئاً من الكرامة بعد أن دارت علي الحياة وتعرضت جوراً للنصب الدولي".

وتابع بحرقة وهو يتحسس شيبته :"دارت علي الحياة ولم أجد أي أحد من عائلتي لمساعدتي ولي أخ وحيد يعمل في الولايات المتحدة، ولكن بعد أن علم بوضعي وخسارتي لأتعابي وإنني أصبحت عالة لم يتصل بي ويرفض مكالماتي".

 

عالة ومناشدات

وما يُشعرُ الطبيب -حديث تقريرنا- بالغضاضة شعوره أنه تحول إلى عالة على الناس الذين استضافوه، الأمر الذي أتعبه واثر على حالته المزاجية والنفسية.

حاول ذلك الطبيب أن يتقدم إلى الهيئات الدولية والحكومية الرسمية والجمعيات الأهلية لتوفير احتياجاته إلا أن محاولاته باءت بالفشل وتقابل بالصلف والجلافة واللامبالاة، والرد الوحيد له في وطنه هو "أصبر"، لكن ماذا سيجني صبره بعد ذلك العمر وتلك الحالة.

جل ما يطلبه ذلك الطبيب الفلسطيني بيت يستر عورته، ويحفظ كرامته، وحمام متواضع يقضي فيه حاجته، وسرير نظيف بعيداً عن الفئران، وغرفة دافئة، وفرشاة أسنان ناعمة، وخبزة طرية، ورحمة بعد ذل عاشه، ووطن يسعه، وحكومة تستجيب له.. أفلا يستحق!.

 

د. عثمان في السبعين من عمره "يطرق جدار الخزان" .. ويطالب..

الجمعيات والهيئات الحقوقية الفلسطينية والدولية.. بالنظر إلى حالته إذا كان الإنسان هو هدفهم.

الحكومة بغزة ورام الله.. إذا كان يعنيهم المواطن الفلسطيني وكرامته.

المؤسسات الدولية.. إذا كان يعنيهم حقوق المواطنة وحق اللجوء الذي كانوا قد تعهدوا له به.

الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية.. إذا كان هدفهم إغاثة الملهوف.

المواطن الكريم.. يناشد فيكم عثمان نخوة الأخوة والعروبة والإسلام

الفصائل الفلسطينية.. إذا كان هدفها تدعيم المواطن الفلسطيني في أرضه والعمل على ثباته والحفاظ على كرامته.


مأساة د. عثمان بالصور


عثمان في الكراج..


تصوير: داوود ابو الكاسطبيب
-
طبيب

عثمان يتفقد بعض مؤلفاته في الطب
طبيب
-

طبيب

عثمان في لحظة ذهول
طبيب
عثمان يستعرض بحرقة شهادته العلمية
طبيب

حمام عثمان
طبيب
مطبخ عثمان
طبيب
-
طبيب
-
طبيب
-
طبيب
-
طبيب
-
طبيب
-
طبيب
رسالة عثمان الى الحكومة بغزة
طبيب
تقرير طبي يوضح حالة عثمان الصحية المتدهورة والخطيرة


طبيب