خبر الصمت سيساعد بولارد- هآرتس

الساعة 09:24 ص|24 ديسمبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

عقوبة السجن التي فرضت على جونثان بولارد ستنتهي بعد نحو سنتين بختام 30 سنة. وذلك على فرض أن النيابة العامة الامريكية لن تطالب باقناع القاضي بعدم تحديد المؤبد الذي فرض عليه على التجسس. لا يوجد أي مبرر جدي يدعم الاعتراض على تحديد عقاب بولارد بعد ثلاثة عقود. كثيرون جرائمهم أخطر من جريمته، بما في ذلك القتلة، يتحررون في نهاية فترة أقصر.

 

في ظروف مختلفة يحتمل أن يكون الاعراب عن الندم من جانب بولارد على فعلته، صحته العليلة والتبادلية المقبولة في علاقات الدول التي تجمع المعلومات

 

الاستخبارية الواحدة في داخل الاخرى، كان سيحقق تحريره من السجن بعد سنوات قليلة. ولكن حكومات اسرائيل عملت خلافا لمصلحتها ولمصلحة بولارد، خلافا للعقل السليم والسلوك الدبلوماسي المرغوب فيه دوما، ولا سيما تجاه أكبر اصدقاء اسرائيل في العالم وأكثرهم سخاء. فقد سمحت هذه الامور للوحدة التي وصفت لاحقا بانها "عاقة" وعملت دون رقابة مناسبة في وزارة الدفاع، "مكتب علاقات الاستعلامات" بالتجنيد والتفعيل بالاهمال ليهودي امريكي استخدم في استخبارات سلاح البحرية وتلقى تعويضا ماليا على جهده. وهكذا عرضوا للخطر العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، اثاروا من جديد مسألة الولاء المزدوج لليهود الامريكيين وحفزوا اسرة الاستخبارات وانفاذ القانون الفيدرالي على البحث في داخل الادارة على مزيد من البولارديين. واضافت حكومات اسرائيل خطيئة على الجريمة حين كذبت على المحققين الامريكيين، حاولت اخفاء تفاصيل ولفت بولارد بهالة من البطولة، الضحية، أسير وسجين صهيون. وكل هذا فاقم أزمته، احيانا مقابل صورة مشتركة معه في الصحيفة أو في التلفزيون.

 

والان، بعد أن انكشفت وثائق سنودن، والتي تفيد بان الولايات المتحدة تنصتت على رؤساء وزراء ووزراء دفاع في اسرائيل، يسارع وزراء في الحكومة الى القفز على العربة والدعوة بصخب لتحرير بولارد. وتأتي هذه الدعوات أساسا موجهة الى الناخبين الاسرائيليين، ولكن فيها ما يضر بالهدف نفسه. فاذا كان هؤلاء الوزراء متحمسين حقا لرؤية تحريره، فان عليهم ان يوقفوا حملة الضغوط الصاخبة التي دفعت حتى الان بسجانيه فقط الى توثيق قيوده أكثر فأكثر.

 

على الجهود أن تتركز على تحقيق تفاهم هادىء حول تحديد العقوبة الى تشرين الثاني 2015. ومن تلك اللحظة يحتمل أيضا أن تفتح الطريق لتلطيف باقي العقاب. اذا كان احد أسلاف نتنياهو ان ضبط النفس هو قوة فيمكن لنتنياهو أن يقول في حالة بولارد ان السكوت هو حكمة.