خبر « مزحة » هولاند تثير أزمة ديبلوماسية بين فرنسا والجزائر.. وهولاند يبدي أسفه

الساعة 07:10 م|22 ديسمبر 2013

وكالات

أعربت السلطات الجزائرية عن "الارتياح"، إثر تعبير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "أسفه العميق"، لتأويل مزحة في شأن أمن الجزائر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن المتحدث باسم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.

 

وقالت الوكالة: "اطلع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بارتياح على البيان الذي اصدره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خصوصاً مشاعر الصداقة التي يكنها إلى الجزائر، واحترامه الكبير لشعبها".

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، إنه "من المنتظر أن يكون واقع وآفاق الشراكة الاستثنائية بين الجزائر وفرنسا، محل تبادل آراء في مناسبة المكالمة الهاتفية التي سيتلقاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من نظيره الفرنسي الرئيس فرنسوا هولاند".

 

وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان أن "الجميع يعرف مشاعر الصداقة، التي يكنها فرنسوا هولاند للجزائر، والاحترام الكبير لشعبها، كما أثبتت زيارة الدولة التي قام بها في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والخطب التي ألقاها".

 

 

وأوضح البيان أن "هولاند يعرب عن أسفه العميق لتأويل تصريحاته، وهو سيتباحث في شأنها مباشرة مع الرئيس بوتفليقة".

 

واعتبرت الرئاسة الفرنسية أن الانتقادات التي صدرت في فرنسا والجزائر، إثر المزحة حول الأمن في الجزائر من جانب الرئيس فرنسوا هولاند، تشكل "جدلاً لا أساس له"، لافتةً إلى ان هولاند سيبحث الأمر مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

 

وتسعى الرئاسة الفرنسية إلى التقليل من أهمية الحادث الديبلوماسي بين فرنسا والجزائر، إثر مزحة للرئيس فرنسوا هولاند في شأن الأمن في الجزائر، ورأت أنها مجرد "مزحة خفيفة".

 

وقال مسؤول مقرب من الرئيس الفرنسي إن "الأمر يتعلق بمزحة خفيفة كان يمكن أن تستهدف أياً كان في أي بلد، وليست لها دلالة خاصة بالنسبة إلى الجزائر". وأضاف إنه "ليس هناك توتر بشكل خاص في مستوى السلطات الجزائرية"، وذلك بعد أن انتقدت الجزائر ما وصفته بـ"الحادث المؤسف، الذي من شأنه التقليل من روح التعاون بين البلدين".

 

وكان هولاند قال في 16 كانون الأول/ديسمبر مازحاً، أمام مجلس المؤسسات اليهودية في فرنسا، إن "وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس عاد من الجزائر سالماً"، قبل أن يضيف: "هذا في حد ذاته إنجاز". وكان فالس ضمن وفد رئيس الوزراء الفرنسي الذي زار الجزائر منتصف كانون الاول/ديسمبر.

وأثارت هذه الجملة ردود فعل شديدة في الجزائر، وانتقادات حادة من المعارضة اليسارية واليمينية في فرنسا.

 

وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أمس السبت، إنه "من الواضح أن الأمر يتعلق بتقليل من قيمة الروح التي تسود علاقاتنا، وكذلك الواقع الذي يمكن للوفود الفرنسية وحتى الأخرى أن تلاحظه في خصوص الوضع الأمني في الجزائر".

وأضاف: "لقد أنهينا سنة 2012 بنجاح كبير لزيارة الدولة التي قام بها الرئيس فرنسوا هولاند إلى الجزائر. وعام 2013 لم ينته بعد، ولا نرغب في أن ننهيه على إيقاع سيء، ونأمل أن نجد في الأيام التي تفصلنا عن نهاية هذه السنة وسيلة لطي صفحة هذا الحادث المؤسف".

 

ودعا رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها فاروق قسنطيني، أمس السبت هولاند إلى "تقديم اعتذار عن تصريحاته المستفزة ضد الجزائر".

وفي باريس ندد قسم من الطبقة السياسية بتصريحات هولاند.

ووصفها زعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلونشون بأنها "مثيرة للغثيان"، فيما وصفها جان فرنسوا كوبي، القيادي في اليمين المحافظ بأنها "انحراف لفظي" وتصريحات "غير مناسبة".