خبر تتوقع موجة كيري.. يديعوت.. بقلم: اليكس فيشمان

الساعة 04:37 م|20 ديسمبر 2013

بقلم: اليكس فيشمان

          (المضمون: تتوقع موجة عاصفة من وزير الخارجية الامريكي تتجه الى اسرائيل اذا لم يتم تقدم في المسيرة السياسية، فعلى اسرائيل أن تستعد لذلك – المصدر).

          استأجرت وزارة الخارجية الامريكية لمنتصف شهر كانون الثاني أكثر من خمسين غرفة في واحد من الفنادق الفخمة في القدس. إن انقضاض وزير الخارجية الامريكي جون كيري على نتنياهو وأبو مازن يدخل الفترة الحرجة التي تضغط على الميدان كله. إن جزءا لا يستهان به من فريق كيري في المسيرة السياسية الذي كبر ليصبح نحوا من 130 شخصا، ينوي أن يغادر واشنطن وينزل في القدس ليقعد على وريد ديوان رئيس الوزراء مباشرة.

          إن العاصفة الثلجية التي ألمت بالقدس ورام الله في الاسبوع الماضي قد تكون روضة اطفال اذا ما قيست بالعاصفة الدولية التي يُعدها وزير الخارجية كيري للمنطقة. واذا كانوا في اسرائيل ينوون الاستعداد للعاصفة السياسية كما استعدوا للعاصفة الثلجية فيبدو أن رئيس الوزراء تنتظره عدة اسابيع من العرق البارد. إنهم في اسرائيل يرون أن كيري نموذج وسواسي مع ابتسامة متفائلة تثير الغضب.

          يأتي في هذا الاسبوع للزيارة الثانية عشرة (!) للمنطقة منذ تولى منصبه. "كيف يمكن أصلا اجراء تفاوض موضوعي مع شخص كهذا يبعثه تصور رسالة خلاصية؟" احتج مسؤول رفيع المستوى في القدس مشارك في الاتصالات هذا الاسبوع سرا. لكن كيري فشل الى الآن في الحقيقة، فقد عوّج سيره وانتقل من استراتيجية الى استراتيجية ولم ينجح في نقل الطرفين عن مواقفهما.

          بعد ذلك وللطمس على رقصته الدبلوماسية الفاشلة أوجد العاملون معه منطقا ما يفسر السلوك. فقد زعموا أن كيري انشأ من البدء خطة فيها عدة مراحل. المرحلة الاولى: "اخراج البخار" (الغضب). فقد حصل الاسرائيليون والفلسطينيون على قاعدة ليقذف بعضهم بعضا بالاتهامات المتعلقة بما جرى في الماضي ولينظفوا المائدة. وفي المرحلة الثانية تولى الامريكيون القيادة بقيادة مارتن اينديك في محاولة لتحريك مسيرة غائية.

          وبدأت المرحلة الثانية بأنها تباحث في الحدود والأمن، واستمرت بعد ذلك لتكون تباحثا في قضايا أمنية فقط. ورفض الفلسطينيون هذه المرحلة ولم يتم تقبلها في حماسة في القدس ايضا، فالنتيجة صفر، لكن كيري متفائل. فهو لا يعترف ولن يعترف بالفشل لأن هذا الاعتراف سيحطم التفاوض في اليوم نفسه.

          وقع كيري وفريقه في الشرك التقليدي الذي وقع فيه وسطاء سابقون وهو أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة، أو الحدود أم الأمن. إن الاسرائيليين غير مستعدين للتباحث في الحدود بلا اتفاق على المواضيع الامنية، والفلسطينيون غير مستعدين للتباحث في الأمن من غير أن يعلموا ما هي الحدود الدائمة. واستقر رأي كيري على أن يختار البيضة خصوصا وأن يتحدى نتنياهو فقال لنضع الحدود جانبا ولنتحدث في الأمن فقط. وهكذا عرض رئيس فريقه الامني الجنرال جون ألين قبل أكثر من شهر على الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع بحثا تم في مدة اشهر طويلة بتنسيق قريب مع شعبة التخطيط في هيئة القيادة العامة تناول الترتيبات الامنية. ودرس جهاز الامن البحث ونقل ملاحظات وعُرض على نتنياهو ايضا قبل اسبوعين.

          تزعم مصادر امريكية أن نتنياهو لم يرفض الخطة بل إنه قال إنه مستعد لقبول أجزاء منها لكنه أضاف تحفظا وهو أن جهاز الامن عنده ملاحظات كبيرة الوزن والى أن يرضى فثم صعوبة في تأييد الخطة. أو بعبارة اخرى: أرسل نتنياهو الامريكيين لاقناع حبة الجوز الأصعب كسرا، أي وزير الدفاع بوجي يعلون. فمن المريح لنتنياهو أن يتلفف بيعلون مثل ورقة تين. ولن يُخيب يعلون الذي لا يُكثر الثقة بالطرف الفلسطيني، هذا اذا لم نشأ المبالغة، لن يُخيب ظنه.

          لم يتحمس أبو مازن كالمتوقع للافكار الامنية للجنرال ألين، واهتم الفلسطينيون بأن يُسربوا تلك الأجزاء المريحة لاسرائيل في الخطة. فعلى سبيل المثال تقضي خطة ألين بأنه يجب أن يوجد وجود عسكري اسرائيلي في طول نهر الاردن مدة عدة سنوات، ويشمل ذلك محطات انذار. ولم يقبل الامريكيون ايضا طلب الفلسطينيين وجودا امريكيا أو دوليا آخر بدل الجيش الاسرائيلي، وتتحدث الخطة عن تنسيق اسرائيلي فلسطيني في الدفاع عن حدود الاردن. وتظهر في الخطة ايضا توصية بوجود اسرائيلي خفي في المعابر الحدودية لضمان مراقبة اسرائيلية في الوقت المناسب على الداخلين والخارجين.

          إن ما بدا للفلسطينيين ميزة لاسرائيل من طرف واحد استُقبل في البلاد في تشكك. فعند جهاز الامن اسئلة كثيرة تتعلق بعدد القوات التي سينشرها الجيش الاسرائيلي في غور الاردن، وبصورة النشر (في طول المحاور أو في طول النهر فقط، وماذا سيكون عرض الشريط الذي سيسيطر عليه الجيش الاسرائيلي)، وكم ستكون مدة النشر (هل سبع سنوات أم عشرا؟)، ومن يحدد متى يترك الجيش الاسرائيلي، وهل يكون ذلك أجلا متشددا أم بحسب التطورات.

          يوجد بين اسرائيل والولايات المتحدة تفاهم أساسي يرى أن استقرار النظام في الاردن عنصر حاسم في قرار متى يترك الجيش الاسرائيلي غور الاردن. أما الفلسطينيون من جهتهم فغير مستعدين لأن يسمعوا عن أي وجود للجيش الاسرائيلي في المناطق التي ستنتقل اليهم، فهم يرون أن الموافقة على وجود عسكري اسرائيلي في ارض فلسطينية ستؤبد الاحتلال.

          وهكذا، وبرغم أن كيري وعد أبو مازن بأن يأتيه مقابل موافقته على الترتيبات الامنية، بموافقة اسرائيلية على اجراء التفاوض على أساس حدود 1967، لم يرضَ أبو مازن عن ذلك. فغضب كيري وهدد الامريكيون – دون نجاح – بتأجيل الدفعة الثالثة من الافراج عن السجناء. وفي هذه الاثناء اذا لم تقع ازمة سيفرج عن الدفعة الثالثة في 29 كانون الاول.

          إن الجزء الذي لم يُنشر من الخطة الامريكية الشاملة المتعلقة بغور الاردن هو حقيقة أن الامريكيين سيطلبون الى اسرائيل أن تخلي – بالتدريج في خلال ثلاث سنوات أو اربع – المستوطنات في غور الاردن وتُمكن الفلسطينيين من بدء اسكان الناس في المنطقة. إن بلدات الغور فضلا عن أن الحكومة الحالية تراها جزءا لا ينفصل عن ارض اسرائيل، هي 6 بالمئة من مساحة الضفة. فاذا أصرت اسرائيل عليها فستضطر الى أن تعطي الفلسطينيين 6 بالمئة اخرى من داخل اراضي الخط الاخضر. وهذا منديل أحمر.

          الهدف: جائزة نوبل

          برغم أن خطة ألين كما هي الآن، لا يقبلها أحد الطرفين، فانها ستكون في قلب "اتفاق الاطار" الذي سيعرضه كيري في منتصف كانون الثاني.

          إن "اتفاق الاطار" هو اختراع امريكي جديد – قديم يُستل في كل مرة يُدفع فيها التفاوض الى حرج. وفي الاتفاق الذي يصاغ الآن ثلاثة عناصر. الاول وهو الذي يفترض أن يطمئن أبو مازن، هو تحديد التسوية الدائمة: كيف ستبدو التسوية النهائية بين الطرفين. والثاني، كيف سيجري التفاوض منذ اللحظة التي يقبل فيها الطرفان مبدأ اتفاق الاطار. والثالث، ماذا ستكون التسويات المرحلية وأي التغييرات ستجري على الارض حتى احراز التسوية الدائمة.

          إن هذا الحل الخلاق لاتفاق اطار يرمي قبل كل شيء الى تمكين كيري من تجاوز العقبة التي قيد بها نفسه حينما قرر أن يستمر التفاوض تسعة أشهر. وبهذا يستطيع أن يتجاوز شهر نيسان دون أن يعلن فشلا وأن يُدخل الطرفين في مخطط تفاوض يمكن أن يستمر شهورا وسنوات.

          بيد أن الادارة الامريكية عندها إلهامات أكثر دراماتية مما يُقدرون في اسرائيل. فلتثبيت اتفاق الاطار في التراث الدبلوماسي العالمي ولادخال كيري في نادي الفائزين بجائزة نوبل، أصبح الامريكيون يُعدون مفاجأة، فهم ينوون أن يأخذوا كل عناصر اتفاق الاطار وأن يُدخلوها في قرار جديد يصدر عن مجلس الامن يحل محل القرارين التاريخيين 242 و338 في القضية الاسرائيلية الفلسطينية. لا أقل من ذلك. وبذلك يُضمن أن تصبح مبادرة اوباما وكيري جزءا من التراث التاريخي للمنطقة.

لن يتم هذا الاجراء بالضرورة على أيدي الامريكيين بل بصفة مبادرة من الدول الاوروبية التي تؤدي في هذه المرة دورا فعالا في الجهد الامريكي. وسُيقدم الاوروبيون اتفاق الاطار ليصدر فيه قرار عن مجلس الامن، ولن يعجب أحد اذا لم يستعمل الامريكيون حق النقض.

بدأت المعركة على شروط الدخول في اتفاق الاطار. فقد أبلغ الاوروبيون الذين يؤدون دور الشرطي السيء، أبلغوا الفلسطينيين أنهم اذا أوقفوا التفاوض فسيخسرون دعما يبلغ 300 مليون يورو. وكانت اسرائيل خصوصا هي التي ذُعرت من التهديد لأن وقف الدعم الاوروبي للسلطة سيلقي الثقل عليها. وبعبارة اخرى نقول إن الاوروبيين يهددون بأن يعيدوا الينا المسؤولية عن الفلسطينيين في الضفة كما أعاد لنا المصريون غزة بالضبط.

ويهدد الاوروبيون ايضا اسرائيل مباشرة بأنه اذا استمر البناء في المناطق في اثناء التفاوض فستواجه اسرائيل عقوبات وقطيعات. لكن توجد قطعة حلوى ايضا لأنه اذا دخلت اسرائيل والفلسطينيون في طريق ايجابي فان الاستثمارات الاوروبية في المنطقة ستكون سخية.

وبدأت المعركة ايضا على مضامين اتفاق الاطار. لم تكن زيارة وزير الدفاع بوجي يعلون لغور الاردن في يوم الثلاثاء من هذا الاسبوع ساذجة. فقد أطلق يعلون من هناك قذيفة تجربة الى قلب الخطة الامريكية حينما أعلن أن الاستيطان في الغور جزء من عناصر الامن الاسرائيلية وكان يرمي نحو جون كيري.

من المؤكد أنه توجد امور ستظهر في اتفاق الاطار كالاعتراف بأن دولة اسرائيل دولة يهودية مع اعلان أن حدود 1967 ستكون أساس التباحث في الحدود الدائمة. لكن توجد طائفة مواضيع ما زال من الممكن التأثير في صياغتها مثل هل سيُكتب أنه ستوجد عاصمتان في القدس أم عاصمتان في القدس الكبرى، فهاتان صيغتان مختلفتان اختلافا تاما. وثم مثال آخر وهو هل يُعرف تبادل الاراضي بأنه تبادل بنسبة 1: 1 أم متساو في القيمة. فاسرائيل ليست لها اراض خالية تسخو بها من داخل الخط الاخضر. ولهذا فانها ستضطر في اطار نسبة 1: 1 الى أن تُضيق الكتل الاستيطانية في الضفة. وأصبحت تجري الآن محادثات في هذه القضايا بين ممثلي اسرائيل والولايات المتحدة.

ثلاث سنوات هادئة

سيحاول الامريكيون أن يحصروا الطاقات الاسرائيلية في الاشهر القريبة في التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، لكن رأس اسرائيل موجود في مكان آخر – في جنيف. فاسرائيل تُدفع الى مفاوضة الفلسطينيين مع شعور عميق بخيبة الأمل في القضية الايرانية. بعد الغضب والصدمة الاولى التي أصابتها مع التوقيع على اتفاق جنيف المتعلق بتجريد ايران من السلاح النووي، توصلت اسرائيل الى عدد من الآراء المنخلة والواعية. وترى هذه الآراء أن للولايات المتحدة وايران مصلحة مشتركة فالطرفان يريدان أن تمر السنوات الثلاث القريبة في هدوء.

          ثلاث سنوات دون أن يتوصل الايرانيون الى سلاح نووي – هذا انجاز التزم به اوباما. فقد وعد بألا يكون للايرانيين سلاح نووي في مدة ولايته – وسيساعده الايرانيون على ذلك، فالايرانيون من جهتهم محتاجون الى هذه السنوات الثلاث للخروج من العزلة الدولية ولتجديد النشاط الاقتصادي كي يُثبتوا وصولهم الى منطقة الحافة النووية. ولهذا سيستمرون في المشروع النووي في فترة اوباما لكن دون الانطلاق قدما الى القنبلة النووية، وسيكون هذا التزامهم للولايات المتحدة، ولهذا ستبذل ادارة اوباما كل جهد لتجد الصيغة التي تعيد الايرانيين الى مفاوضة القوى العظمى مع تجاوز الصعاب التي تضعها التفسيرات المختلفة.

          أصبحوا في اسرائيل يعلمون يقينا أن الاتفاق بين الايرانيين والقوى العظمى لن يوقع عليه خبراء بالقانون بل سيتفق الطرفان على مخطط يُسهل على الاوروبيين والامريكيين أن يعاملوا الايرانيين بلا قيود قانونية.

          أبلغ دبلوماسيون اسرائيليون شاركوا في مؤتمر خبراء الأمن الذي عقد في هليفتس في كندا في 20 تشرين الثاني عن وجود مزاج كئيب عند قيادات الاجهزة الامنية في الغرب، وقد اشترك في المؤتمر 300 خبير امني من 50 دولة ومنهم وزراء دفاع ونواب وزراء دفاع ومندوبو جيوش وصناعات امنية وما أشبه. وبقي سؤال مطروحا من اول ندوة حتى الجلسة النهائية وهو هل الولايات المتحدة والغرب في تهاوٍ أم في تراجع فقط. وتحدثوا هناك عن الوضع الامني في ايران وسوريا ومصر وفي الشرق الاقصى، وعن توقع الانسحاب الامريكي من افغانستان، وعن التحولات التي أحدثها الانسحاب الامريكي من العراق. وكان الموضوع الثاني في أهميته هو الشعور بوجود مشكلة مع الولايات المتحدة.

          ووجهت اصبع الاتهام الى البيت الابيض، فالولايات المتحدة تُرى اليوم ضعيفة في جميع الجبهات: فالروس يستخفون بها والصينيون يتحدونها والجميع يشمون الضعف.

          في 12 كانون الاول انتهى لقاء بين خبراء ايرانيين وغربيين كان يرمي الى صوغ خطة لتنفيذ اتفاق جنيف. وفي مقام التوقيع على الاتفاق عانق رؤساء القوى العظمى بعضهم بعضا في سعادة، لكن تبين في مباحثات الخبراء أنه يوجد عدم تفاهمات وتفسيرات مختلفة للاتفاق، وهو ما جعل الايرانيين يعلنون وجود ازمة ويتركون المحادثات.

          أدرك الغرب مثلا أن استقرار الرأي على تجميد نصف اجهزة الطرد المركزي في ايران يعني توقع الاشتغال باجهزة الطرد المركزي. وفهم الايرانيون من ذلك أن الاتفاق يبيح لهم الاستمرار في تطوير اجهزة الطرد المركزي من الجيلين الثالث والرابع. وجاء في النسخة الايرانية من الاتفاق أنهم يستطيعون الاستمرار في الانفاق على اعمال تطوير في منطقة المفاعل النووي في أراك. واعتقد الغرب أن الايرانيين سيقومون هناك بأكبر قدر من اعمال زراعة الحدائق، لكن الايرانيين فهموا أنهم يستطيعون الاستمرار في بناء المفاعل الذري دون انتاج بلوتونيوم، وهكذا تتتابع المواضيع واحدا بعد آخر، فالطرفان لا يفهم بعضهما بعضا ببساطة.

          يزعمون في اسرائيل أن المحادثات المهمة بين الامريكيين والايرانيين تتم جانبا خارج اللقاءات المكشوفة بين ايران وممثلي القوى العظمى. والذي يُركز هذه الاتصالات هو رجل مجلس الامن القومي الذي يؤدي التقارير مباشرة الى الرئيس اوباما. وفي اسرائيل ينظرون في قلق فيرون كيف تتلاشى العزلة الايرانية، فقد أخذت شركات دولية تتجول مرة اخرى في طهران وتجدد الصلات. وقد أعلن وزير الاقتصاد التركي أنه يجوز لبنوك بلده أن تجدد العلاقات بايران.

          إنهم في اسرائيل يرون أن اوباما رئيس ضعيف يوحي بالضعف. والنتيجة المباشرة لذلك أن ما يسمى محور الشر – ايران ، سوريا، حزب الله – حسّن في الاشهر الاخيرة مكانته بازاء الدول الموالية للغرب في المنطقة. لكن في ضعف الرئيس الامريكي هذا شيئا من العزاء لعدد من المكاتب في القدس. فهم في اسرائيل يُقدرون أنه على خلفية سلوك الادارة بازاء ايران، ستتميز السنة القريبة في واشنطن بمواجهة دائمة بين مجلس النواب والرئيس. وبسبب هذا التوتر وبسبب قُرب الانتخابات لمجلسي النواب، لن يعطي الرئيس الامريكي وزير خارجيته تفويض فتح جبهة مع نتنياهو، وهم في ديوان نتنياهو يدركون أن كيري يستطيع أن ينقض على دار الحكومة مستعملا كل الفرق العسكرية في العالم، لكن دون تفويض أن يحطم رئيس الوزراء، فسيكون هذا انقضاضا آخر على طاحونة هواء وفي هذا شيء من العزاء.