خبر ديسكن- يديعوت

الساعة 11:28 ص|16 ديسمبر 2013

وزير الدفاع لليسار

بقلم: باروخ ليشم

(المضمون: انضمام ديسكن الى هرتسوغ كرقم 2 المسؤول عن الملف الامني يمكنه أن ينتج ثنائيا كاملا. السياسي ذو اللغة الرقيقة ويد التفجير القوية له - المصدر).

 

في الخمسينيات تشكلت في حزب "مباي" (حزب عمال بلاد اسرائيل) دائرة كانت مهمتها التأكد من أن فقط رجال الجيش الذين لهم صلة بحركة العمل يرفعوا الى مناصب أساسية في الجيش الاسرائيلي. وكان الهدف خلق وضع يرتبط فيه الضباط الكبار بالحزب بعد انتهاء خدمتهم لتعزيز الصورة الامنية لحزب السلطة. في العقود الاولى من وجود الدولة كان معظم رؤساء الاركان انضموا الى حزب مباي: موشيه دايان، اسحق رابين، حاييم بارليف وموطي غور. اما حيروت، بالمقابل، والذي كان يعتبر حزبا كفاحيا يسارع الى المعركة، فلم يكن لديه جنرالات على الاطلاق.

 

فهم مناحيم بيغن من أنه من أجل الخروج من المعارضة فانه ملزم بان يزين قائمته بخريجين كبار من الجيش. وبعد حرب الايام الستة انضم اليه اللواء عيزر وايزمن وفي السبعينيات ايضا اللواء ارئيل شارون اللذين ساهما مساهمة غير قليلة في صعود الليكود الى الحكم في 1977. ومنذئذ حرص الليكود على ان يكون وزراء الدفاع في حكومته في معظمهم عسكريين: عيزر وايزمن، ارئيل شارون، اسحق مردخاي، شاؤول موفاز وموشيه يعلون اليوم. وكان رد حزب العمل في عرض جنرالات كمرشحين لمنصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وكان اسحق رابين وايهود باراك هما رئيسا الحزب الوحيدان اللذان نجحا في الفوز في الانتخابات منذ التحول في 1977. عمرام متسناع، جنرال آخر، فشل في هذه المهمة في انتخابات 2003، وايهود باراك خسر في محاولة اخرى للتنافس على رئاسة الوزراء في 2009.

 

ماذا يعني هذا؟ في دولة الموضوع الامني فيها هو موضوع مركزي في حياة المواطنين، ثمة اهمية لادراج خريجي هذا الجهاز في السياسة. اضافة الى ذلك، فان الجمهور غير مستعد لان يضع ثقته في كل واحد منهم، ولا سيما اولئك الذين فشلوا في مرة سابقة.

 

لم ينجح حزب العمل في أن يضع في قائمته في الانتخابات الاخيرة شخصية أمنية مركزية. وفي الحملة الانتخابية اكتفت شيلي يحيموفيتش في الانشغال في الموضوع الاقتصادي – الاجتماعي وليس في الموضوع الامني – السياسي. واعطت هذه الحقيقة الانطباع بحزب احادي البعد، لا يتنافس على القيادة الوطنية. رئيس العمل الجديد هو اسحق هيرتسوغ يحتاج هو الاخر الى تعزيز في هذا المجال. فصورته السياسية مؤكدة أكثر من سابقته، ولكن في القائمة الحالية لحزبه ينقص شخص يمكنه أن يقف في الجدال أمام نتنياهو ويعلون في مواضيع أمنية. باختصار احد ما يمكنه أن يعرضه كوزير الدفاع في حكومة ظل تكون قادرة على أن تحل محل القيادة الحالية. الاسم الذي حام في الهواء كمرشح هذه الخانة كان غابي اشكنازي. رئيس اركان ناجح اعاد بناء الجيش الاسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية، وشخصية شعبية في نفس الوقت. اشكنازي غارق في هذه الاثناء حتى الرقبة في التحقيق الشرطي في اعقاب قضية هرباز. كما أن فشل شركة الزيوت التي ترأسها في ايجاد نفط او غاز في حفريات البحر 3 لا يضيف الى صورته. الاسم الجديد الذي يصعد اليوم الى جدول الاعمال هو اسم يوفال ديسكن، رئيس جهاز الامن العام (الشاباك) – المخابرات السابق الذي كان مشاركا في اطار منصبه في الانشغال في الموضوع الايراني والفلسطيني. وهو يعتبر رجلا قويا وذا قدرة اعلامية. ويعرض ديسكن مواقف معسكر اليسار بشكل واضح وحاد. وعندما يطلق نتنياهو تهديداته في مواضيع وجودية ظاهرة لدولة اسرائيل فانه لا يتردد ولا يبدي مشاعر دون مهنية أمامه.

 

ينفي ديسكن ان تكون وجهته نحو السياسة ولكن مناسبات ظهوره العامة تلمح بغير ذلك. والاغواء الذي يمكن ان يقف امامه هو التنافس على رئاسة حزب العمل في الانتخابات التمهيدية قبيل الانتخابات التالية. وسيكون هذا خطأ. فالتجربة التاريخية تثبت بان من نما في منظومة مراتبية، تستند الى الاوامر يحتاج الى زمن للتكيف كي يؤدي دوره في الساحة السياسية المبنية على الحلول الوسط.

 

ان انضمامه الى هرتسوغ كرقم 2 المسؤول عن الملف الامني يمكنه أن ينتج ثنائيا كاملا. السياسي ذو اللغة الرقيقة ويد التفجير القوية له.