خبر شاب من غزة يناشد للعلاج من مرض نادر سببه فوسفور الاحتلال

الساعة 11:03 ص|05 ديسمبر 2013

البريج

يعاني المواطن الشاب محمد يحي محمود سلطان (20 عاماً) من سكان منطقة أبراج النصيرات وسط قطاع غزة، من مرض نادر وخطير يصيب شبكية العين، ويعجز الأطباء في الشرق الأوسط عن معالجته.

ويصنّف هذا المرض الجرثومي تحت اسم ( Toxoplasmosis)، وهو عبارة عن جرثومة تصيب شبكية العين وتتسبب تدريجيا بفقدان البصر للشخص المصاب بعد فترة من الزمن، وربما يتعدى الأمر شبكية العين إلى تغلغل الفيروس إلى الكلى أو النخاع أو المثانة والخلايا العصبية، ليترك آثارا صحية خطيرة عند المصاب بالفيروس.

والميكروب المذكور-بحسب الأطباء- هو من صنف البدائيات، وقد اكتشف في عام 1908 في تونس من قبل العالم نيكول ويمكن أن تكون الإصابة بهذا المرض مزمنة، حيث أن الحويصلة تظل كامنة في الخلايا لعدة سنوات، وغير معلوم هل أن ضعف المناعة أو الإصابة بأي نوع من أنواع العدوى تكون السبب في تغير الحويصلة إلى جسم معدي يصيب الخلايا ويحدث المرض.

وهو مرض ينتج عن الإصابة بطفيلي أحادي الخلية يسمى المقوسات القندية (Toxoplasma gondii)، وتتميز المقوسات بقدرتها على الحركة السريعة والنشيطة واختراق أعضاء جسم (المصاب)، حيث تتكاثر في داخل الأنسجة والأعضاء المختلفة.

وقد يؤثر هذا الطفيلي في الإنسان على العديد من أعضاء الجسم المختلفة مسببا العديد من الأعراض المختلفة، عادة تشمل الجهاز التنفسي وقد تسبب الالتهاب الرئوي، والأعراض المعتادة هي تشبه أعراض الأنفلونزا الخفيفة التي تستمر أياما قليلة، وتشفى أغلب الناس منه بشكل عادي وحتى رغم استشارة الطبيب، قد يشخص المرض بادئ ذي بدء كالأنفلونزا إلا إذا أجريت اختبارات الدم.

وسجّلت مشافي قطاع غزة-بحسب إحصائيات- 112 حالة مصابة بهذا الفيروس، منها حالات فقدت الإبصار لعدم تلقيها العلاج.

وثمة عامل دخيل قد يكون سببا مباشرا في الإصابة بهذا الفيروس، هو الفسفور الأبيض السام الذي عرفه سكان قطاع غزة خلال عدوان الرصاص المصبوب (2008-2009)، الذي أمطرت خلاله قوات الاحتلال محافظات القطاع بهذه المادة المحرّمة دوليا، ومما يقوّي هذا الاحتمال أن اكتشاف الحالات الـ(112) جاء خلال السنوات الأربعة التي أعقبت العدوان.

ويوضح المواطن محمد سلطان، أنه تعرض لإصابة في منطقة الوسطى جراء استهداف الاحتلال منزلا بقذيفة فسفورية، حيث جُرح من قدمه اليمنى، واستنشق كمية من الفسفور، تم نقله إلى المستشفى للعلاج، ولم يكتشف الأطباء حينها المرض، لأن أعراضه لا تظهر إلا بعد فترة طويلة نسبيا.

وبعد أربعة سنوات، بدأ يشعر الشاب سلطان بهزال عام في جسمه، وتشويش في الرؤية، ودوار وصداع في الرأس، فتوجه إلى عدة أطباء ومشافي، ليتم اكتشاف إصابته بالفيروس بعد تحاليل أجراها في مشفى الشفاء، ولتبدأ رحلة المعاناة طلبا للعلاج، هذه الرحلة التي لم تتكلل بعد بأي نتيجة، رغم المخاوف من تدهور حالته الصحية ووصولها حد فقدان البصر.

وقال سلطان: ذهبت إلى كثير من الأطباء، وأخبروني أن حالتي لا يمكن أن تعالج في قطاع غزة، فعرضت نفسي على وفد أطباء فرنسي كان في غزة وقتها، وقالوا لي إن مستشفيات الشرق الأوسط كلها لا تمتلك علاجا لهذا الفيروس الخطير، ولا حل سوى بالسفر للعلاج في أوروبا".

بدأ محمد التحرك في كل الاتجاهات للحصول على تحويلة علاج إلى الخارج، ليجد كل الأبواب موصدة أمام عينيه التي ينخرها الفيروس، وبعد عناء طويل، حصل من وزارة الصحة بغزة على تحويلة إلى مصر، بتغطية مالية (2500) جنيه فقط، لم تكفه إلا لعمل تحليل واحد، لا يسمن ولا يغني من جوع.

ويناشد سلطان كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لمساعدته في السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وتغطية ولو جزء من تكاليف العلاج، ليتسنى له مواصلة مشوار حياته مبصرا قبل أن يداهمه الوقت ويختطف نور عينيه.

والشاب محمد سلطان يدرس في جامعة الأقصى بتخصص "العلوم الإدارية والمالية"، أوقف الدراسة منذ عام بسبب وضعه الصحي والمادي، وتفرّغ للبحث عن سبيل يوصله إلى مكان يعالج فيه.