خبر اغتيال غامض- هآرتس

الساعة 10:25 ص|05 ديسمبر 2013

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: اذا كان حزب الله يعتقد أن لاسرائيل صلة بالاغتيال، فسيكون له الان حساب مفتوح ليصفيه معها - المصدر).

 

موت حسان اللقيس، المسؤول الكبير في حزب الله الذي قتل ليلة الاربعاء في ما يبدو أنه كعملية اغتيال نقية ومهنية بشكل خاص في بيروت، هو الضربة العملياتية الاشد التي تلقتها المنظمة اللبنانية منذ موت عماد مغنية. مغنية، الذي وصف كرئيس أركان حزب الله، قتل في عملية تصفية في دمشق في نيسان 2008. واتهم حزب الله في حينه اسرائيل التي امتنعت عن التعقيب. وأمس ايضا اتهمت المنظمة اسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال اللقيس.

 

اللقيس من قدامى القيادة التنفيذية لحزب الله، معروف لاجهزة الاستخبارات في الغرب منذ الثمانينيات. ووصفته رجال الاستخبارات في الماضي بانه "عقل لامع" ويؤدي في المنظمة الشيعية منصبا متداخلا، موازٍ لمنظومة البحث والتطوير وقسم التكنولوجيا واللوجستيكا في الجيش الاسرائيلي. وقد كان مشاركا وضالعا في كل الاسرار التنفيذية للمنظمة – من شراء وتطوير الوسائل القتالية المتطورة، عبر تفعيل منظومات اتصال سرية وحتى الخطط العملياتية لحزب الله. وينزع موته من المنظمة "مركز معلومات" شخص التجربة التي راكمها والعلاقات المتفرعة التي اقامها مع اجهزة الاستخبارات السورية والايرانية خدمت جيدا حزب الله على مدى قرابة ثلاثة عقود. وبفضل خبراته المهنية، عمل اللقيس خارج سلسلة القيادة العادية للمنظمة، ولكنه كان مقربا جدا من الامين العام حسن نصرالله. ومثلما حصل له بعد تصفية مغنية، لا بد أن نصرالله قلق جدا الان بالنسبة لامنه الشخصي تخوفا من أن يكون ممكنا باساليب مشابهة المس به هو نفسه ايضا.

اسرائيل، فضلا عن النفي العام وشبه التلقائي للناطق بلسان الخارجية، لم تعقب على الادعاءات من لبنان. وهذا جزء من سياسة ثابتة، اساسها الحفاظ على "مساحة النفي" التي تستخدمها اسرائيل في السنوات الاخيرة بالنسبة لكل النشاطات التي تنسب لها في سوريا وفي لبنان. وغياب بيان رسمي يخلق غموضا معينا لدى الطرف الخصم. والى جانب ذلك، فانه يسمح له بالامتناع عن الرد الفوري. هكذا كان ايضا عندما نسب لها اغتيال مغنية، قصف المنشأة النووية في سوريا في 2007 وسلسلة ما لا يقل عن ست هجمات جوية على مخازن وقوافل سلاح في سوريا في بداية السنة. وفي عدة حالات، ضمن امور اخرى، استنادا الى تسريبات مقصودة من الادارة الامريكية، نسبت وسائل الاعلام الاجنبية مع ذلك هذه الاعمال لاسرائيل.

 

في عدة حالات اخرى لم يلتصق الاشتباه باسرائيل، رغم الاتهامات الصريحة من جانب حزب الله وايران. هكذا كان في سلسلة تفجيرات شديدة وقعت في الاشهر الاخيرة في بيروت، بما فيها العملية في السفارة الايرانية هناك وسيارات مفخخة تفجرت في الضاحية. يبدو أن وسائل الاعلام الاجنبية تفهم جيدا بان اسرائيل ستحذر من تنفيذ أعمال ذبح عديمة التمييز للمدنيين، بخلاف العملية العسكرية ذات الهدف المركز.

 

واذا كان الحديث يدور مع ذلك عن خطوة اسرائيلية يحتمل أن تكون هناك محاولة لاستغلال الاضطراب الكبير في لبنان الان – كأثر للحرب الاهلية الفتاكة في سوريا – للمس بحزب الله. شخصيات ايرانية ادعت أمس بان الحديث يدور بشكل عام عن عمل عملية لارهابيين سنة، بتكليف من اسرائيل. في حرب الجميع ضد الجميع الجارية الان في سوريا وفي لبنان، يوجد الان عالم من الظلال، ترتبط فيه معا عناصر مختلفة ومتنوعة. وفي المعارك الضارية التي وقعت في مدينة طرابلس في شمالي لبنان في بداية الاسبوع، بين ميليشيات علوية وشيعية وبين ميليشيات سنية قتل ما لا يقل عن عشرة اشخاص فيما فاجأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في الايام الاخيرة بخطاب

 

اثنى فيه بالذات على الرئيس الامريكي براك اوباما في اعقاب التسوية التي تحققت مع ايران.

 

اللقيس هو العنوان في الطرف الاخر لذات مساعي التهريب لاسلحة متطورة من سوريا الى حزب الله، والتي اعلنت اسرائيل في الماضي بانها ستعمل على احباطها. وهو نفسه كان هدفا لمحاولة اغتيال اسرائيلية في ذروة حرب لبنان الثانية. ولكن على الاقل حتى يوم أمس، كان من الصعب القول من وقف خلف الاغتيال الاخير. بعد ساعات قليلة من البيان عن موت اللقيس نشرت منظمة سنية متطرفة بيانا اخذت فيه المسؤولية عن الاغتيال. ولما كان كل شخص يملك معرفة أولية بالعربية واطلاع على انظمة الانترنت ذات الصلة يمكنه أن يعرض نفسه اليوم كمنظمة سنية متطرفة، من الصعب أن نعرف ما هو مدى مصداقية هذا النشر.

 

وبالنسبة لحزب الله، لا شك في أنه اذا كانت المنظمة تعتقد بان الحديث يدور عن اسرائيل، فسيكون لها هنا حساب لتصفيه. يمكن الافتراض بان المصلحة الاساسية للمنظمة، بالامتناع عن مواجهة شاملة مع الجيش الاسرائيلي، بقيت على حالها. ولا تزال هناك امكانيات رد مفتوحة امامها الان – من محاولات ضرب اهداف اسرائيلية ويهودية في الخارج (اعمال اعدادها يستغرق زمنا) وحتى اطلاق الكاتيوشا على اسرائيل، تحت غطاء منظمة وهمية ما ودون أخذ المسؤولية الرسمية عن ذلك. وللمنظمة كفيل ان يكون الان مبرر ضد العمليات في الخارج: تخوف ايران من أن تشعل مثل هذه الافعال توترا متجددا مع الغرب يجعل من الصعب تطبيق الاتفاق المرحلي الذي تجد طهران نفسها معنية جدا به، بالنسبة للمشروع النووي.