خبر اختبار الفجوات- هآرتس

الساعة 10:23 ص|05 ديسمبر 2013

بقلم: أسرة التحرير

نتائج اختبار بيجا الدولي، الذي نشر أول أمس ليس سببا للفخار. فالى جانب التحسن المعتدل في انجازات التلاميذ في القراءة، الرياضيات والعلوم، يظهر الاختبار بان الفجوات بين اليهود والعرب ازدادت مع السنين، وهي تقدر بنحو ثلاث سنوات تعليم. فوارق مشابهة وجدت ايضا بين تلاميذ يهود من خلفية ميسورة وتلاميذ من الطبقات الضعيفة. مثل هذه القاعدة المتهالكة ستجعل من الصعب على الاف التلاميذ الانخراط بعد سنوات قليلة في سوق العمل، وكنتيجة لذلك فانها تقضي عليهم بمستقبل حياة فقر واستبعاد عن مواقع القوة. هذا الوضع هو ثمرة سياسة الاهمال. على وزارة التعليم أن تعترف بهذه الفجوات كمشكلة وطنية وأن تبلور في اقرب وقت ممكن خطة تسعى الى تقليصها.

 

اختبار بيجا، الذي يستهدف التلاميذ ابناء 15 سنة، يختبر الامكانيات في الرياضيات، القراءة والعلوم. وليس مثلما في الاختبارات الاخرى، المحلية والدولية على حد سواء، التي تفحص الانجازات وفقا للمنهاج التعليمي، يركز بيجا على القدرة على الفهم والتطبيق لخبرات التفكير. في كل المجالات التي فحصت كانت انجازات تلاميذ اسرائيل دون المتوسط الدولي. الفجوات بين اليهود والعرب تراوحت بين 98 نقطة في

 

العلوم و 109 نقطة في القراءة. في الفصل الذي فحص قدرات القراءة الرقمية وصلت الفجوة الى 155 نقطة. و 77 في المئة من التلاميذ العرب وصفوا كمن يستصعبون. كل 35 نقطة في سلم الاختبار تساوي قيمة سنة تعليم واحدة.

 

هذه المعطيات ليست جديدة؛ وهي تنضم الى قائمة طويلة من التقارير، البحوث والاختبارات الدولية التي اظهرت كم اصبحت الفجوات احدى المزايا البارزة لجهاز التعليم في اسرائيل. ليس صدفة أن في كل مجال فحص في اختبار بيجا تقف اسرائيل في قمة جدول الفجوات الدولية. الفجوات الكبيرة بين اليهود والعرب وبين الاغنياء والفقراء وان كانت معروفة، ولكن فضلا عن الاعراب عن الاسف في كل مرة، ترفض وزارة التعليم التصدي للظاهرة بشكل حقيقي وشجاع. فتقليص الفجوات ودفع التلاميذ من الطبقات الفقيرة لم يعلن عنهما ابدا اهدافا استراتيجية لجهاز التعليم. وفي السنوات الاخيرة كانت في بؤرة النشاط اهداف اخرى، مثل تنمية القيم اليهودية والوطنية.

 

نتائج اختبار بيجا الاخير يجب أن توقظ مسؤولي وزارة التعليم لتغيير سياستهم. وميزانية متفاوتة يمكنها أن تساعد في تقليص الفجوات، ولكن الى جانبها مطلوب ايضا تغيير فكري: من الاهمال الاجرامي للتلاميذ الضعفاء الى اخذ المسؤولية عن دفعهم الى الامام. خطة لتقليص الفجوات يجب أن تساعد هؤلاء الاطفال على الانتقال من مكانهم من خلف المنصة الوطنية الى مقدمتها.