الأسير المصري: أمي عودي إلى البيت سآتي قريباً وعليكم أن تُكرموني وتوزعوا أموالي

بالصور أسير على قيد الحياة يضع النقاط الأخيرة على حروف وصيته!

الساعة 06:06 م|02 ديسمبر 2013

غزة-خاص

"وقعت كلمات نجلها "يسري" على قلبِها كالجمر، بدأت تستعد لاستقباله كما أخبرها، حينما التقت به قبل شهر لأول مرة منذ سنين طويلة، قائلاً لها: "عودي إلى المنزل يا أمي فإني عائد قريباً، أتمنى أن تُكرموني وتوزعوا أموالي على الفقراء والمحتاجين، لا تتركوا عيد الأضحى يمر دون أن تضحوا لي".

حينما سمعت الحاجة "أم ياسر المصري" حديث فلذة كبدها "يسري" من خلف القضبان الصهيونية، انهمرت دموعها كالسيل، وانخفض صوتها، تركت عينيها تسبح من خلف القضبان لتكتشف أن جسد نجلها يسري أصبح هشاً وضعيفاً، عيناه محمرتان من شدة الألم والمرض، لم تستطيع أن تتحمل الوقوف على قدميها، عادت إلى المنزل باكية ترنوا إلى صورته وتدندن حديثه لأبنائها.

ميلاده واعتقاله..

ولد يسري عام 1983، قبل اعتقاله كان يدرس تربية لغة إنجليزي في جامعة الأقصى بغزة كان من المتفوقين المتميزين، لم يتوقف عن الدراسة حتى داخل السجن فدرس التاريخ وألف سلسلة من الكتب تحت عنوان "سلسلة لوازم الطريق تحدثت عن الشريعة الإسلامية وعن فريضة الجهاد, ومن مواهبه الكبيرة حبه لرياضة كرة القدم فهو من عشاق الرياضة".

اعتقل يسري عطية محمد المصري بعد أن حاصر الاحتلال الإسرائيلي منزله في منطقة "المشاعلة" بدير البلح عام 2003، اتهم بانتمائه لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ووقوفه خلف العديد من العمليات البطولية التي أصبت العدو الصهيوني في مقتل .. وحكم عليه بالسجن 20 عاماً، تنقل في سجن "نفحة وإيشل والرملة".

تدهور صحته..

تدهورت الحالة الصحية للأسير يسري المصري منذ عام 2010، وتدحرجت لعدم تقديم العلاج اللازم له حتى وصلت إلى السرطان في الرقبة، ويعاني من حالة صحية خطيرة.

"ياسر" شقيق الأسير"يسري" تحدث لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، عن تدهور الحالة الصحية، قائلاً: "لم يعاني شقيقه يسري من أي أمراض تذكر قبل الاعتقال، ولكن بعد مضي 8 سنوات على الاعتقال بدأت تظهر عليه أوجاع كبيرة في الأمعاء.. رائحة كريهة تخرج من المعدة.. دقات القلب سريعة جداً.. الصداع متواصل.. جسده بدأ يضعف.. الرؤية قليلة جداً".

وأمضى يقول: "إدارة مصلحة السجون لم تقدم أي نوع من العلاج لشقيقي إلا بعد عامين ، نقلته إلى مستشفى "سوروكا" المدني، أخذ الأطباء عينات من جسده ولم يخبروه بمرضه إلى بعد ثلاثة أشهر"، قائلاً: "شعر "يسري" خلال الشهور الثلاثة أن حالته صعبة وخطيرة".

 وأضاف ياسر: "علم يسري من الأطباء بعد أن استفحل المرض في جسده، أنه مصاب بـ"سرطان الغدد" حيث اشتعل الأسرى داخل سجن "إيشل" ضد إدارة السجن ومصلحة السجون بهدف تقديم العلاج وعمل اللازم لرفيقهم "يسري". وبعد أسبوعين، نُقل يسري إلى مستشفى سوركا مرة أخرى لإجراء عملية حيث أجريت العملية بتاريخ 1-11-2013.

وأكد ياسر، أن العملية أجريت بعد فوات الأوان واستفحال المرض، ثم نقل إلى مستشفى –مسلخ- الرملة لإجراء عمليات الكيماوي، إلا أنه لم يأخذ أي جرعة حتى الآن، ونقل إلى سجن "إيشل" بشكل مفاجئ الخميس الماضي دون تلقي العلاج اللازم.

أمنية ..

وأوضح ياسر، أن الحالة الصحية لشقيقه يسري في وضع محرج وننتظر رحمة الله عز وجل، قائلاً: "أتمنى أن أرى يسري وأقدم له العلاج المناسب"، مضيفاً، :"لا مفر من قضاء وقدر الله عز وجل وأن أسمى أمنياتنا الشهادة في سبيل الله وهي الطريق التي سار عليها يسري واعتقل من اجلها".

وختم ياسر بالقول: "أخشى ما أخشاه أن يؤثر وضع يسري الخطير والقابل للزيادة على والدته التي تعاني من "الضغط وضعف القلب والروماتزم"، قائلاً :"أمنيتنا الوحيدة أن يحرر يسري من داخل السجون الصهيونية وأن يشفيه الله عز وجل من مرضه الخطير".



الأسير يسري المصري
الأسير يسري المصري


وقفة تضامنية مع الأسير يسري المصري بدير البلح

الأسير يسري المصري
الأسير يسري المصري
الأسير يسري المصري
الأسير يسري المصري
الأسير يسري المصري