خبر انقسام في واشنطن إزاء القاهرة: الخارجية تتجاهل البيت الأبيض

الساعة 07:48 ص|21 نوفمبر 2013

وكالات

اتسعت الهوة بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ومستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن القومي سوزان رايس في شأن الملف المصري، خصوصاً بعد معلومات عن «تجاهل» الوزير مطالب البيت الأبيض خلال زيارته الأخيرة للقاهرة التي حاول فيها رأب الصدع مع القيادة العسكرية والحكومة الموقتة من دون التطرق إلى ملف محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.

وأكدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن لـ «الحياة» أن الخلاف الأساسي في شأن مصر في غرف القرار الأميركي بين البيت الأبيض ومستشاري أوباما وأبرزهم رايس من جهة ووزارتي الخارجية والدفاع من جهة أخرى.

ولفتت إلى أن «الخلاف اتسع أخيراً، وتفاقم بعد إعلان قطع جزء من المساعدات العسكرية لمصر في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي»، إذ «عارض وزيرا الخارجية كيري والدفاع تشاك هاغل الخطوة، كما تحفظ عنها مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردن».

وأوضحت المصادر أن «رايس كانت من أبرز وجوه الإدارة المؤيدة لخطوة تعليق المساعدات»، مشيرة إلى أنها تبرر ذلك برغبة في «سياسة أكثر اتزاناً في التعامل مع الشأن المصري ترتكز على وضع مسألة (رفض) القمع والإجراءات غير الديموقراطية في صلب الاستراتيجية الأميركية».

وأشار موقع «ذي دايلي بيست» الأميركي إلى أن الخلاف بين رايس وكيري اتسع بعد زيارة الأخير لمصر في الثالث من هذا الشهر. وإذ تؤكد مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن فكرة الزيارة والمبادرة بها كانت لكيري، يشير الموقع إلى أن رايس طلبت منه مباشرة وحرفياً قبل الزيارة «الإدلاء في الاجتماعات المغلقة وفي العلن بتصريحات قوية عن (رفض) محاكمة مرسي» التي تزامنت مع الزيارة.

غير أن كيري تجاهل هذا المطلب وتحرك منفرداً في مصر بإبقاء الزيارة ضمن محور جسر الهوة مع الجيش وتأكيد تصريحات كان أدلى بها عن أن مصر «على مسار الديموقراطية». وتلا الزيارة خروج رايس إلى العلن بالخلاف مع كيري وتأكيدها في خطاب في معهد «آسبن» الأسبوع الماضي ضرورة «مشاركة جميع المصريين في العملية السياسية من دون عنف»، مشيرة إلى أن «قتل نحو ألف شخص في آب (أغسطس) الماضي أمر إشكالي بالنسبة إلى الإدارة ولا يمكننا المضي بأعمالنا في شكل عادي مع الحكومة هناك مهما كانت صداقتنا».

وتعكس التصريحات طبيعة الخلاف بين الجناحين، إذ يريد كيري التركيز على الحلف الاستراتيجي مع مصر ومستقبل العلاقة والمصالح من دون العودة إلى الأحداث الماضية، فيما ترى رايس خللاً كبيراً في تجاهل الماضي القريب وإعادة ترميم العلاقة مع الحكومة والقيادة العسكرية.

وفي حين تعتبر رايس أقرب إلى أوباما، يحظى كيري والخارجية بتأثير أكبر على الأرض بسبب الجولات الكثيرة للوزير والتواصل المباشر مع السفارة الأميركية في القاهرة، إلى جانب علاقة كيري الجيدة بنواب الكونغرس.

ومن المتوقع أن يعقد الكونغرس جلسة استماع قريبة للمصادقة على تعيين السفيرة السابقة لدى القاهرة آن باترسون مساعدة لشؤون الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية، وهي من أبرز المقربين من كيري.

كما  اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس الأربعاء، الإخوان المسلمين بسرقة الثورة في مصر، في أعنف انتقاد له لهذه الجماعة التي أوصلت محمد مرسي إلى الرئاسة قبل الإطاحة به في 3 يوليو الماضي.

وقال كيري في تصريح أدلى به في واشنطن: "إن فتيان ميدان التحرير لم يتحركوا بدافع من أي دين أو أيديولوجية"، مضيفاً: "كانوا يريدون أن يدرسوا وأن يعملوا وأن يكون لهم مستقبل لا حكومة فاسدة تمنع عنهم كل ذلك".

وتابع: "لقد تواصلوا عبر تويتر وفيسبوك وهذا ما أنتج الثورة. إلا أن هذه الثورة سرقت من قبل كيان كان الأكثر تنظيماً في البلاد.. الجماعة" في إشارة إلى الإخوان المسلمين.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين عبر حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عنها أوصلت محمد مرسي إلى الرئاسة في يونيو 2012 قبل أن يعزل ويلقى القبض عليه في مطلع يوليو 2013.

واعتبر كيري ان الهدف مما قام به الجيش هو "إعادة الديموقراطية".

وتجنبت الولايات المتحدة دائماً وصف الإطاحة بمرسي بـ"الانقلاب العسكري".